ملفات وتقارير

ما هي رسائل هجمات "الحوثي" على قوات موالية للإمارات باليمن؟

عشرات سقطوا بين قتيل وجريح بينهم قائد عسكري بارز مدعوم من أبوظبي في عدن جنوب اليمن- جيتي
عشرات سقطوا بين قتيل وجريح بينهم قائد عسكري بارز مدعوم من أبوظبي في عدن جنوب اليمن- جيتي

على الرغم من الحديث عن اتصالات سرية بين جماعة الحوثي، ودولة الإمارات في اليمن، وتغير موقف الأخيرة تجاه إيران، في ظل التوتر المتصاعد في بحر الخليج، فقد شنت جماعة أنصار الله (الحوثي) هجوما عنيفا على قوات مدعومة من أبوظبي وموالية لها..

واليوم الخميس، ذكرت مصادر أمنية يمنية، أن عشرات سقطوا بين قتيل وجريح بينهم قائد عسكري بارز مدعوم من أبو ظبي، في هجومين استهدفا مواقع في مدينة عدن جنوب اليمن.

وقال مصدر أمني، إن قائد قوات الدعم والإسناد "قوات خاصة"، المدعوم من الإمارات اللواء منير اليافعي "أبو اليمامة"، قتل في هجوم بطائرة مسيرة شنه الحوثيون، على المعسكر.

وقالت جماعة الحوثي إن "سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية" التابعين لها نفذا عملية مشتركة على معسكر الجلاء بـعدن.

ونقلت قناة المسيرة التابعة للحوثي عن المتحدث باسم "القوات المسلحة" يحيى سريع قوله إن "العملية المشتركة استهدفت عرضا عسكريا للغزاة والمرتزقة وكانت الإصابة دقيقة".

 

اقرأ أيضا: قتلى بينهم قائد عسكري مدعوم من الإمارات بهجوم حوثي بعدن

جماعة الحوثي: استهدفنا قوات تقاتل مع العدو

 

وفي هذا السياق، قال عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، محمد البخيتي، إن هناك تغير ملموس في موقف الإمارات سياسيا وعسكريا باليمن، لافتا إلى أن حركته لم تستهدف العمق الإماراتي، بل استهدفت تلك القوات الموالية لها بسبب حالة الحرب باليمن.

وأشار في تصريح لـ"عربي21"، إلى أن استهدافهم لتلك القوات "ليس باعتبار أنها قوات الحزام الأمني، بل لأنها تقاتلنا كقوات مرتزقة تقاتل مع العدو".

وتابع، بأن "تلك القوات التي جرى استهدافها، كانت تتجهز لإرسالها إلى جبهة الضالع" جنوب اليمن.

 

البخيتي: موقف الإمارات إيجابي

وأكد القيادي في جماعة الحوثي، أن حركته منفتحة لكل الأطراف سواء السعودية أو الإمارات وكافة المكونات اليمنية بما فيها المجلس الانتقالي، "إلا أننا نصل دائما إلى طريق مسدود معها".

وأشاد القيادي البخيتي بالموقف الإماراتي في اليمن، واصفا إياه بـ"الإيجابي"، يقابل بإيجابية من حركته، إلا أن ذلك "لا يعطي حصانة لمرتزقة الإمارات، الذين ما زالوا يقاتلوننا".

واستدرك: "إن كانت القوات المحسوبة على الإمارات والمجلس الانتقالي أوقفوا مشاركتهم في الحرب المتواصلة، فنحن جاهزون لذلك، ولكن إن أصروا على الاستمرار فمن حقنا استهدافهم".

 

اقرأ أيضا: ما مصير قوات موالية للإمارات باليمن.. وهل تتخلى عن الجنوب؟

دلالات عسكرية وسياسية

 

العميد الركن والخبير الاستراتيجي اليمني، عبد الله الجفري، قال إن العملية جاءت في حفل لتخريج دفعة جديدة لقوات الحزام الأمني، مشيرا إلى أنها لن تكون الأخيرة، وتأتي حاملة معها رسائل سياسية وعسكرية.

وأضاف الجفري، في حديثه لـ"عربي21"، أن "الضربة العسكرية أثبتت للعالم أنهم غير قادرين على مواجهة القوة الصاروخية لجماعة أنصار الله وحلفائها".

وأوضح أن الضربة تحمل رسالة سياسية للإمارات، في ظل ما تم الاتفاق عليه في حزيران/ يونيو الماضي، بالانسحاب الكامل من اليمن، بعد وساطات قدمت فيها أبو ظبي تنازلات عدة في ظل ضربات حساسة استهدفت الإمارات.

وأشار إلى أن الضربة جاءت رسالة استباقية للإمارات، التي تفكر بالتموضع من خلال القوات الموالية لها في جبهات الساحل الغربي والضالع.

 

طموح الإمارات

ولفت الخبير المقرب من جماعة الحوثي، إلى أن الإمارات تحاول من خلال تلك القوات الموالية لتشكيل ضغط عسكري، ومحاولة إيجاد توازنات، إلى جانب ضغط سياسي من خلال طارق عفاش، المكلف بقيادة تشكيل تلك المكونات المدعومة من أبوظبي في الساحل الغربي.

ونوه إلى أن اليمن يمر بمرحلة مختلفة، بسبب السلاح الجوي الذي تملكه جماعة الحوثي ذات البعد الاستراتيجي، التي غيرت في قواعد الاشتباك مع قوى التحالف.

وأضاف الخبير العسكري والاستراتيجي، أن الإمارات لن تستطيع تحقيق أهدافها باليمن، من خلال القوات الموالية لها، التي تحاول أن يكون لها دور سياسي وعسكري.

 

اقرأ أيضا: قيادي حوثي يعلق على زيارة وفد إماراتي عسكري لإيران

وأوضح أن الإمارات لديها أطماع باليمن وتحديدا في المناطق الجنوبية الشرقية، من خلال السيطرة على الممرات المائية والملاحية والمضائق والمطارات والموانئ.

 

أين الباتريوت الإماراتي؟

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عادل داشيلة، إن الهجمات اليوم تثير تساؤلا كبيرا وهو، أين الباتريوت الإماراتي؟

وأشار في حديثه لـ"عربي21"، إلى أنه على الرغم من تبني جماعة الحوثي للحادث، إلا أن القوات الانفصالية الموالية للإمارات تتهم أطرافا أخرى.

وأوضح أن هجوم اليوم يبين أن الإمارات مستعدة للتضحية بـ"مليشياتها" التي دربتها، "بينما إيران بنت قوات داعمة لها (الحوثي) في شمال اليمن ومستعدة لمساعدتها من أجل أن تكون أداتها لزعزعة دول الإقليم".

التعليقات (0)