ملفات وتقارير

"حفتر" يسلم "عشماوي" للقاهرة.. هل هناك صفقة ما؟

خبير ليبي: تسليم عشماوي للقاهرة يضيع حقوق ضحايا عملياته الإرهابية من الليبيين
خبير ليبي: تسليم عشماوي للقاهرة يضيع حقوق ضحايا عملياته الإرهابية من الليبيين

أثار تسليم قوات حفتر المفاجئ للضابط المفصول من الجيش المصري، هشام عشماوي، للسلطات المصرية علامات استفهام وتساؤلات حول دلالة التوقيت، وما إذا كانت هناك صفقة خاصة بأن الأمر تم بالتزامن مع زيارة مفاجئة قام بها ليلا رئيس المخابرات المصرية.

وسلمت قوات اللواء المتقاعد حفتر ضابط الصاعقة المصري عشماوي، المتهم بتنفيذ عمليات "إرهابية"، إلى النظام المصري، بعد لقاء عقده رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، مع حفتر في مقره في الشرق الليبي، دون مزيد من التفاصيل عن اتفاقات الطرفين.

وظهر عشماوي لدى وصوله إلى القاهرة في حالة إعياء شديدة، مع توارد أنباء عن بدء التحقيق معه فور وصوله، كما تم تسليم حارسه الخاص صفوت زيدان، وعناصر أخرى مطلوبة للسلطات المصرية بتهمة الإرهاب.

"انتصار"

ولاقى تسليم عشماوي ورفاقه إلى نظام السيسي قبولا وردود فعل كبيرة في الداخل المصري كون البعض اعتبره انتصارا للحكومة المصرية، وعبر السيسي نفسه عن ذلك بتقديم التحية لقوات الجيش المصري المشاركة في عملية التسليم، مؤكدا استمرار حربه على "الإرهاب"، كما زعم.

وكانت قوات حفتر قد أعلنت أنها قبضت على عشماوي نهاية العام الماضي خلال عملية عسكرية في مدينة درنة (شرق ليبيا)، وأن القضاء العسكري باشر التحقيق معه، وأنه أدلى بمعلومات خطيرة.

لكن عملية التسليم لم تلق رواجا وقبولا لدى مراقبين ليبيين بعضهم مؤيد لحفتر؛ كونهم اعتبروا الأمر ضياعا لحقوق من قتلهم الضابط المصري على الأراضي الليبية، وضياع لحق القضاء الليبي من القصاص منه، وفق تعبيرهم.

والسؤال: هل تم الأمر عبر صفقة ما؟ ولماذا تأخر التسليم حتى الآن؟

"تجميل صورة حفتر"

من جهته، قال المحلل السياسي الليبي، السنوسي الشريف، إن "تسليم عشماوي للقاهرة يضيع حقوق ضحايا عملياته الإرهابية من الليبيين، وكان يفترض أن يحاسب أمام القضاء الليبي، وفقا لقانون العقوبات الليبي، لكن حفتر يقدم مصلحة مصر حتى لو كانت ضد مصلحة ليبيا".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "الحكومة المصرية هي الداعم الأساسي لحفتر، وبالأخص هجومه الحالي على طرابلس، وبخصوص توقيت التسليم -برغم وقوع عشماوي في قبضة حفتر منذ زمن- يعطي دلالة واضحة بأن حفتر يريد أن يظهر دوليا على أنه جاد في مكافحة الإرهاب، وأن هجومه على طرابلس لا يؤثر على ذلك، خاصة بعد عودة داعش القوية في المناطق التي يسيطر عليها في الجنوب".

"تنفيذ أوامر السيسي"

بدوره، رأى الناشط الليبي في المجتمع المدني، طاهر النغنوغي، أن "عملية التسليم برمتها عبارة عن تنفيذ تعليمات السيسي، حتى عملية القبض على عشماوي ربما تكون تمت عبر معلومات من المخابرات المصرية، كون حفتر لا يمتلك القدرة على استقطاب معلومات إلا بالتعاون مع دول أخرى".

وأوضح لـ"عربي21" أن "تسليمه لا يحتاج إلى مفاوضات أو مقايضات أو صفقة؛ لأن طلب السيسي يعتبر أوامر لحفتر منذ دعمه له في بداياته، وكل التحقيقات حتى لو كانت في ليبيا لكنها ليست بالضرورة تكون من ضباط ليبيين، والعملية كلها هدفها الآن كسب الرأي العام الدولي من قبل حفتر وداعميه".

"حسم معركة طرابلس"

لكن الباحث السوداني المهتم بالملف الليبي، عباس محمد صالح، أشار إلى أن "الأمر برمته يتعلق برهانات الفوز في معركة دخول طرابلس، وبالتالي هناك حاجة لإضفاء هالة إعلامية على هذا الموضوع القديم، وقد لاحظنا التغطية الإعلامية المكثفة لعملية التسليم والموجهة بعناية".

وأكد أن "تسليم عشماوي بعد مضي أشهر على توقيفه في ليبيا يخدم الطرفين؛ فحفتر يريد إضفاء شرعية على مشروعه باعتباره يكافح الإرهاب في ليبيا وجوارها الإقليمي، وبالتالي هو سيتم الترويج له أنه يكمل استراتيجيات القوي الكبرى"، حسب تقديره.

وتابع لـ"عربي21": "أما نظام السيسي، فهو يريد توظيف الواقعة كي يبرر أي مساندة قوية لحفتر في معركة حسم وإسقاط طرابلس، التي تتعثر وتهدد مستقبل حفتر وداعميه، وربما يكون كل هذا مقدمة لسيناريو تدخل عسكري مصري أكبر في ليبيا لمساندة قوات الجنرال الليبي"، كما قال.

 

اقرأ أيضا: تسليم ضابط مصري سابق إلى القاهرة من شرق ليبيا (شاهد)

التعليقات (1)
عابر سبيل
الخميس، 30-05-2019 02:22 ص
عبد الفتاح السيسي هو أكبر إرهابي، وأمريكا وإسرائيل تعلمان ذلك، ولكن لاتريدان القضاء على الإرهاب الحقيقي، لأنهما تبيعان السلاح لدول الخليج بالدرجة الأولى ( إمارات الشر، وسعودية أبو منشار ) بفزاعة الإرهاب الذي صنعتاه وتعلمان أن السيسي يمارس إرهاب الدولة مثل معلماه نَتِنْـ ـياهو وترامب، وأولياء نقمته [ بن زايد، وابن سلمان ].