صحافة دولية

وول ستريت: ترامب اتهم مستشاريه بدفعه للحرب مع إيران

وول ستريت: تحدى ترامب مستشاريه وتخلى عن القيام بعملية عسكرية ضد إيران- جيتي
وول ستريت: تحدى ترامب مستشاريه وتخلى عن القيام بعملية عسكرية ضد إيران- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده كل من مايكل بندر وغوردون لوبلد، يقولان فيه إن شخصا مقربا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن أنه رفض مقترحات مساعديه في مجال الأمن القومي بتوجيه ضربة إلى إيران، وقال: "هؤلاء الناس يريدون جرنا إلى حرب، هذا أمر مثير للاشمئزاز". 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الرئيس تحدى مستشاريه في مجال الأمن القومي، وتخلى عن القيام بعملية عسكرية انتقامية ضد إيران، لافتا إلى أن ترامب تحدث يوم الجمعة بنشوة عن قراره، وبدا وكأنه بعيد عن مركز صناعة القرار في إدارته، وقال ترامب لشخص موثوق: "نحن لسنا بحاجة إلى حروب جديدة". 

 

ويكشف الكاتبان عن أن ترامب تحسر في النقاشات، التي جرت بين ترامب وبين مستشاريه في مجال الأمن القومي، على خسارة الطائرة المسيرة، التي تبلغ قيمتها 130 مليون دولار، عدا عن كلفة البحث والتطوير، لكنه قال إن خسارة الأموال لا تهم الناخب الأمريكي بقدر ما تهمه الخسائر البشرية. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن ترامب، قوله إن خسائر العملية البشرية على الإيرانيين هي 150 شخصا لو تم تنفيذها، مشيرا إلى أن كل واحد من هؤلاء لديه عائلة، ما يعني أن المئات سيتضررون من هذه العملية، وقال ترامب يوم السبت: "لا أريد قتل 150 إيرانيا.. لا أريد قتل 150 شخصا أيا كانوا إلا إذا كان هذا ضروريا".

 

ويلفت التقرير إلى أن ترامب دعم في يوم السبت مسارا آخر للعمل، الذي يتمثل برزمة جديدة من العقوبات التي سيعلن عنها يوم الاثنين، مع أنه لم يقدم تفاصيل، مشيرا إلى أن الرزمة الحالية من العقوبات أدت إلى تراجع في الاقتصاد الإيراني، وزادت من التوتر في المنطقة، في الوقت الذي لم تدفع فيه هذه العقوبات إيران بعد للموافقة على التفاوض مع ترامب، الذي يريد أن يحد من نشاطاتها النووية.

 

ويبين الكاتبان أن فريق ترامب من المستشارين دعموا ضربة عسكرية قاسية ضد إيران، إلا أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أبدى حذرا، ما ترك أثره الكبير على الرئيس، مشيرين إلى أن ترامب كشف يوم السبت عن الخلاف داخل فريقه، وأثنى على الجنرال دانفورد الذي دعا إلى ضرورة توخي الحذر، وكشف في الوقت ذاته عن خلافه مع مستشاره المتشدد في مجال الأمن القومي جون بولتون، الذي كان القوة المحركة للضربة من خلف الستار. 

 

وتذكر الصحيفة أن ترامب وصف الجنرال دانفورد، الذي طور علاقة جيدة معه، بـ"الرجل الرائع والجنرال الرائع"، وأشار إلى دعم بولتون لحرب جورج دبليو بوش في العراق، التي وصفها بالخطأ الفادح، وقال ترامب للصحافيين: "يقوم جون بولتون بعمل جيد، لكنه يتخذ وبشكل عام مواقف متشددة.. الشخص المهم هو أنا". 

 

وينوه التقرير إلى أن ترامب حاول الحصول على آراء مختلفة، وسط تزايد التوتر مع إيران، بل إنه اتصل مع المذيع في "فوكس نيوز" تاكر كارلسون، الذي عارض التدخل العسكري في إيران من خلال برنامجه الرئيسي على القناة، وقال ترامب إنه رغب في رؤية انقسام واضح داخل فريقه ليكون قادرا على اتخاذ قرار، وأكد أنه فخور بانعكاس هذا عليه. 

وينقل الكاتبان عن ترامب، قوله في لقاء مع الصحافيين: "الجميع يقولون إنني داعية للحرب، لكنهم يقولون الآن إنني حمامة"، وأضاف: "لست أيا منهما، بل أنا رجل لدي منطق سليم". 

