حول العالم

محكمة كينية تقر "الراستافارية" دينا جديدا في البلاد

الراستافارية تأسست في جامايكا في ثلاثينيات القرن الماضي- جيتي
الراستافارية تأسست في جامايكا في ثلاثينيات القرن الماضي- جيتي

أصدرت محكمة كينية حكما قضائيا يقر بـ"الراستافارية" دينا جديدا بالبلاد يجب أن يعامل على قدم المساواة مع بقية الأديان.

جاء ذلك في أعقاب معركة قضائية أعقبت قيام مدرسة ثانوية بطرد فتاة عمرها 15 عاما لأنها تمشط شعرها على شكل ضفائر.

وكانت المدرسة الأولمبية الثانوية في العاصمة نيروبي قد طردت الفتاة في يناير/كانون الثاني الماضي بسبب الضفائر.

وبررت إدارة المدرسة قرارها بأن الضفائر تتعارض مع السياسة الرسمية للمدرسة في ما يتعلق بالزي والمظهر.

وقال القاضي في المحكمة العليا الكينية، شاشا مويتا، إن إجراء المدرسة غير دستوري لأن الضفائر جزء من ديانة الفتاة التي تعتنق الراستافارية.

 

ويعود تاريخ الراستافارية إلى عام 1930 عندما توج إمبراطور إثيوبيا السابق هيلا سيلاسي، ونبوءة أطلقها ناشط حقوق السود في جامايكا، ماركوس غارفي، قبل ذلك بعقد كامل، والذي قال لأتباعه عام 1920 إن عليهم "التطلع لأفريقيا عندما يتوج بها ملك أسود حيث يصير يوم الخلاص في متناول اليد".

لذلك عندما توج رجل يدعى راس تافاري (هيلا سيلاسي اسمه في التعميد) في إثيوبيا اعتبر الكثيرون ذلك علامة على صدق النبوءة، وصار "سيلاسي" في جامايكا الإله مجسدا أو "جاه" (بديل المسيح) وصارت إثيوبيا أرض الميعاد.. وكان ذلك إيذانا بمولد حركة الراستافاريين.

 

وفي عام 1966، عندما زار هيلا سيلاسي جامايكا،  لم يحاول معارضة تلك الحركة بل وقف يحيي الآلاف الذين كانوا يتحرقون شوقا لتلقي نظرة من "إلههم"، والذين آمنوا به، وبعد ذلك بثلاث سنوات بدأ الراستافاريون في الانتقال لإثيوبيا حيث منحهم إمبراطورها قطعة أرض، وقد وصل عددهم لاحقا إلى 300 شخص.

وبعد وفاة هيلا سيلاسي عام 1975 بعد عام من إطاحة ثورة ماركسية به وجد أتباعه أنفسهم أمام لغز.. ذلك أن الآلهة لا تموت، وقاموا بحل ذلك اللغز من خلال تفسير يقول إن الذي مات هو جسد هيلا سيلاسي الأرضي.

والغريب أن "جارفي" صاحب النبوءة التي تسببت في ظهور تلك الطائفة لم يؤمن أبدا بهيلا سيلاسي بل كان منتقدا له.

ويعتقد الرستافاريون أن الإمبراطور هيلاسيلاسي هو الإله الحي، وأن إثيوبيا هي الجنة وجامايكا هي الجحيم، وأن الإنسان الأبيض كائن أدنى من الأسود، وأن إمبراطور إثيوبيا الذي لا يقهر يعد لإعادة ذوي الأصول الإفريقية لإثيوبيا، كما يؤمنون أن السود سيحكمون العالم في المستقبل القريب.

 

التعليقات (0)