ملفات وتقارير

هذه صادرات السلاح الأوروبي لتركيا.. هل تؤثر العقوبات فعلا؟ (ملف)

الجيش التركي يستخدم في معظم عملياته في سوريا أسلحة محلية الصنع- جيتي
الجيش التركي يستخدم في معظم عملياته في سوريا أسلحة محلية الصنع- جيتي

تتواصل المواقف الأوروبية المنددة بالعملية العسكرية التركية في سوريا ضد وحدات "حماية الشعب" الكردية وقوات سوريا الديمقراطية في الشمال السوري، فيما تتجه الأنظار ليوم الخميس المقبل، حيث سيعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي "الخطوات الممكن اتخاذها" حيال نبع السلام، ومناقشة فرض عقوبات على صادرات الأسلحة إلى أنقرة.

وسبق أن أعلنت خمس دول أوروبية، هي ألمانيا وفرنسا وهولندا والتشيك وإيطاليا، تقييد صادراتها من الأسلحة إلى تركيا، بسبب عملية "نبع السلام".

واليوم الثلاثاء، أعلن وزير الخارجية البريطاني أيضا، أنه "لن نصدر تراخيص جديدة لصادرات دفاعية إلى تركيا أثناء مراجعتنا للأمر".

وقابلت تركيا إعلان الدول الأوروبية برفض وقف العملية، والتأكيد على أن "نبع السلام" مستمرة "حتى النهاية"، وفق ما صرح به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

 

اقرأ أيضا: غضب أوروبا يتصاعد تجاه "نبع السلام" ولقاء الخميس لبحث الرد

ويناقش تقرير "عربي21"، حجم تأثر تركيا بالقرارات الأوروبية بشأن تصدير السلاح إليها، وكذلك تأثيرها على "نبع السلام" في شرقي الفرات في سوريا.

وبحسب تقرير لـ"معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام"، الذي تستعرض "عربي21" أبرز ما جاء فيه، فإن أكبر مصدر للسلاح لتركيا من داخل حلف الناتو، هو ألمانيا.

وأورد أن تركيا تعد أكبر مشتر للأسلحة الألمانية حيث بلغت قيمة الواردات التركية عام 2018 نحو 242.8 مليون يورو. 

والأمر الملفت في الإحصائية، أن هذا الرقم يعادل ثلث القيمة الإجمالية لصادرات الأسلحة الألمانية، ما يعني أن ألمانيا ستتأثر بقرارها الأخير في ما يخص تقييد صادرات السلاح إلى تركيا في حال تنفيذه. 

وفي ما يأتي رصد للدول المصدرة للسلاح إلى تركيا:



 

 

ويتضح من الجدول، بحسب "معهد ستوكهولم" المستقل، أن تركيا استوردت بين عامي 2011 و2018 بقرابة 7 مليارات دولار. 

وكان للدول الأوروبية نصيب كبير من الصادرات. وبرزت حصة كبيرة لأمريكا أيضا.

 

وتاليا حجم واردات تركيا من السلاح:



وتركزت الصادرات العسكرية الأوروبية إلى تركيا حول الطائرات وأجهزة الاتصالات والأسلحة الدفاعية والصواريخ.

ووفقا للمعهد ذاته، فإنه في المقابل، يبلغ حجم الصادرات التركية من السلاح بين عامي 2011 و2018 قرابة الملياري دولار. 

وكان من اللافت أيضا في التقرير، أن تركيا استهدفت في صادراتها الدول العربية، وهي: الإمارات، والسعودية، وبحرين، وقطر، والكويت، وتونس وسلطنة عمان، ومن هذه الدول من أدان العملية التركية، وقرر خفض التمثيل الدبلوماسي مع أنقرة، وكذلك عدم التعاون معها، وفق البيان الأخير لجامعة الدول العربية. 

وبرزت باكستان كذلك من الدول التي تشتري السلاح من تركيا.

إنتاج تركيا العسكري

 
وردت تركيا على الدول الأوروبية بأن إنتاجها العسكري متقدم، في إشارة إلى أنها ستعتمد على نفسها كحل بديل في حال فرض عقوبات عليها بشأن شراء السلاح.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، في وقت سابق، إن بلاده "قبل 15 عاما كانت تنتج 20 في المئة من احتياجاتها العسكرية، والآن باتت النسبة من إنتاجنا 70 في المئة".

واعتبر تشاووش أوغلو أن القرارات الأوروبية بشأن حظر السلاح "تقوينا فحسب".


أسلحة محلية في "نبع السلام"


وحول تأثر عملية "نبع السلام" في سوريا بالقرارات الأوروبية، نشرت قناة "a haber" التركية، تقريرا ترجمت "عربي21"، أبرز ما جاء فيه، لفت إلى أن "الجيش التركي يستخدم أسلحة محلية الصنع"، في العملية شرقي الفرات.

وأكدت القناة أن القوات التركية استخدمت أسلحة محلية الصنع خلال هجومها المستمر على الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية، وأنه يعتمد على السلاح المحلي بشكل كامل في المعركة. 

وأوردت أن أبرز الأسلحة التركية المستخدمة هي: 

- مدفع العاصفة "155T"
- طائرة دون طيار "بيرق تار" 
- المدرعة "كوبرا"
- المدرعة "أوتوكار" 
- القمر الصناعي العسكري "غوكتورك"

 

اقرأ أيضا: هذه أبرز الأسلحة التركية المستخدمة بعملية نبع السلام (شاهد)

من جهته، قال المحلل العسكري العقيد المتقاعد إديب عليوي، لـ"عربي21"، إن القرارات الأوروبية الأخيرة بشأن منع تصدير السلاح لتركيا، غير مؤثرة ميدانيا على الأرض، لا سيما أن تركيا تصنع غالبية أسلحتها بنفسها، بنسبة 70 في المئة.

وأكد أن السلاح المحلي تستخدمه تركيا في عمليتها غضن الزيتون ودرع الفرات ونبع السلام في سوريا، لذلك هي ليست بحاجة للدول الأوروبية بشأن تصدير السلاح من عدمه.

ولفت إلى أن الدول التي أعلنت تقييد صادرات السلاح لتركيا ليست دولا عظمى، وهناك بدائل عنها متوفرة، معتبرا أن الأمر يتحول إلى سوق تجارية.

 

 

التعليقات (0)