سياسة عربية

رويترز: استياء داخل آل سعود من ابن سلمان.. ودعم للأمير أحمد

قالت "رويترز" نقلا عن مصدر إن نخبة سعودية باتت لا تثق في ولي العهد محمد بن سلمان- واس
قالت "رويترز" نقلا عن مصدر إن نخبة سعودية باتت لا تثق في ولي العهد محمد بن سلمان- واس

قالت وكالة "رويترز" إن الاستياء داخل الأسرة الحاكمة في السعودية، تجاه ولي العهد محمد بن سلمان، تنامى بعد هجمات الحوثيين التي استهدفت منشآت في أرامكو.

ونقلت "رويترز" عن دبلوماسي أجنبي كبير، وخمسة مصادر تربطها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال، بعدما طلبوا جميعا عدم نشر أسمائهم، إن هذا الأمر أثار قلقا وسط عدد من الفروع البارزة لعائلة آل سعود ذات النفوذ القوي، والتي يبلغ عدد أفرادها حوالي عشرة آلاف، بشأن قدرة ولي العهد على الدفاع عن أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وقيادتها.

وقالت المصادر إن الهجوم أثار سخطا وسط بعض الذين يعتقدون في دوائر النخبة أن ولي العهد سعى لتشديد قبضته على السلطة. وقال بعض هؤلاء الأشخاص إن الهجوم أثار انتقادات بين أولئك الذين يعتقدون أنه اتخذ موقفا عدوانيا مبالغا فيه تجاه إيران.

وقال أحد المصادر، وهو أحد أفراد النخبة السعودية الذي تربطه صلات بالعائلة المالكة، "ثمة حالة استياء شديد" من قيادة ولي العهد. "كيف لم يتمكنوا من رصد الهجوم؟".

وأضاف هذا الشخص أن بعض الأشخاص في أوساط النخبة يقولون إنهم "لا يثقون" في ولي العهد، الأمر الذي أكدته المصادر الأربعة الأخرى والدبلوماسي الكبير.

بيد أن لولي العهد مؤيدين أوفياء. وقال مصدر سعودي داخل الدوائر الموالية لولي العهد "لن تؤثر الأحداث الأخيرة عليه شخصيا كحاكم محتمل لأنه يحاول إيقاف التوسع الإيراني في المنطقة. هذه قضية وطنية، وبالتالي لن يكون في خطر، على الأقل ما دام الأب على قيد الحياة".

وقال دبلوماسي أجنبي ثان رفيع المستوى إن المواطنين السعوديين ما زالوا يرغبون في الاصطفاف خلف الأمير محمد بن سلمان كقائد قوي وحاسم ومفعم بالحيوية.

ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي السعودي على أسئلة مفصلة من رويترز لهذا المقال.

وقال ولي العهد، خلال مقابلة تلفزيونية بثتها محطة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأمريكية يوم الأحد، إن الدفاع عن السعودية أمر صعب نظرا لحجم المملكة الكبير ونطاق التهديدات التي تواجهها. وقال "من الصعب تغطية كل هذا بالكامل". ودعا أيضا إلى اتخاذ إجراء عالمي "قوي وصارم" لردع إيران، لكنه قال إنه يفضل "الحل السلمي" على الحل العسكري.

 

تأجيج الاستياء
الاستقرار السياسي على المحك في أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. ويخلف ولي العهد رسميا والده الملك سلمان، البالغ من العمر 83 عاما. والأمير محمد هو أيضا الحاكم الفعلي للمملكة وقد تعهد بتحويلها إلى دولة حديثة.

وتلقى ولي العهد، البالغ من العمر 34 عاما، والذي يحظى بشعبية عند الشباب السعودي، إشادة في الداخل بعدما خفف القيود الاجتماعية في المملكة المحافظة ومنح النساء مزيدا من الحقوق وتعهد بتنويع الاقتصاد السعودي الذي يعتمد على النفط. لكن سيطرة الدولة على وسائل الإعلام وقمع المعارضة في المملكة يجعلان من الصعب قياس مستويات الحماس الحقيقي محليا.

