صحافة دولية

وول ستريت جورنال: ما سر التفوق الصاروخي الحوثي؟

وول ستريت: صواريخ الحوثي كشفت ضعف النظام الدفاعي السعودي- جيتي
وول ستريت: صواريخ الحوثي كشفت ضعف النظام الدفاعي السعودي- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده غارد ماسلين، يقول فيه إن المتمردين الحوثيين في اليمن زادوا من عمليات إطلاق الصواريخ ضد السعودية، التي تقود تحالفا ضدهم، في الوقت الذي تصاعدت فيه حدة المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الهجمات الصاروخية على السعودية كشفت عن نقاط ضعف في الدفاع عن نفسها ضد حلفاء إيران وسط أزمة أمريكية- إيرانية. 

 

ويلفت ماسلين إلى أن الحوثيين ضربوا 10 صواريخ، وأطلقوا طائرة مسيرة ضد أهداف سعودية منذ نيسان/ أبريل، أصابت مطارات ومحطات تحلية وخط أنابيب مهما وأهدافا أخرى، ما رفع من حرارة المواجهة الأوسع بين أمريكا وإيران، مشيرا إلى أن هجمات الحوثيين ضد السعوديين كانت في الوقت ذاته الذي انفجرت فيه ناقلات النفط في الخليج، وكان آخرها تفجير الناقلتين في خليج عمان، الذي اتهمت واشنطن طهران بالوقوف وراءه.

 

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين ومحللين أمريكيين، قولهم إن إيران عمقت من تعاونها مع الحوثيين، في محاولة منها لضرب أعدائها الأمريكيين والسعوديين، مشيرة إلى أن إيران تنفي أي علاقة لها مع الحوثيين، بالإضافة إلى أنها أنكرت مسؤوليتها عن الهجمات على ناقلات النفط في خليج عمان. 

 

ويجد التقرير أن هجمات الحوثيين الصاروخية لفتت الانتباه إلى نظام الدفاع الصاروخي السعودي ومكامن ضعفه، فالجيش السعودي يعد من أفضل الجيوش جاهزية؛ وذلك بسبب الميزانية الدفاعية التي تعد الثالثة في العالم، ومئات المليارات من الدولارات التي أنفقت على شراء المقاتلات والمصفحات والمعدات العسكرية الأخرى، لكن دفاعات السعودية الصاروخية المصنعة في أمريكا، وهي صواريخ باتريوت، قدمت سجلا مختلطا عندما كان الأمر يتعلق باعتراض الصواريخ المنطلقة من اليمن، بالإضافة إلى أنها ليست مصممة لمواجهة الطائرات المسيرة.

 

ويورد الكاتب نقلا عن مسؤول سعودي، قوله: "تظهر الأحداث الأخيرة أننا أصبحنا مكشوفين فيما يتعلق بدفاعنا"، فيما رفض المتحدث باسم التحالف السعودي ضد الحوثيين التعليق بناء على طلب من الصحيفة.

 

وتفيد الصحيفة بأن السعودية زعمت أن نظام باتريوت كان ناجحا في الماضي، حيث اعترض في آذار/ مارس 2018 سبعة صواريخ سكود أطلقها الحوثيون، لكن لقطات الفيديو التي انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي كشفت عن أن صواريخ باتريوت أخطأت هدفها، منها واحد دار دورة كاملة قبل أن يغوص في الأرض. 

 

وينوه التقرير إلى أن قدرة الحوثيين على توجيه ضربات صاروخية بحسب ما يريدون تظهر أن السعودية، التي تعد الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، تورطت في حرب مكلفة، مضى عليها أربعة أعوام، ولم تعد قادرة على الانتصار فيها بشكل سريع. 

 

ويقول ماسلين إن الحوثيين أظهروا بشكل متزايد براعة في توجيه هجمات صاروخية متنوعة المدى، وتسيير طائرات دون طيار، رغم الحصار الذي تفرضه السعودية لمنع وصول أسلحة من هذا النوع إلى البلد، مشيرا إلى أن آخر هجوم للحوثيين كان يوم الأحد عندما ضربت طائرة دون طيار مطار أبها، وهي المدينة القريبة من الحدود مع اليمن، وقتل شخص وجرح 21 آخرين، بحسب مسؤولين سعوديين، وقد استخدم الحوثيون في الأسبوعين الماضيين صواريخ كروز، ولأول مرة منذ عام 2017. 

 

وتبين الصحيفة أن أساليب الحوثيين الجديدة تظهر استعدادهم لضرب البنية التحتية المدنية، وقال المتحدث باسم الحوثيين في 20 حزيران/ يونيو: "تستطيع صواريخنا الباليستية والمجنحة والطائرات من الأنواع كلها ضرب أي هدف داخل حدود السعودية"، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين وسعوديين اتهموا طهران بتدريب الحوثيين وتقديم التصميمات لهم لتطوير الصواريخ. 

 

وينقل التقرير عن المحلل المقيم في ألمانيا فابيان هينز، الذي يقوم بمراقبة الغارات اليمنية الأخيرة، قوله: "كل شيء يشير باتجاه إيران التي تعاونت مع الحوثيين لزيادة الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة من أجل منفعتهما المتبادلة"، مشيرا إلى أن السعودية التي تحدثت عن الحوثيين والهجمات على الناقلات دعت إلى عمل حاسم ضد إيران، دون الإشارة إلى حرب شاملة.

 

ويرى الكاتب أنه رغم جاهزية الجيش السعودي والمعدات التي يملكها فإنه ليس قادرا على مواجهة إيران والانتصار عليها، لافتا إلى أن طهران لدبها جيش نظامي أكبر، وقوات حرس ثوري ضاربة متخصصة في الحروب غير المتماثلة/ غير التقليدية، ويمكنها الاعتماد على المليشيات التابعة لها في الشرق الأوسط.

 

وتفيد الصحيفة بأن القوة السعودية وضعت محل التطبيق في الحرب في اليمن، وقادت غارات جوية، وحصلت على دعم من السودان والإمارات العربية المتحدة والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مشيرة إلى أن هذه الحرب كانت تعبيرا عن سياسة خارجية حازمة بقيادة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، التي خلفت عشرات الآلاف من القتلى، وصنعت أكبر كارثة إنسانية في العالم. 

 

ويشير التقرير إلى أن هذه الحملة فشلت في هزيمة الحوثيين، ما ترك المملكة عرضة لهجمات انتقامية منهم، لافتا إلى أن طبيعة الدفاعات الصاروخية عادة ما تتغير، فحتى نظام القبة الحديدية يفشل أحيانا في اعتراض الصواريخ المنطلقة من غزة. 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الحوثيين يستخدمون مزيجا من الصواريخ والطائرات المسيرة للعثور على مكامن ضعف في دفاعات السعودية.

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 26-06-2019 03:15 م
السلاح المكدس في السعودية ليس لتسليح الجيش السعودي و لكن لتشغيل المصانع و الإقتصاد الأمريكي الذي لو مشتريات السلاح السعودية و الإماراتية لأفلست أمريكا .