ملفات وتقارير

المستقبل يدافع عن زعيمه.. و الحريري في مواجهة "تفرد" باسيل

 حطيط: الخلافات لا تقتصر بين التيارين الوطني والمستقبل وإنّما تبرز خلافات بين معظم مكونات الحكومة- جيتي
حطيط: الخلافات لا تقتصر بين التيارين الوطني والمستقبل وإنّما تبرز خلافات بين معظم مكونات الحكومة- جيتي

تدبّ الخلافات داخل مجلس الوزراء اللبناني ببن مكوّنات الحكومة من أفرقاء سياسيين لا تجمعهم سوى التفاهمات والتسويات التي تضمن حضورهم في معادلة أشبه بمرحلة "فك اشتباك" سياسي مبني على تقاسم النفوذ والحصص التي تنتجها الدولة على الصعد كافة.

وبدا جليا أنّ التسوية بين التيار الوطني الحرّ الموالي لرئيس الجمهورية وتيار المستقبل بزعامة رئيس الحكومة سعد الحريري اهتزت في الآونة الأخيرة، وسط حديث عن مرحلة تصادم قد يقبل عليها الطرفان في ظل مواقف متتالية من وزير الخارجية جبران باسيل أثارت حفيظة الحريري، ودفعت معارضيه من الطائفة السنية وخارجها إلى اتهامه بـ"التخلي عن صلاحياته الدستورية، مع بروز صهر الجمهورية بأنّه المحرك الأول لتوجهات الحكومة، وتحديدا بالنسبة لخياراتها وأولوياتها الداخلية والخارجية".

ويبدو أن الحملات ضد رئيس الحكومة ازدادت، حيث برز خروج الوزير السابق نهاد المشنوق عن سرب زعيمه بعد مرحلة فتور وتنافر بين الرجلين، جاء ذلك عقب حديث المشنوق عن أخطاء سياسية للتيار، فيما ردت وسائل إعلام المستقبل بحدة على المشنوق، دون أن تسميه.

من جهتها، ندّدت كتلة المستقبل النيابية" بكل الحملات التي تستهدف رئيس الحكومة سعد الحريري"، مجددة "ثقتها بدوره على رأس السلطة التنفيذية، والتزامه نهج والده رفيق الحريري في حماية الاستقرار الوطني واتفاق الطائف وعروبة لبنان".

ودعت الكتلة في بيان لها، مساء الاثنين، عقب اجتماع استثنائي عقد في طرابلس شمال لبنان "السلطة إلى العمل لمعالجة الإرهاب من خلال معالجة أسباب بؤر الحرمان"، مؤكدة أن "العفو العام هو جزء من البيان الوزاري الذي على أساسه نالت الحكومة الثقة".

الطبش: نثق بالحريري

واعتبرت النائب في كتلة تيار المستقبل رولا الطبش أنّ ما يحدث من تجاذبات سياسية يعد أمرا غير صحي، لكنها أبدت في تصريحات لـ"عربي21" ثقتها الكاملة "بحكمة الحريري في قيادة الأمور على الوجه الصحيح والسليم"، مؤكدة أن "تيار المستقبل يرفض أي خطوات سلبية أو استهدافات للعهد ورئاسة الجمهورية، وبأنّ التيار يسعى إلى أن تكون الحكومة اللبنانية (حكومة عمل)، بحيث لا تكترث إلى التشويشات التي تصدر من جهات متعددة".

ونفت الطبش حدوث أي خلافات داخل تيار المستقبل، وقالت: "موقفنا موحد، وهذه مجرد أكاذيب يتم اختلاقها للتغطية عما يدور من تجاذبات ومماحكات خارج التيار الذي يعبر دائما عن رؤية مشتركة وجامعة".

وعن حديث متداول يؤكد مصادرة غير معلنة للكثير من صلاحيات رئيس الحكومة، قالت الطبش: "هناك محاولات لبث روح اليأس بالنسبة للطائفة السنية بما يخالف الوقائع والمجريات، فالرئيس الحريري يمارس صلاحياته كاملة، ويرفض أي محاولة للمساس بصلاحياته، وفي الوقت عينه يسعى إلى تحقيق التوافق في جميع القضايا المطروحة".

وحول مستقبل العلاقة بين الرئاستين الأولى والثالثة، أملت الطبش أن "يتعزز التوافق بما يخدم لبنان، ويمهد الطريق أمام مواصلة الحكومة لتأدية مهامها".

"دعم خارج السياق"

ورأى الكاتب والباحث السياسي الدكتور نسيب حطيط أن الخلافات لا تقتصر بين التيارين الوطني والمستقبل، وإنّما تبرز خلافات بين معظم مكونات الحكومة.

وقال في تصريحات لـ"عربي21": "هناك خلاف بين الحزب التقدمي وتيار المستقبل، وأيضا بين التقدمي والتيار الوطني، وبين الأخير وحركة أمل"، موضحا: "هذه الخلافات الثنائية قائمة وفق السياسة اللبنانية".

واستبعد حطيط انهيار التسوية الرئاسية بين "المستقبل" و"الحر"، قائلا: "تعد المحافظة على التسوية مصلحة مشتركة من الطرفين، خصوصا في السنتين القادمتين بناء على الظروف الداخلية والإقليمية لكلا الطرفين، عدا أنّ الأطراف الأخرى استفادت من حالة الاستقرار التي أنتجتها التسوية لإعادة بناء المؤسسات الدستورية".

وتحدث حطيط عن "صراع داخل الطائفة السنية لتحقيق المكاسب المختلفة"، غير أنه استبعد حدوث انفجار للحكومة لعدم وجود مصلحة لأي طرف في ذلك مع إقرار الموازنة والترقب للحصول على قروض مؤتمر سيدر"، مشددا على أن أي خلافات سينتج عنها تأجيل إقرار الموازنة في المجلس النيابي، وبالتالي الاصطدام بالجمهور المحتقن أصلا بسبب القرارات التقشفية التي تبناها مجلس الوزراء".

وحذر من أن "التجاذبات السياسية قد تمهد لاختراقات أمنية"، مبديا قلقه من "حدوث سلسلة استهدافات أمنية شهد لبنان صورة منها خلال الأسبوع المنصرم".

ونوه إلى أن حماية الرئيس الحريري وتحصينه داخل طائفته مصلحة لخصومه السابقين، وفي مقدمتهم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، وأضاف: "يعد ذلك خارج السياق السياسي المعتاد في لبنان، ولكن مصلحة تلك القوى بقاء الحريري في سدّة رئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة؛ لضمان الاستقرار المؤسساتي، وكذلك لكون الرئيس الحريري الشخصية السنية الأكثر اعتدالا بالنسبة لهذه القوى في هذه الفترة".

 

اقرأ أيضا: صهر عون.. تصاعد التنديدات بسبب "التفرد" و"العنصرية"

التعليقات (0)