استهدفت هجمات الرابع عشر من سبتمبر وحدتين لمعالجة النفط لشركة أرامكو السعودية العملاقة، مما أدى في بادئ الأمر إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط وهو ما يمثل خمسة في المئة من إنتاج النفط العالمي. وألقت السعودية بالمسؤولية على إيران، وهو تقييم يشترك فيه المسؤولون الأمريكيون. ونفى مسؤولون إيرانيون تورط بلادهم.

وقال نيل كويليام الباحث لدى مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن "لا يغيب عن السكان حجم هذه الهجمات ولا حقيقة أن (ولي العهد) هو وزير الدفاع وشقيقه هو نائب وزير الدفاع، ومع ذلك يمكن القول إن البلاد تعرضت لأكبر هجوم على الإطلاق".

وأضاف كويليام، وهو خبير في شؤون السعودية والخليج، "هناك تقلص في الثقة في قدرته على تأمين البلاد، وهذا نتيجة لسياساته"، مشيرا إلى أن الأمير محمد بن سلمان يشرف على السياسة الخارجية والأمنية والدفاعية.

وأجج الهجوم مشاعر استياء بدأت منذ تولي ولي العهد منصبه قبل عامين، إذ نحى منافسيه على العرش واعتقل المئات من أبرز الشخصيات في المملكة بسبب مزاعم فساد.

وتضررت سمعة الأمير محمد بن سلمان في الخارج بسبب حرب مكلفة في اليمن على جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف وأدت إلى أزمة إنسانية. كما تعرض الأمير محمد لانتقادات دولية بسبب مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل عام في قنصلية المملكة في إسطنبول. وقالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن ولي العهد أمر بقتله.

ونفى ولي العهد، أثناء المقابلة مع شبكة (سي.بي.إس)، أنه أمر بقتل خاشقجي، لكنه قال إنه يتحمل في النهاية "المسؤولية الكاملة" بوصفه القائد الفعلي للمملكة.

وقال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير خلال حلقة نقاشية استضافها مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في 24 سبتمبر أيلول إن خاشقجي قُتل على أيدي عناصر من الحكومة السعودية دون تكليف أو إذن.

 

اقرأ أيضا: ناشونال إنترست: السعودية محاصرة.. هل تنهار المملكة بهدوء؟

تعزيز السيطرة
يقول بعض المنتقدين السعوديين إن السياسة الخارجية العدائية التي ينتهجها الأمير محمد تجاه إيران وتورطه في حرب اليمن عرضا المملكة للهجوم، وفقا لأربعة من المصادر التي لها علاقات مع العائلة المالكة ونخبة رجال الأعمال. وعبروا أيضاً عن شعورهم بالإحباط لأن ولي العهد لم يتمكن من منع الهجمات على الرغم من إنفاق مئات مليارات الدولارات على الدفاع، وفقا للمصادر الخمسة وأحد كبار الدبلوماسيين.

وقال الجبير في تصريحاته في نيويورك في الآونة الأخيرة إن وسائل الدفاع الجوي السعودية تصدت لمئات الصواريخ الباليستية وعشرات الطائرات المسيرة التي استهدفت المملكة. وأضاف أن الفشل في رصد هجوم الرابع عشر من سبتمبر أيلول "قيد البحث"، لكن "من الصعب للغاية رصد أجسام صغيرة تطير على ارتفاع 300 قدم".

ويقول بعض أفراد النخبة السعودية إن جهود ولي العهد لإحكام قبضته أضرت بالمملكة. وقال أحد المصادر المقربة من الدوائر الحكومية إن الأمير محمد جاء بمسؤولين أقل خبرة من السابق بشكل عام.

