ملفات وتقارير

مخيمات لبنان تحذر: "لا تخنقونا في لقمة عيشنا" (شاهد)

يرى الفلسطينيون أن القرار موجه بشكل مباشر للفلسطيني لدفعه إلى الهجرة من لبنان- عربي21
يرى الفلسطينيون أن القرار موجه بشكل مباشر للفلسطيني لدفعه إلى الهجرة من لبنان- عربي21

هبت المخيمات الفلسطينية، الثلاثاء، في موجة غضب كبيرة احتجاجا على المضايقات والملاحقات من قبل الأجهزة اللبنانية (مدفوعة بقرار وزارة العمل) التي استهدفت لاجئين فلسطينيين ومؤسسات تابعة لهم بذريعة عدم حصولهم على إجازات عمل وتراخيص، في حين يصف حقوقيون الخطوة بأنها "عنصرية" ولا تتعلق بإجراءات قانونية هي بالأساس بيروقراطية وتستخدم عادة في الإطار السياسي الضيق.

 

وشهدت مخيمات الجنوب مسيرات بعضها في السيارات على ضوء الإضراب العام بدعوة من هيئة العمل الفلسطيني المشترك واللجان الشعبية، ونظمت في مخيم عين الحلوة سلسلة فعاليات ومسيرات وأقفل مدخل الشارع التحتاني وسط إحراق الإطارات المطاطية.

 

وألقيت كلمات من الفصائل شددت على ضرورة التراجع عن "الخطأ الكبير" الذي يرتكب بحق الفلسطينيين بما "يخدم مشروع تصفية القضية الفلسطينية ويشكل رافعة لصفقة القرن الأمريكية"، كما شهد مخيم المية ومية المجاور لعين الحلوة احتجاجات مماثلة وأغلق الطريق الرئيسي عند المدخل الغربي، وامتدت الاحتجاجات إلى منطقة وادي الزينة المجاورة لمدينة صيدا الجنوبية.


واحتشد اللاجئون في مخيمات الرشيدية والبرج الشمالي والبص والتجمعات وأغلقوا مداخل مخيماتهم لفترة طويلة في إطار الاحتجاجات ضد التضييقات عليهم. وشددت الكلمات على "رفض التوطين والتهجير" وعلى أن "الخيار الوحيد هو العودة إلى فلسطين".


وقال الفلسطيني إبراهيم ك وهو صاحب محل لبيع الألبسة في مدينة صيدا أنّ "القرار موجه بشكل مباشر للفلسطيني لدفعه إلى الهجرة من لبنان".

 

مشددا في تصريحات لـ"عربي21" على ضرورة "التحرك الفلسطيني الجامع للضغط على السلطات اللبنانية ودفعها إلى التراجع عن أسلوب الخنق المتدحرج بحق الفلسطينيين"، وأشار إلى أن "محله التجاري مهدد بالإغلاق في أي لحظة في حال مضت وزارة العمل في إجرائها"، متخوفا من "التداعيات المعيشية على عائلته".


وفي الشمال، منع الجيش اللبناني أهالي المخيم من الخروج للانتقال إلى بيروت والمشاركة في الاعتصام الحاشد في العاصمة اللبنانية، ومنع "العسكر" اللبناني الباصات التي تقل لاجئين من مغادرة المخيم وأجبرهم على العودة، لكن أهالي المخيم نظموا فعاليتهم داخل المخيم وقطعوا الطرقات بالإطارات المشتعلة.


وأغلق الفلسطينيون في مخيم البداوي مداخل المخيم وأحرقوا الإطارات المطاطية، وخرج الفلسطينيون في مخيم الجليل في البقاع بمسيرات حاشدة وأغلقوا مداخل المخيم وسط تنديد بالتضييقات والممارسات التي تضاف إلى "جملة الممارسات التي تستهدف الفلسطينيين".

 

اقرأ أيضا: إضراب بالمخيمات الفلسطينية بلبنان احتجاجا على "العنصرية"


وازدحمت مخيمات بيروت بفعاليات عدة، فيما خرجت مسيرة في قلب العاصمة عند منطقة الكولا للتوجه إلى المجلس النيابي إلا أن القوى الأمنية منعت تحرك المسيرة.


ونظمت المسيرة بدعوة من "ائتلاف حق العمل للاجئين الفلسطينيين" والمؤسسات والجمعيات العاملة في لبنان، وذلك رفضا "للإجراءات التعسفية تجاه العمال والتجار الفلسطينيين في لبنان وحقهم في العيش بكرامة"، 


ونوّه المسؤول السياسي في حركة حماس داخل مخيم عين الحلوة أبو حسام زعيتر في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "المخيمات الفلسطينية استجابت بشكل كامل لدعوة الاحتجاج ضد الإجراءات الظالمة التي تلاحق شعبنا الفلسطيني في لقمة عيشه".

