صحافة دولية

FT: لهذا من الصعب على أمريكا الخروج من الشرق الأوسط

فايننشال تايمز: حاول الرؤساء الأمريكيون فك العلاقة الأمريكية مع المنطقة وفشلوا- أ ف ب
فايننشال تايمز: حاول الرؤساء الأمريكيون فك العلاقة الأمريكية مع المنطقة وفشلوا- أ ف ب

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقال رأي للكاتب جانان غانيش، يتحدث فيه عن استحالة تفكيك العلاقة الأمريكية مع الشرق الأوسط.

 

ويشير غانيش في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "الرؤساء الأمريكيين حاولوا فك العلاقة الأمريكية مع المنطقة وفشلوا، كما سيفشل الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي وصف سوريا بأنها عبارة عن (رمل وموت)، وهو تعبير مختصر لبلد سبقت عاصمته واشنطن بألفية أو خمسة آلاف سنة".

 

ويستدرك الكاتب بأن "المقصود منها هو تقديم الكثير من اللفتات الأمريكية الفارغة، وقد انتخب كل رئيس أمريكي منذ الحرب العالمية الثانية بناء على فكرة (الرمل والموت) للشرق الأوسط، وفشل الجميع في فطم أمريكا عن المنطقة".

 

ويلفت غانيش إلى أن "بيل كلينتون شعر أن المغامرات الأجنبية تعد ترفا في وقت يحتاج فيه البلد إلى عناية، إلا أنه وبعد ستة أعوام كان يقصف العراق، ودعا جورج دبليو بوش إلى دور أمريكي (متواضع) في الخارج رغم أنه هو الذي أمر بحربين هما الأطول في تاريخ أمريكا، واعتقد باراك أوباما أنه سينهي المهزلتين، ليخوض حربين جديدتين في كل من ليبيا وسوريا، وفي الخليج يبدو الوضع مفعما، ويقود ترامب الحلقة الرابعة من هذه الدروة التي تحدث في جيل واحد". 

 

ويقول الكاتب: "في كل مرة يتم التبشير بحياة هادئة يحدث الفشل، ولا يمكن الثقة في الحكومة، والمشكلة أنني كنت أعتقد أن الفشل في الوفاء بهذه الوعود يعد تخندقا، وفي الحقيقة آن المشكلة هي في الوعود". 

 

وينوه غانيش إلى أن "الولايات المتحدة راكمت مصالح أجنبية على مدى القرن العشرين لا تستطيع التخلي عنها بسرعة، ودون ثمن باهظ، على الأقل وليس في منطقة مستعصية كهذه المنطقة، ولو كانت الطبقة السياسية مسؤولة لم تكن لتتظاهر بأن ما يحدث طبيعي، ففي الشهر الماضي حذر المفتش العام في وزارة الدفاع عن العودة الجديدة لتنظيم الدولة في سوريا، مشيرا إلى أن إعلان ترامب عن سحب القوات هو السبب الرئيسي، فمن الصعب نسيان أن أمريكا بعد ثلاثة أعوام من سحب قواتها من العراق عام 2011 عادت إلى القتال من جديد هناك، لكن من الجو". 

 

ويفيد الكاتب بأن "الرئيسين الأخيرين يعدان متماثلين من بين 45 رئيسا في تاريخ الجمهورية، فكلاهما دفع بفكرة جلب الجنود إلى الوطن، لكنهما لم يستطيعا تحقيق ما وعدا به، والمشكلة هي في الفكرة وليست في الموقف أو محاولة تحقيقه، فتراجع بلد ما لا يعني تخفيف أعبائه، وقد يكون تراجع عبئه الخارجي دليلا على تراجع قوته، فقد تم تراجعت بريطانيا بصفتها قوة اقتصادية في القرن التاسع عشر، لكنها لم تتقلص حجما إلا في العشرينيات من القرن الماضي، وفي الستينيات كانت تقاتل في الملايو". 

 

ويعلق غانيش قائلا: "لا علاقة لهذا بالحفاظ على المجد، لكنه مرتبط بمخاوف الخروج دون التسبب بفوضى، وهي الأمة ذاتها التي تركت الساحة لأمريكا، وفي الشرق الأوسط ستخلي أمريكا الساحة لروسيا أو إيران أو أي قوة صاعدة". 

 

ويجد الكاتب أن "مشكلة الخروج لا تنتهي عند هذا الحد، فستظل أمريكا تواجه مخاطر الإرهاب الذي استلهم أو فرخ في المنطقة، وحتى لو استطاعت تأمين نفطها فإنها لن تشعر بالراحة من سيطرة أمة أخرى على مصادر المنطقة ومعابرها المائية". 

 

ويرى غانيش أن "هذا كله لا علاقة له بمحاولة الحلفاء دفع أمريكا للبقاء وإن بشروطهم، وسنرى ترامب ومجموعة من الديمقراطيين الذين سيتظاهرون بأن شيئا من هذا حقيقي، وسيطلقون التعهدات بالتركيز على وسط الغرب والشرق الأوسط، وهي تعهدات كانت فاعلة في أعوام 1992 و2000 و2008 و2016". 

 

ويشير الكاتب إلى أن "التخلص من مستشار الأمن القومي جون بولتون، المتشدد في موضوع إيران، فتح المجال أمام حملة رئاسية للرئيس". 

 

ويختم غانيش مقاله بالقول إن "الدائرة التي نتجت عن الآمال المبددة لا يمكن كسرها إلا بالصراحة، فالخروج من الشرق الأوسط لن يكون دون معاناة وإهانة، وهذا ما يجب أن يعترف به أي رئيس، وخلال هذه العملية سيقوم الرئيس بفرض عقوبات دون أن يكون هناك أي أثر حازم على المنطقة، مع أنها لا تؤثر على أمريكا". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)