كتاب عربي 21

رد على النائب في برلمان طبرق إبراهيم الدرسي

السنوسي بسيكري
1300x600
1300x600

بلغني أن النائب عن برلمان طبرق، إبرهيم الدرسي، علق على ظهوري الإعلامي رافضا العدوان على طرابلس بقوله: "لماذا لا ينزل ليقاتل بدل الظهور كل يوم متأنقا على شاشة التلفاز"، وفي كلام الدرسي مغالطة كبيرة بل تزييف متعمد تورط فيه مرات ومرات.


يا سيادة النائب أنتم من شن الحرب وباركها وحرض على استمرارها برغم ما خلفته من دمار في الإنسان والعمران، فالأولى بك أنت المحرض أن تتقدم الصفوف وترفع الرايات في الجبهات، لا أن تدعوني أنا الرافض لها والمتحفظ بشدة على العدوان، وبأسلوب رخيص، أن أشارك فيها.


ومعلوم لديك، حتى مع قلة بضاعتك في الفكر والسياسية، أن التصدي للحرب إعلاميا لا يقل أهمية ولا تأثيرا عن التصدي لها في ساحات الوغى، ولكنك أردت بكلامك غرضا آخر وهو التشويش على دعوات وقف القتال ورفض عسكرة الدولة وحكم الفرد.


يا سيادة النائب دع عنك مظهري ولباسي فهو ليس بجديد علي ولا أتكلفه، وأنا لست مثلك أتأنق على حساب قوت الليبيين بتقاضي مرتب فلكي يزيد عن 14 ألف دينار ليبي من خزانة الدولة، ومتوسط دخل أكثر من 75 بالمئة من الليبيين لا يتعدى 800 دينار ويعيش معظمهم على الكفاف.


دع عنك هذا وانظر ببصيرة إلى جوهر كلامي الذي أكرر فيه على رفض الحرب لأنها غير مبررة لا شرعا ولا قانونا ولا عرفا، وأدعو فيه إلى التصدي لمشروع حفتر الذي يجر العاصمة إلى مستنقع أكبر من مستنقع بنغازي التي لم تعرف الاستقرار وذاقت ويل حرب ضروس لا لتنتهي الاغتيالات ويتوقف شبح الموت الذي لاحق أبناءها خلال الأعوام 2012-2014م، بل ليُستبدل القتلة والضحايا فقط، وليستمر مسلسل الرعب في المدينة وبشكل أكثر بشاعة وإرهابا، وما حادثة مقتل احمد الكوافي منذ أيام قليلة ببعيدة عن وصفي لواقع بنغازي اليوم.


يا سيادة النائب كان الأولى بك أن تقدم نموذجا في المسؤولية والصدق، فالمفترض من النائب عن الشعب "أن لا يكذب أهله"، والواجب عليك أن تقول هذه حرب خاسرة، وحرام أن يسيل الدم الليبي وتقطع أوصال الليبيين دون جدوى ولا مبرر ، خاصة وأن مسارا سياسيا سلميا رسمت معالمه وكان يمكن أن يقود إلى خروج من النفق المظلم ويسهم في احتواء المليشيات التي تجعلونها ذريعة حربكم.
النائبة سرقيوة ضربت مثلا في المسؤولية وواجهت العبث الذي جركم إليه حفتر بشجاعة ووصفت الواقع الراهن بموضوعية، ودعت إلى وقف شلال الدم والعودة إلى المسار التفاوضي، فكان أن واجهت قمعا يفوق الوصف.


لن أطلب منك أن تفعل ما فعلت سرقيوة وتقول كلمة حق في حفتر وحربه الجائرة التي خلفت أكثر من 1400 قتيل بينهم شيوخ وأطفال ونساء، وهجرت ما يزيد عن 130 ألف ليبي من منزله، وتركت دمارا هائلا عم أحياء كاملة في جنوب العاصمة وتسهم في تمزيق النسيج الاجتماعي، وما ندري ماذا ستكون العواقب إذا طال أمدها.


لن أطلب منك أن تكون في شجاعتها وتحملها للمسؤولية كنائب عن الشعب، فقط أطلب منك موقفا مشرفا بأن تدافع عن حقها كنائبة تمثل أعلى سلطة في البلد في التعبير عن موقفها، وان كنت تعتبرها خائنة كما هو موقف من أمر باعتقالها وتغييبها- ولا استغرب هذا الموقف منك - فلا أقل من أن تطالب بأن تكون الوسيلة قانونية في التعامل مع التهم المنسوبة إليها، وذلك بإحالتها إلى تحقيق مسؤول وفق القوانين واللوائح التي تنظم عمل البرلمان.


دعك عنك المزايدات يا سيادة النائب، وتوقف عن التضليل وتزييف عقول الناس، فالمشهد صار أكبر من أن تحرف معالمه بافتراء وكذب وتضليل، وعين الشمس لا تغطى بغربال، ونصيحتي إن كنت لا تجرؤ على قول الحق فلا تتورط في تبرير الباطل، فالحرب على طرابلس باطلة شرعا وقانونا وعرفا، ونتائجها وبال على كل من يدعو إلى استمرارها ويحرض على المضي فيها مهما كانت النتائج.

1
التعليقات (1)
أحمد يوسف علي
الإثنين، 12-08-2019 02:38 ص
حربهم دوما قذرة على المخالف رغم أنهم حتى "القذارة" بمفهومها السياسي لا يجيدونها. هم يحاولوا ممارسة "الفهلوة السياسية" لا أكثر فلا تنهى عن خلق وتاتي بمثله. ثم أن مثل هولاء الجهلة لن تشتري لهم الفلوس الذوق فهناك من لا يملك الفلوس ويملك ماهو أغلى لذا لا تضع نفسك في مقارنة معه ولا تشرفه بالرد عليه لأنه كان قبل خمس سنين عجاف "تصكه" المعيز التي يحلبها في "ميراد ...." ويلبس السروال "العربي" مع "سورية امقشبة."