وتستدرك الصحيفة بأن أعضاء في فريق ترامب ليسوا راضين عن الرئيس وما يراه من انقسام داخلي؛ لأنه يؤثر على التحالف الهش داخل المجموعة في مرحلة انتقالية جديدة، مشيرة إلى أنه من غير المعلوم كيف سيتم تجاوز هذا الانقسام في فريقه، الذي يضم ثالث مستشار للأمن القومي، وثاني وزير للخارجية وثالث وزير للدفاع. 

 

ويشير التقرير إلى أنه دليل على وجود الكولسات داخل الفريق، فإن مسؤولا في الإدارة قال إن البنتاغون استخدم قنوات خلفية لتقديم معلومات غير دقيقة عن ضحايا العملية المتوقعة للرئيس، وأضاف هذا المسؤول أن محامي البنتاغون أرسلوا تقديرا إلى مستشار البيت الأبيض، الذي قام بدوره بنقله إلى الرئيس، مستدركا بأن مسؤولا آخر في الإدارة رفض هذه الاتهامات باعتبارها تعبيرا عن المرارة. 

 

ويورد الكاتبان نقلا عن مسؤول آخر، قوله إن رقم 150 جاء من خلال النقاشات داخل البيت الأبيض، وليس من البنتاغون التي تستخدم "تقدير الخسائر غير المقصودة" في عملياتها العسكرية، فيما ذكر مسؤولان آخران أن تقديرات البنتاغون لم تشتمل على رقم عال كهذا. 

 

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم الجنرال دانفورد، العقيد بات رايدر، قوله: "كونه مسؤولا عسكريا بارزا للرئيس، فإن الجنرال دانفورد قدم نصيحته بشأن إيران"، وأضاف أنه لا يستطيع تقديم تفاصيل بهذا الشأن. 

 

ويستدرك التقرير بأن الرئيس قال إنه حصل على هذا التقدير من المحامين الذين حصلوا عليه جنرال، وعندما سئل إن كان هو الجنرال دانفورد، فإنه رفض التعليق قائلا "لقد تحدثت مطولا مع دانفورد، وهو رجل عظيم". 

ويفيد الكاتبان بأن إسقاط الطائرة كان مدعاة للقاء مجلس الأمن القومي في وقت الإفطار في البيت الأبيض، بناء على طلب من بولتون، وهو لقاء أسبوعي يحضره ووزير الخارجية مايك بومبيو، والقائم بأعمال وزارة الدفاع باتريك شاناهان، مشيرا إلى أن اجتماع الخميس ضم الجنرال دانفورد ومارك إيبسر، الذي اختاره ترامب ليكون وزيرا للدفاع، وتمت مناقشة الرد على إيران في الاجتماع، حيث تم الاتفاق بالإجماع على توجيه ضربة لها، وتم اختيار عدد من الأهداف العسكرية. 

 

وتقول الصحيفة إن دانفورد ألغى زيارة كانت مقررة يوم السبت إلى أفغانستان، وقدم في النقاش كلفة كل خيار تم طرحه دون تقديم أي واحد على الآخر، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي أكد فيه المسؤولون عدم رغبتهم في الحرب، وبأن يكون الرد متناسبا مع الحادث، إلا أنهم خافوا في الوقت ذاته من الرد الإيراني. 

وينوه التقرير إلى أن بومبيو كان مؤيدا للضربة العسكرية، لكنه تفهم التردد الذي أبدته مؤسسة الدفاع، فيما دعم نائب الرئيس مايك بينس الهجوم في لقاء لمجلس الأمن القومي في وقت لاحق، ثم دعم قرار الرئيس ترامب لوقفه، لافتا إلى أنه تم في ذلك اللقاء تقديم المقترح للرئيس، ومناقشة عدد الضحايا ووافق الرئيس، وقال مسؤول: "اعترف الرئيس بوقوع ضحايا". 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب عاد يوم السبت وقال إن مستشاريه قدموا له خطة جيدة، لكن عدد الضحايا لم يكن دقيقا، وأضاف: "قدموا لي أرقاما تقديرية.. كنت أريد أرقاما دقيقة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (2)
ابن الجبل
الثلاثاء، 25-06-2019 10:52 ص
لا اؤيد مهاجمة ايران ،ولكن يبقى ترامب الاهوج جباناً وانتهازياً،وسيبقي على ايران لإبتزاز الانظمة العربية العاهرة.
ابن الجبل
الإثنين، 24-06-2019 06:51 م
اسرائيل قتلت وهجرت الملايين من ألفلسطينين. فأين كان احساسك المرهف يا حسوس.