ملفات وتقارير

أمريكا تنشر قوات من شركات خاصة شمال سوريا.. لماذا؟

قالت روسيا إن عدد موظفي الشركات الخاصة في سوريا "تجاوز الـ4 آلاف مقاتل"- جيتي
قالت روسيا إن عدد موظفي الشركات الخاصة في سوريا "تجاوز الـ4 آلاف مقاتل"- جيتي

مع تكرار الحديث الأمريكي، الانسحاب من سوريا، اتهمت روسيا الولايات المتحدة، بأنها تستبدل بعضا من قواتها في شمال شرق سوريا بعناصر مرتزقة تابعة لشركات عسكرية خاصة، ما يثير التساؤلات حول مهمة تلك القوات.

وكانت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت إن عدد موظفي هذه الشركات الخاصة في سوريا "تجاوز الـ4 آلاف مقاتل"، وفي النصف الثاني من شهر حزيران/ يونيو المنصرم فقط، وصل 540 شخصاً من تلك العناصر إلى البلاد، 70 منهم قادة عسكريون ومدربون".

وتتركز مهمة تلك القوات الخاصة، في تدريب القوات الموالية لواشنطن وحماية آبار النفط، بحسب ما أفادته به المتحدثة الروسية.


التحركات الأمريكية في شمال شرق سوريا، جاءت بعد رفض ألمانيا، طلبا أمريكيا، بإرسال قوات برية، بحجة محاربة تنظيم الدولة هناك.

بدوره قال المختص بالعلاقات الدولية، هشام منور، إنه يبدو واضحا مسعى الإدارة الأمريكية لإعادة انتشار قواتها في المنطقة، تحسبا لأي مفاجآت أو تطورات قد تقضي إلى عمليات انتقامية من قبل إيران وأذرعها العسكرية وخاصة في سوريا.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الولايات المتحدة لا تريد الزج بقوات برية تابعة رسميا للجيش الأمريكي في أي مواجهة مرتقبة مع إيران، لافتا إلى أنها تحاول تعويض قواتها المنسحبة بأخرى تابعة لشركات أمنية وعسكرية خاصة.

 

اقرأ أيضا: طلب أمريكي بإرسال قوات ألمانية إلى شمال سوريا

وأشار إلى أن القرار الأمريكي جاء بعد رفض ألمانيا رسميا تعويض هذا الدور، وملء الفراغ الأمريكي، وتردد فرنسا حيال ذلك.

وحول عدم استعانة الولايات المتحدة، بقوات الناتو في شمال سوريا، أكد المختص منور، أن دور التحالف الدولي كانت تقتضي مهمته فقط محاربة تنظيم الدولة الذي انتهى بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القضاء على معظم بؤر التنظيم في سوريا.

وتابع، بأنه ليس منطقيا أن يطلب ترامب من التحالف لاسيما قوات الناتو التي تشكل العمود الفقري لها, أن تحل محل القوات الأمريكية المنسحبة، خاصة أن علاقته بدول الحلف ليست في أفضل حالاتها، في ظل مطالباته للدول الأعضاء بزيادة مساهمتهم المالية في تمويل نشاطات الحلف.

وأضاف منور، أن حلفاء واشنطن يرون في تعويض انسحاب قواتها من سوريا معضلة أمريكية بامتياز، ولا يرون أن عليهم الاستجابة لمطالب ترامب.

وحول ماهية عمل تلك القوات التابعة لشركات أمنية خاصة، رأى منور أنه ليس لتلك القوات دورا كبيرا سوى الحفاظ على الدور الأمريكي في سوريا، وإثبات وجوده هناك عندما يحين موعد إنفاذ الحل السياسي للحفاظ على حصة واشنطن من الكعكة السورية، وتأمين حماية صورية لبعض القوى التي تتحالف معها، وفي مقدمتها قوات سوريا الديمقراطية.

 

اقرأ أيضا: دعم أمريكي لـ"قسد" وتشكيل مجلس عسكري.. ما الدلالات؟

وشدد المختص بالعلاقات الدولية، على أن ما يعني أمريكا التكلفة البشرية لقواتها في سوريا، إذا ما تطورت الأمور، وتعرضت قواتها لهجمات من ميليشيات إيران في سوريا.

الباحث بالشأن السوري، ياسر عمر، رأى أن الولايات المتحدة، لا تريد اللجوء لجيشها الرسمي، أو لقوات الناتو، في أي فعل قد يعد خارج القانون الدولي.

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن لجوء أمريكا لأي قوات غير نظامية، أو تابعة للناتو، يخرجها من الحرج أمام الآخرين، لذلك هي تتمسك أيضا بقوات سوريا الديمقراطية، والوحدات الكردية.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، حاولت التقرب من المعارضة السورية التي رفضت بدورها أي تعاون معها، لذلك لجأت إلى قوات "قسد"، لإبقاء هيمنتها في المنطقة.

وأضاف، أن قوات سوريا الديمقراطية، أصبحت جزءا لا يتجزأ من السياسة الأمريكية، التي تواجه بها المحاولات التركية، للتخلص من الهيمنة الأمريكية هناك، وسعيا لإشغال أنقرة بتلك القوات.

 

الجدير بالذكر، أن صحيفة "ستار" التركية، أشارت في تقرير لها بداية العام الجاري، إلى أنه من المحتمل أن تستعين الولايات المتحدة، بقوات من شركات الأمن والحماية الخاصة في سوريا، ليحلوا بدلا من جنودها في حال انسحابهم.

 

ونسبت الصحيفة، إلى مؤسس شركة بلاك ووتر الأمريكية الخاصة إريك برنس، قوله: "من المحتمل أن تحل القوات العاملة في الشركات الخاصة مكان القوات الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: هذه تفاصيل اجتماع "قسد" مع مسؤولين أمريكيين بدير الزور
 

ونقلت الصحيفة عن برنس قوله، إن عناصره "سيحمون حلفاء أمريكا في سوريا بدلا من الجيش الأميركي"، في إشارة إلى الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية.

 

وقال إريك برنس، في لقاء تلفزيوني على قناة "فوكس بزنس"، إن وجود المقاتلين العاملين في الشركات الخاصة سيوقف التمدد الإيراني في المنطقة، وإن التهديد الحقيقي لقوات سوريا الديمقراطية يأتي من المليشيات المؤيدة لإيران.

التعليقات (0)