سياسة عربية

موقع أمريكي: هذه دلالات انسحاب قوات الإمارات من اليمن

"لوب لوغ":  الإمارات تستعد لاحتمال مواجهة عسكرية أمريكية مع إيران- جيتي
"لوب لوغ": الإمارات تستعد لاحتمال مواجهة عسكرية أمريكية مع إيران- جيتي

نشر موقع "لوب لوغ" الأمريكي مقالا للكاتب جيمس دوروسي، قال فيه إن قيام دولة الإمارات بسحب معظم قواتها من اليمن يسلط الضوء على الحقائق الصعبة الكامنة وراء الجغرافيا السياسية في الشرق الأوسط.


وعزا دوروسي، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، تراجع التواجد العسكري للإمارات في اليمن إلى عدة أسباب من بينها أن الإمارات تستعد لاحتمال مواجهة عسكرية أمريكية مع إيران يمكن أن تظهر فيها الإمارات والسعودية كقوات قتال رئيسية، فضلا عن الاختلافات الطفيفة القائمة في مقاربات الرياض وأبو ظبي تجاه اليمن.


وأضاف: "كما أن الانسحاب يسلط الضوء على اهتمام دولة الإمارات العربية المتحدة الطويل الأمد بمكانتها الدولية وسط انتقاد متزايد للخسائر المدنية للحرب ، فضلاً عن اعترافها بأن الدعم الذي لا شك فيه من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد لا يكون كافياً لحماية حلفائها من أضرار كبيرة في السمعة".


ويرى دوروسي، أن الانسحاب يعكس تصميم الإمارات في الإصرار على سياستها في مواجهة إيران والإسلام السياسي المتمثل في دعمها للجنرال الليبي الأسبق خليفة حفتر والمجلس العسكري الانتقالي في السودان ورئيس سلطة الانقلاب العسكري في مصر عبد الفتاح السيسي.

 

اقرأ أيضا: مسؤول: الإمارات تسحب قواتها من اليمن لـ"أسباب تكتيكية"

وأوضح، أن الانسحاب الإماراتي من اليمن لن يكون بنسبة 100 بالمئة، مؤكدا أن الإمارات ستحتفتظ بقاعدة المكلا لعمليات مكافحة الإرهاب، وراءها القوات المحلية المدربة الإماراتية والتي ستواصل تقديم عطاءاتها. 


وتابع قائلا: "إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بسياسات حازمة تهدف إلى ضمان استمرار الدولة الصغيرة في الثقل فوق وزنها واضح أيضًا في صيانتها لسلسلة من منشآت الموانئ العسكرية والتجارية في اليمن، وعلى الشاطئ الأفريقي للبحر الأحمر، وفي القرن الأفريقي وكذلك خطها المتشدد نحو قطر والتنافس مع تركيا".

 

وقال مسؤول إماراتي كبير، اليوم الاثنين، إنّ دولة الإمارات تقوم بعملية سحب لقواتها في اليمن ضمن ما سماها "خطة إعادة انتشار لأسباب استراتيجية وتكتيكية"، وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية.

وذكر المسؤول الذي لم تكشف الوكالة عن هويته أن "أبوظبي تعمل على الانتقال من استراتيجية عسكرية إلى خطة تقوم على تحقيق السلام أوّلا"، وفق تعبيره.

 

اقرأ أيضا: لوب لوغ: الإمارات تزيد من التوتر في اليمن بسبب سقطرى

وأضاف: "هناك انخفاض في عديد القوات لأسباب استراتيجية في الحديدة (غربا) وأسباب تكتيكية في مناطق أخرى"، متابعا: "الأمر يتعلّق بالانتقال من (...) استراتيجيه القوة العسكرية أولا إلى استراتيجية السلام أولا".
 
من جهته، أكّد مسؤول عسكري في الحكومة اليمنية أنّ الإمارات "أخلت معسكر الخوخة جنوب الحديدة تماما وسلّمته قبل أيام لقوات يمنية، وسحبت جزءا من أسلحتها الثقيلة".

وتابع: "لكنّها لا تزال تدير الوضع العسكري في الساحل الغربي بشكل كامل، مع القوات اليمنية ضمن عمليات التحالف بقيادة السعودية".

ونهاية الشهر الماضي، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إماراتيين قولهم إن بلادهم شرعت في تقليص قواتها في مدينة عدن، حيث مقر الحكومة المعترف بها جنوبي اليمن، بسبب التهديدات الأمنية الناتجة عن تزايد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

 

اقرأ أيضا: مخطط إماراتي لـ"انقلاب عسكري" بعدن وإعلان الانفصال

فيما صرح مصدر أمني يمني لـ"عربي21"، يوم الأربعاء الماضي، بأن القوات الإماراتية المتواجدة في مدينة مأرب الغنية بالنفط، شرق اليمن، سحبت جنودها وعتادها من جبهة صرواح، التي كانت تشرف عليها غربي مأرب.

 

ومن ناحيته، قال الأكاديمي الإماراتي عبد الخالق عبدالله، إن بلاده لن تترك اليمن، وذلك بعد أيام من تداول أنباء عن تقليص أبوظبي وجودها العسكري ضمن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن، بعد 5 سنوات من الحرب.

وأوضح عبدالله، الذي يوصف بقربه من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، في تغريدة بحسابة الرسمي في موقع "تويتر"، مساء السبت، إن "الإمارات لن تترك اليمن إلا بعد تحريره وتحرير عاصمته ومدنه من الاحتلال الحوثي".

 

 

 

التعليقات (0)