وأزاح الأمير محمد بن سلمان الأمير محمد بن نايف من ولاية العهد ووزارة الداخلية قبل عامين. وكان لولي العهد السابق خبرة لنحو 20 عاما في المناصب العليا بالوزارة، التي كانت مسؤولة عن الشرطة المحلية والاستخبارات. وعين الأمير محمد بن سلمان ابن عمه البالغ من العمر 33 عاما بدلا منه، بعدما جعل القطاعات الرئيسية للمخابرات ومكافحة الإرهاب ضمن اختصاص الديوان الملكي.

كما أطاح ولي العهد بالأمير متعب بن عبد الله، الذي كان يشرف على قيادة الحرس الوطني ويتولى قيادته فعليا منذ عام 1996. وفي نهاية المطاف حل محله في أواخر العام الماضي الأمير عبد الله بن بندر بن عبد العزيز وكان عمره آنذاك 32 عاما وكان نائب أمير منطقة مكة لمدة تقل عن عامين وقبل ذلك كان يعمل في الأعمال التجارية الخاصة.

ولم يرد المكتب الإعلامي الحكومي السعودي على طلب للتعليق موجه إلى الأمير عبد الله.

 

اقرأ أيضا: تويتر يحذف ترند محمد بن نايف في السعودية.. لصالح من؟



الابن الأثير
يقول مطلعون سعوديون ودبلوماسيون غربيون إن الأسرة لن تعارض على الأرجح الأمير محمد بن سلمان خلال وجود الملك على قيد الحياة، وأقروا بأنه من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه الأثير. ونقل الملك معظم مسؤوليات الحكم لابنه، لكنه لا يزال يترأس اجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية ويستقبل كبار الشخصيات الأجنبية.

ويقول المطلعون والدبلوماسيون إنه بصرف النظر عما سيحدث في المستقبل بعد الملك، فإن تحدي سلطة الأمير محمد قد يكون صعبا في ظل قبضته المُحكمة على هيكل الأمن الداخلي.

وينظر بعض الأمراء إلى الأمير أحمد بن عبد العزيز، البالغ من العمر 77 عاما، وهو الأخ الشقيق المتبقي الوحيد على قيد الحياة للملك سلمان، كبديل ممكن يحظى بدعم أفراد الأسرة والجهاز الأمني وبعض القوى الغربية، على حد قول اثنين من المصادر الخمسة التي تربطها علاقات بالنخبة السعودية.

وقال أحد رجال الأعمال الكبار "ينظرون جميعا إلى (الأمير) أحمد ليروا ما سيفعل. لا تزال العائلة تعتقد أنه الوحيد الذي يستطيع الحفاظ عليها".

ولا يوجد دليل على أن الأمير أحمد مستعد للقيام بهذا الدور، وفقا لمراقبين سعوديين. ولا يضطلع الأمير أحمد بدور رسمي، وظل بعيدا عن الأنظار إلى حد كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر تشرين الأول عام 2018 بعد أن أمضى شهرين ونصف الشهر في الخارج. وخلال الرحلة، بدا أنه ينتقد القيادة السعودية بينما كان يرد على متظاهرين خارج مقر إقامته في لندن وهم يهتفون بسقوط أسرة آل سعود.

وكان الأمير أحمد واحدا من ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أفراد الأسرة الحاكمة، عارضوا أن يصبح الأمير محمد بن سلمان ولي العهد في عام 2017، بحسب مصدرين سعوديين في ذلك الحين.

ولم يتسن الوصول إلى الأمير أحمد للتعليق. وقال أحد المصادر الخمسة التي لها صلات بالنخبة السعودية إن موقف الأمير أحمد بشأن ما إذا كان سيتحدى الأمير محمد بن سلمان هو أنه "سنعبر هذا الجسر عندما نصل إليه".

