ملفات وتقارير

مسرحية "سوبيبور".. اختراق "تطبيعي" للعقل المصري؟

المسرحية أثارت الكثير من ردود الفعل المستنكرة - الأناضول
المسرحية أثارت الكثير من ردود الفعل المستنكرة - الأناضول

أثار عرض مسرحي قدمته كلية التجارة بجامعة عين شمس المصرية، ردود فعل غاضبة، رفضا لمحتواه، الذي اعتبره كثيرون "اختراقا صهيونيا".

العرض أقيم في إطار الدورة الـ12 من المهرجان القومي للمسرح المصري، التي افتتحت قبل أسبوع، ويحمل اسم "سوبيبور"، ويتحدث عن النازية واضطهادها لليهود.

وأصدرت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع بيانا، أدانت فيه المسرحية، واعتبرتها "مقدمة لتبرير جرائم الاحتلال بفلسطين".

وجاء في البيان: "نرفض نحن الموقعون أدناه عرض مسرحية سوبيبور لفرقة كلية تجارة جامعة عين شمس، كمانرفض توريط طلاب الجامعة في مثل هذه الأعمال الفنية المشبوهة".

وأوضح البيان أن العرض مقتبس من فيلم "الهروب من سوبيبور"، الذي "يكرس لمفهوم شعب الله المختار والمضطهد بسبب دينه اليهودي، من النازية الألمانية".

وتابع أن النازية لم تقتل اليهود وحدهم، "لكن الصهيونية توظف جرائم النازية لصالحها، بمبالغات وتسليط الضوء فقط على معاناة اليهود مثلما فعل العرض المسرحى ، ثم تستخدم تلك المعاناة لتبرير جرائم الكيان الصهيوني"، بحسبه.

وحذر البيان مما وصفها "محاولات إختراق العقل العربي بالمزاعم الإسرائيلية" والتي تهدف، بحسبه، إلى "أن نتبنى فكر الصهاينة وأن نغمض الأعين عن جرائمهم، وأن تصل تلك الرؤية لوعى قطاع عريض من شباب مصر لتدجينه لقبول العدو".

حلقة جديدة في مسلسل "الاختراق"

وفي حديث لـ"عربي21"، قال الشاعر والناقد الأدبي "مسعود حامد" إن هذه "ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لاختراق العقل المصري".

وأوضح: "فقد تم اختراق العقل الوطني منذ اتفاقية السلام، وقد مر التطبيع بعدة مراحل، الأولى من خلال فرص نخبوي بأوامر السلطات مقابل رفض شعبي، مثلما حدث مع تحالف كوبنهاغن بأوامر من وزير الخارجية وقتذاك عمرو موسى".

وتابع: "ثم جاءت مرحلة الأعمال الفنية والأدبية من خلال التسرب في المهرجانات وقد كانت مواقف بعض المثقفين مشرفة في رفض الأفلام الإسرائيلية من المشاركة في المهرجانات وقتذاك كان الشعار إذا كان للحكام ضروراتهم فللشعوب خياراتهم.. ولكن في عهد الانقلاب أصبح التطبيع يدخل من الباب والشباك في كل المستويات، والحل لا يزال لدى الشعب".

وأضاف "حامد" أن كل كيان يعادي التطبيع ويرفضه يعكس توجه الشعب المصري، ويأتي في هذا السياق أيضا قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين برفض كل أنواع التطبيع فكانت ضمير الأمة، "لكن المشكلة أن التطبيع بات أكبر من نقابة، وتديره سلطات على مستوى عال".

وأكد: "مع ذلك يظل للشعوب خياراتها بالرفض وكل كيان يعادي التطبيع يمثل ضمير الشعب وإرادته".

ومن جانبه حمل القيادي بحزب الكرامة "عبد العزيز الحسيني" إدارة جامعة عين شمس مسؤولية ما حدث.

وأكد الحسيني لـ"عربي21": "كان لابد من وقف مثل هذه العروض التي تسير في طريق التطبيع، وتمثل اختراقا صهيونيا لمؤسساتنا الوطنية".