 

وأردف: "لم تهدأ الفعاليات منذ الساعة الخامسة صباحا ولغاية المساء، ما يدلّل على قساوة ما يتم ارتكابه بحق الفلسطينيين بذريعة تنظيم العمل في لبنان"، مضيفا أن "الاحتجاجات كانت نوعية ومميزة لم تشهدها المخيمات منذ فترة طويلة حيث كان يحتشد اللاجئون حينها لمناسباتهم الوطنية".


ورأى أن التضييق على الفلسطينيين في لبنان يتزامن مع هجمة شرسة تستهدف القضية الفلسطينية من خلال "صفقة القرن على وقع الضغوطات الأمريكية الكبيرة، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة"، مستغربا تجاوز الجهات المعنية في لبنان "للقوانين الصادرة عام 2010 والتي تنظم بنسبة ضئيلة عمل الفلسطينيين في عشرات المهن".


واعتبر أن "قرار وزارة العمل يثير الشكوك في صدقية النوايا تجاه الفلسطينيين"، ولفت إلى أن المحاولات الدبلوماسية "لم تنجح لغاية اللحظة في دفع وزير العمل للتراجع عن قراره، ما يعني أن الهدف ليس اقتصاديا كما يتم الترويج له".

 

ولفت إلى أن "الفلسطيني يسهم في الحركة الاقتصادية في لبنان من خلال مساهماته في العمل على الأراضي اللبنانية، عدا التحويلات النقدية التي يرسلها فلسطينيو الخارج إلى ذويهم وتصرف في لبنان"، منوها إلى أن "رجال أعمال فلسطينيين يضعون أموالهم في البنوك اللبنانية بالعملة الأجنبية بما يخدم النقد في البلد".


وأشاد زعيتر بمواقف "العديد من الشخصيات السياسية والمراجع الدينية اللبنانية الداعمة للموقف الفلسطيني الرافض للقرارات الظالمة"، مؤكدا "استمرار الاحتجاجات وعلى نطاق أوسع حتى التراجع عن القرارات التعسفية بحق شعبنا".


وأوضح: "تحركات شعبنا الفلسطيني اللاجئ أظهرت إيجابياتها من خلال سلميتها رغم مشاركة الآلاف في المخيمات وحالة الغضب التي تسود أبناء شعبنا"، وختم قائلا: "نحن أصحاب حق ولسنا دعاة للشغب".

 

 

 

 



 


التعليقات (3)
تحديد الطلب
الأربعاء، 17-07-2019 12:18 م
زيادة على المطالب المعيشية المشروعة فالجنسية هي سلعة موجودة بلبنان وتستطيع فتح ملفات بالأمم المتحدة للعيش بجنسية ببلد أخر، والسلطة الفلسطنية لديها نفس السلعة وتستطيع إيجاد حلول وأيضا فتح ملفات عن طريق الأمم المتحدة للتوطين والتجنيس، التوطين والتجنيس سلع، كم فلسطيني متجنس فهل إنتهت فلسطنيتهم، وممكن المطالبة بالمطالب المعيشية فقط، لكن أن تكون مطالب موجودة لدى لبنان أو السلطة التي هي فقط بإطار سلطة بلا أرض أو لدى الأمم المتحدة وإذا طلبتم من حماس فهي غير معترف بها بالأمم المتحدة وحماس على غزة فقط.
حددوا مطالبكم
الأربعاء، 17-07-2019 12:03 م
عندما ندخل سوق ونريد أن نشتري تفاح فإذا طلبي شراء تفاح وطلبي ليس هو العودة لفلسطين، إذن لا بد من تحديد الطلب الصحيح وإلا البائع إذا رغب بعدم التعامل معي فسيقول لي أنا ليس لدي العودة ومع السلامة وأذا كنت عنيدا فسأقول له حق العودة فسيطردني البائع وعند القاضي سأقول أريد من هذا البائع حق العودة والبائع سيقول ليس من معروضاتي حق العودة وأعيد بالقول بلا بلا لديك حق عودة فيقول لك أشر عليه فقمت بالتأشير على التفاح وأقول ها هو.
لماذا شعارات لا تخص مطالبكم
الأربعاء، 17-07-2019 11:52 ص
فلسطين يعني أنت فلسطيني مهجر أو تنتظر أو مجنس فأصلك فلسطيني، وفلسطين إسلامية. دولة تستقبل لاجئين دون توطينهم يعني مشكلة بعد خمسين سنة يعني خمسة إلاف بعد خمسين سنة صارو خمسين ألف، الفلسطنيون بلبنان كانو كم ألف قبل سبعين سنة فصاروا لمئات الألاف، لا توجد دولة تستقبل أزمة لتبقي الأزمة ثم تقوم بتكبيرها بين شعبها، إذن ما الحل، حماس وفتح تستخدم الفلسطنيين لمصالح لا علاقة لها بفلسطين 48، إذن على الفلسطنيين بلبنان أن يشملوا بمطالبهم مطالب تخص حياتهم كالجنسية أو حل جذري، لا لشعارات لا تخص مستقبلهم ومستقبل أولادهم، فشعار العودة فهل يخص لبنان وهل تنتظر من لبنان وناس لبنانيين أن يتحملوا شعارات لا تخصهم.