صحافة دولية

CNN: أطفال في بريطانيا "يبيضون" وجوههم لتجنب العنصرية

انتشار ظاهرة محاولة تبييض البشرة بين الأطفال القاصرين من الأقليات في بريطانيا- سي أن أن
انتشار ظاهرة محاولة تبييض البشرة بين الأطفال القاصرين من الأقليات في بريطانيا- سي أن أن

ذكر موقع شبكة "سي أن أن" الأمريكية أن هناك ظاهرة منتشرة بين الأطفال القاصرين من الأقليات في بريطانيا، وهي محاولة تبييض البشرة لتجنب العنصرية، في وقت ترتفع فيه معدلات جرائم الكراهية

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الأطفال من عمر 10 أعوام وفوق يقومون بتبييض وجوهم لتجنب العنصرية في بريطانيا، وذلك بحسب ما حذرت منه منظمة لحماية الأطفال، في الوقت الذي تكافح فيه الشرطة للقضاء على موجة متصاعدة من جرائم الكراهية ضد القاصرين.

 

ويلفت الموقع إلى أنه تم العثور على ما مجموعه 10571 جريمة ضد الأطفال في الفترة ما بين عامي 2017- 2018، مسجلة لدى الشرطة، بحسب ما وجدت "الجمعية الوطنية لمنع الوحشية ضد الأطفال". 

 

ويفيد التقرير بأن الجرائم ارتفعت بنسبة الخمس عما كانت عليه قبل خمسة أعوام، وتزيد بمعدل ألف جريمة في كل عام، مشيرا إلى أن الجمعية قدمت تقريرها بناء على سجلات مراكز الشرطة المنتشرة حول بريطانيا، التي تقدم صورة عن اتساع مستوى العنصرية في البلد المنقسم.

 

ويذكر الموقع أن نطاق الجريمة اتسع منذ عام 2016، الذي صوت فيه البريطانيون لصالح البريكسيت، لدرجة أنه تم احتساب أطفال لم يحتفلوا بعيد ميلادهم الأول في عداد الضحايا. 

 

ويورد التقرير نقلا عن الجمعية، قولها إن الأطفال الذين يستخدمون خطوط المساعدة الهاتفية عانوا من العنصرية اللفظية في الأماكن العامة، ويحاولون البحث عن إجراءات جذرية لوقف الهجمات. 

 

وينقل الموقع عن طفلة عمرها 10 أعوام، قولها: "أعاني من التنمر منذ أن بدأت المدرسة، ويطلق علي المتنمرون أسماء قذرة، وهو ما يجعلني أشعر بالخجل من نفسي، ولا يحب أصدقائي مرافقتي لأن بعض الأشخاص بدأوا يقولون لهم لماذا تكونون صداقات مع واحدة ببشرة قذرة". 

 

وتضيف الطفلة: "أنا مولودة في بريطانيا، إلا أن المتنمرين يطلبون مني العودة إلى بلادي، ولا أفهم هذا لأنني من بريطانيا، وحاولت أن أجعل بشرتي أكثر بياضا من خلال استخدام المكياج ليتم قبولي، ولأنني أريد الاستمتاع بالذهاب إلى المدرسة". 

ويجد التقرير أن هذه النتائج تعكس التزايد الإجمالي في معدلات الجريمة في بريطانيا بعد البريكسيت، التي لم تتراجع منذ ذلك الوقت، فتم تسجيل 71251 جريمة في إنجلترا وويلز، في الفترة ما بين 2017- 2018، وبزيادة 14% عن عام 2016، مشيرا إلى أن جرائم الكراهية القائمة على الجنس والدين والاحتياجات الخاصة في تزايد مستمر.

 

ويستدرك الموقع بأن الجرائم المدفوعة بالعنصرية لا تزال تشكل غالبية جرائم الكراهية، لافتا إلى أن المنظمة حصلت على المعلومات من خلال قانون حرية المعلومات، التي أرسلتها 38 مركز شرطة من بين 43 مركزا استجابت للطلب. 

 

وينقل التقرير عن مدير الجمعية جون كاميرون، قوله: "التنمر على الأطفال من هذا النوع قد يؤدي إلى ضرر نفسي للأطفال، ويخلق انقساما في داخل المجتمع". 

 

ويورد الموقع نقلا عن المستشارة في الخدمة الهاتفية عطية وزير، قولها: "على مدى ثمانية أعوام تطوعت فيها بالعمل مستشارة، فإن الأمر يبدو يحطم القلب عندما يروي طفل قصته، وتتمنين لو أن الأمر غير ذلك". 

 

ويختم "سي أن أن" تقريره بالإشارة إلى قول وزير: "أجبر هؤلاء الأطفال على الشعور بالعار والذنب، وأحيانا لا يتجرأون على إخبار آبائهم حول هذا الموضوع؛ لأنهم لا يريدون جرح مشاعرهم، وأريد أن يعلم الأطفال كلهم أن هذا التنمر ليس جيدا، ويجب ألا يشعروا بالحياء، وخط الهاتف مفتوح للاستماع إليهم".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)