ملفات وتقارير

تعزيزات عسكرية روسية إلى دير الزور.. ما الدلالات؟

توجه روسي لتعزيز نفوذهم على الحدود السورية العراقية- أ ف ب
توجه روسي لتعزيز نفوذهم على الحدود السورية العراقية- أ ف ب

كشفت مصادر سورية محلية عن وصول تعزيزات عسكرية روسية إلى محيط مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، تتضمن معدات لوجستية وكميات كبيرة من الذخائر والأسلحة.

ورجحت المصادر أن يكون الغرض من التعزيزات إنشاء قاعدة عسكرية، على مقربة من مدينة البوكمال، التي تعتبر مركز القوات الإيرانية في دير الزور.

وأكد الصحفي، صهيب الجابر من دير الزور لـ"عربي21"، توجه تعزيزات روسية جديدة إلى محيط مدينة البوكمال خلال الثلاثة أيام الماضية، وبالتحديد إلى بلدة الجلاء، المنطقة التي انسحب الجيش الروسي منها قبل أشهر.

وأضاف: "بحسب المعلومات الواردة فإن الروس باشروا بإنشاء قاعدة عسكرية في المنطقة، كما أنه تم نشر عدد من الجنود الروس في نقطة الجلاء".

فض نزاع بين مليشيات

وحول الهدف من هذه التحركات، رجح الجابر أن يكون الغرض من ذلك، منع ازدياد حدة النزاع بين المليشيات الإيرانية وأخرى تابعة لقوات النظام في ذات المنطقة، مبينا أن "النزاع وصل إلى مرحلة الذروة بعد تنفيذ اغتيالات عدة ونشوب اشتباكات بين الطرفين بشكل مستمر".

وبحسب الجابر، فإن آخر هذه الاشتباكات وقعت قبل أيام على الحواجز في مدينتي الميادين والبوكمال، وأدت إلى مقتل عدد من عناصر قوات النظام، ليمنع النظام على إثرها دخول جرحى المليشيات الإيرانية لتلقي العلاج في المستشفى العسكري بمدينة دير الزور، وحتى من المصابين جراء هجمات تنظيم الدولة.

 

اقرأ أيضا: هل يتطور التوتر بين روسيا وإيران إلى مواجهة مسلحة بسوريا؟

وشكك بقدرة القوات الروسية على وقف النزاع بين المليشيات الإيرانية وقوات النظام، وقال إن "أسباب النزاع كثيرة، منها تبادل الاتهامات بولاء عدد من عناصر المليشيات لتنظيم الدولة، ومنها الثأر لمقتل قياديين إيرانيين خلال الفترة الماضية، ومنها النزاع على تقاسم المسروقات من منازل المدنيين وإدارة المعابر النهرية والبرية وأسباب أخرى".

وأنهى بقوله: "نظرا لهذه المعطيات، فإنه من المتوقع أن تلتهب المنطقة على الصعيد الميداني مجددا".

بدوره أكد الناشط الإعلامي، عهد الصليبي، لـ"عربي21" وصول تعزيزات عسكرية روسية إلى دير الزور، مبينا أن "التعزيزات ليست بالكبيرة".

معبر مع العراق بسيطرة "إيرانية"

شبكة "دير الزور 24" المحلية اعتبرت أن التعزيزات الروسية، التي جاءت دون سابق إنذار في مناطق تعتبر من مناطق النفوذ الإيرانية، تعبر عن مخاوف لدى موسكو من سيناريوهات جديدة في المنطقة.

وأوضحت أن انتشار روسيا عسكريا في دير الزور كان محدودا على مدار السنوات الأخيرة، متسائلة عن أسباب هواجسها.

وفي تعليقه على ذلك، اعتبر مصدر محلي أن روسيا بصدد تعزيز تواجدها العسكري الضعيف في دير الزور مقابل وجود إيران، على حد تعبيره.

 

اقرأ أيضا: التدخل الروسي في سوريا.. كشف حساب 4 سنوات

وأضاف لـ"عربي21"، طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن دير الزور باتت مدينة تحت النفوذ الإيراني، معتقدا بأنه "من الصعب على روسيا أو غيرها تقليم أظافر طهران في هذه المنطقة".

وأشار المصدر إلى إنشاء الحرس الثوري الإيراني، قاعدة عسكرية بمحيط مدينة البوكمال، تحضيرا لإعادة افتتاح معبر البوكمال/القائم على العراق.

وكان مصدر عراقي في سفارة بغداد لدى دمشق، قد كشف في وقت سابق، عن قرب إعادة المعبر (البوكمال/القائم) إلى العمل، مؤكدا أن المحادثات "وصلت إلى مراحل متقدمة".

التعليقات (0)