 

التعليقات (5)
محمد يعقوب
الخميس، 03-10-2019 05:54 م
لكل بداية نهاية. ويظهر أن نهاية آل سعود ستتم على أيدى قاتل الخاشقجى والممثل بجثته حتى يشفى غليله، والمدمر للسعودية، والمستهتر والمتعطش للدماء، والذى إعتقل أعمامه وأبناء أعمامه، وتمكن من ولاية العهد، بطرد إبن عمه محمد بن نايف. هذا هو محمد بن سلمان الذى إرتمى بحضن كوشنير الذى حصل منه على المليارات حتى يغطى على جرائمه وعيوبه التي لها أول وليس لها آخر. يجب على محمد بن سلمان أن يعلن للعالم أنه هو من أمر بقتل الخاشقجى بتلك الطريقة التي لم يسبقه لها أحد، وأنه هو من دمر المملكة وبدد أموالها وأقام أرقى العلاقات مع العدو الصهيونى، وتنازل عن كل المقدسات ألإسلامية وفى مقدمتها ألمسجد ألأقصى أولى القبلتين وعن الحرم ألإبراهيمى لقاء حماية من ترامب. محمد بن سلمان ، قاتل ، سفاح لا يستحق ألحياة.
عبدالله
الخميس، 03-10-2019 03:52 م
#محمد بن سلمان لايمانع من اي اجراء يخدم المملكة وأمنها الإستراتيجي. لكن مش قادر ولن يتجرأ تجاوز #محمد بن زائد.
شعلان دويش
الخميس، 03-10-2019 01:19 م
أي توسع إيراني تتكلمون عنه؟ كلمة حق يجب أن تقال. إيران الثورة الإسلامية لم تعتدي على أحد وإنما أعتدي عليها. جزر الإمارات الثلاث أستولى عليها شاه إيران وليس الثورة الإسلامية والإمارات لم تتحرك. وماذا ننتظر من إيران عندما يجري حصارها ومعاداتها والتآمر عليها؟ النظام الوحيد في المنطقة الذي تعاديه إيران علناً هو النظام الصهيوني محتل فلسطين ومقدسات المسلمين، وهو الذي يخشى إيران، فلماذا يتطوع نظام آل سعود وأل زايد في التحالف مع إسرائيل ضد إيران؟ إنهم هم من وضعوا أنفسهم أعداء ليس فقط لإيران وإنما لجميع العرب والمسلمين.
mousa atawneh
الخميس، 03-10-2019 08:52 ص
إكتشاف متأخر. فابن سلمان حديث عهد بالحكم . متهور . خفيف الخبرة في الحكم ودهاليز السياسة . هو مرشح لان يكون ملكاً فهو تحت التدريب . أراد أن يجرب حظه فخاض حرب اليمن على عجالة ولم يكن حوله من ينصحه ولا توجد مؤسسات ذات مصداقية منهجيه لتقييم الاوضاع بشكل جيد . فهذا الغياب الاستراتيجي اوقعه فيما لاتحمد عقباه . وغرق في مستنقع اليمن . وربما يحتاج الى سنوات حتى يخرج الى الحياة من هذا الوحل الذي غرز فيه . كانت الامور كاشفة بعد ضرب مواقع عدة في المملكة من قبل الحوثي . ثم انكشفت بشكل فاضح عند ضرب شركة ارامكوفي الصميم الامر الذي عطل نصف الانتاج . فاحتار ابن سلمان . ماذا عليه ان يعمل وكيف يرد ؟ فحاول الارتماء في احضان امريكا . فلم يجد من ينصره او يقاتل نيابة عنه لاسترداد المهدور من الكرامة. ثم اراد تدويل ذلك كي ينصره المجتمع الدولي فلم يحصل على شيء. الدول الاسلامية التي شكلت معه حلفا في الماضي لم تتحرك هي الاخرى . فوصل الى مرحلة الاحباط فما عليه إلا الاستسلام والرضوخ . فتحدث مع رئيس باكستان عمران خان ومع رئيس العراق وغيرهم الله يعلمهم على انه على اتم الاستعداد للجلوس امام الطاولة وبحث القضايا مع ايران ولكنه يجلس ويعرف بانه هو المستسلم والمهزوم والضعيف .