كما تساءل عن الجهة التي سمحت بمثل هذه العروض، و"منح الحرية الكاملة لها، في الوقت الذي يتم منع فيه أي عرض وطني يتحدث عن قضايا وطنية وقومية، الأمر الذي يثير الكثير من الشكوك".

 

اقرأ أيضا: هل تهزم الشعوب العربية التطبيع؟

وأشاد الحسيني بموقف المصريين الرافض لمثل هذه الاختراقات سواء على مستوي الأفراد والحملة المضادة على وسائل التواصل الاجتماعي، أو على مستوى الكيانات كما حدث من جانب اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع والبيان الصادر عنها بهذا الخصوص.

وأكد أن "المصريين سيظلون على موقفهم الثابت برفض التطبيع ، ومواجهة أي محاولات اختراق أي كان مصدرها ومن يقف خلفها سواء أفراد أو مؤسسات".

أما الكاتبة أمنية طلعت فقالت، في تصريحات صحفية: "لا يوجد نص أدبي تأتي فكرته من الفراغ، فأي كاتب حتى من يكتب الكوميديا تكون لديه رسالة أو هدف مما يكتبه، فنظرية الفن للفن لم تستطع أن تحيا كثيرا بين آلاف الرسائل الأيديولوجية التي يقدمها الفن بنعومته".

وتابعت: "حتى أفلام الكارتون التي تنتجها ديزني تحمل مضامينا ورسائل خفية لتربية عقول أطفال العالم والتأثير عليها بهدوء شديد وعلى زمن طويل جدا حتى رأينا أطفالا يشبون عن الطوق وهم لا ينتمون بأي حال من الأحوال إلى ثقافة وطنهم أو قضاياه وعيونهم مصوبة نحو الولايات المتحدة الأمريكية وثقافتها".

وأضافت: "نحن الآن نعاني من أقوال تتردد بين الأجيال الشابة ببساطة وكأن الأمر مسلم به مثل: لقد باع الفلسيطنيون أرضهم للصهاينة، على الفلسطينيين أن يحرروا هم أرضهم، وقليل من الشجب والاستنكار هنا وهناك ونحن نرى واشنطون تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأكدت أن هذا لم يأت من فراغ، بل أتى من عقود طويلة حفرت في قلب الشخصية المصرية حفرة عميقة فرغتها من مسلماتها الوطنية، ومن قضاياها الأولية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتؤكد على أن العرض المسرحي الجامعي "سوبيبور" والذي أنتجته جامعة عين شمس بسخاء واضح، ليفوز بالجائزة الأولى في سباقها الجامعي ويمثل كلية التجارة في المسابقة الثانية من المهرجان القومي للمسرح الذي تجري وقائعه الآن، يطرح العديد من الأسئلة حوله، من قبيل.. لماذا اختار المؤلف والمخرج هذا الموضوع بالتحديد؟ لماذا يكتب مصري عربي عن عذابات اليهود في محارق الهولوكوست؟ حتى وإن حشر حرفيا بعض الجمل الإسقاطية على قضية فلسطين، ولماذا اختيار قصة التمرد الذي وقع في معسكر سوبيبور الذي شيده النازيون شرق بولندا على حدود روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا عام 1942؟

وتنهي كلامها بالقول: "كلها أسئلة تحتاج إجابات، خاصة أنه لطالما استخدمت الصهيونية العالمية والمجسدة قصة محارق الهولوكوست للحصول على مكتسبات دولية ليست من حقهم، وإثارة تعاطف العالم معهم للتغطية على مجازرهم ضد الشعوب العربية بمن فيهم نحن المصريون.. أم نسينا أنهم دفنوا جنودنا أحياء في صحراء سيناء عام 1967؟".

التعليقات (1)
Diaa
الأحد، 25-08-2019 06:13 م
نحن في زمن العجائب ننتج مسرحيات لتاريج الصهاينه (قتلة العرب والمسلمين)ونترك تاريخنا كأنه لم يخصنا بل نزوره ولا نمجد أبطالنا في حروبنا ضد الصهاينة لكي نعلمها للأجيال القادمة .لنعرفهم عدوهم الحقيقي وهو الصهاينة (الكيان الصهيوني).