صحافة دولية

NYT: السعودية مستمرة بقتل المدنيين باليمن بطائرات أمريكية

نيويورك تايمز: الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين تظل مسؤولية أمريكية- جيتي
نيويورك تايمز: الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين تظل مسؤولية أمريكية- جيتي

نشرت صحيفة " نيويورك تايمز" تقريرا لمراسلها ديكلان وولش، يقول فيه إن الطائرات السعودية المصنعة في أمريكا لا تزال تقوم بقصف المدنيين في اليمن

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن لؤي صبري مات يوم الثلاثاء، بعد علاجه في مستشفى متهالك، فقد كان الشاب البالغ من العمر 20 عاما يعاني من تهشم في الجمجمة، وتمزق في الطحال، وفشل في الكبد. 

 

وينقل وولش عن قريب لصبري، قوله إن لؤي أصيب جراء هجمات شنها الطيران السعودي، كجزء من الغارات التي يشنها التحالف الذي تقوده السعودية على العاصمة اليمنية صنعاء، يوم الخميس، الذي تزامن مع زيادة في التوتر بين الولايات المتحدة، التي تدعم التحالف السعودي في اليمن، وإيران التي تدعم أعداء التحالف، أي الحوثيين. 

 

وتذكر الصحيفة أنه تم ضرب عدة أهداف للحوثيين في ضواحي العاصمة، إلا أن إحدى الغارات استهدفت عدة بيوت في منطقة سكنية عاش فيها لؤي الذي أنهى دراسته الثانوية، مشيرة إلى أن خمسة أشخاص ماتوا على الفور، وهم شقيقه حسن (17 عاما)، وأربعة أطفال في بيت ملاصق، أصغرهم كان في سن السادسة. 

 

ويفيد التقرير بأنه كان من بين 31 شخصا جرحوا والد لؤي، وأحد المسؤولين السابقين لدى الحوثيين، وجداه، و15 طفلا، بحسب ما قال أقاربهم والمنظمة اليمنية لحقوق الإنسان "مواطنة". 

 

ويلفت الكاتب إلى أن هؤلاء هم آخر الضحايا في الحرب الجوية التي قتلت آلافا من اليمنيين منذ عام 2015، ما زاد من مشاعر الغضب ضد التحالف الذي تقوده السعودية، التي انتقدت أيضا لمنعها وصول شحنات الطعام للبلد الذي يعاني من المجاعة، مشيرا إلى أن عدد الضحايا قد قل هذا العام بعد الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في ميناء الحديدة الرئيسي، إلا أن الهجمات العشوائية، مثل هجوم الأسبوع الماضي في صنعاء، مستمرة.

 

وتقول الصحيفة إن الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين تظل مسؤولية أمريكية، لافتة إلى أن الجنرال جوزيف دانفورد أخبر الكونغرس في نيسان/ أبريل عام 2018، أن الولايات المتحدة، وإن كانت حليفا للتحالف، إلا أنها غير متورطة بـ"سلسلة القتل" في اليمن. 

 

ويستدرك التقرير بأن نقاد حرب اليمن في الكونغرس ومنظمات حقوق الإنسان اعتبروا ما قاله سوء تقدير صارخ لما يجري، ففي الوقت الذي ينزع فيه الطيارون الإماراتيون والسعوديون الفتيل عن القنابل التي تقتل وتدمر فإن الولايات المتحدة هي التي توفر الذخيرة والمعلومات الأمنية لهذه الهجمات. 

 

ويقول وولش إن المستنقع الأخلاقي تطور إلى عاصفة سياسية هذا العام، عندما قرر الكونغرس بشقيه تمرير قرار يدعو لسحب الدعم العسكري الأمريكي للحرب، وهو قرار استخدم الرئيس دونالد ترامب الفيتو ضده، وقال ترامب أن هذا القرار "غير ضروري، ومحاولة خطيرة لإضعاف سلطاتي الدستورية"، ما يهدد حياة الأمريكيين والجنود. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الجنرالات، قولهم في محاولة للدفاع عن مواقفهم، إن استهداف المدنيين نابع من غياب التدريب والتعليم لدى حلفائهم العرب، وأشاروا في الوقت ذاته إلى سلسلة من الإجراءات التي فرضوها على التحالف للتقليل من الخسائر بين المدنيين منذ بداية الحرب عام 2015. 

 

وينوه التقرير إلى أن الأمريكيين ساهموا في إعداد قائمة تشمل على أهداف محظورة، مثل المستشفيات والمدارس والأهداف الأخرى التي يجب تجنبها، وعقدوا مساقات لتدريب الطيارين وقادتهم حول حقوق الإنسان وقوانين الحرب، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية أرسلت فريقا صغيرا من المستشارين العسكريين للعمل في مقر القيادة العسكرية في الرياض ومنذ عام 2016، إلا أن هذا لم يوقف قتل المدنيين. 

 

ويشير الكاتب إلى أنه بحسب مشروع مواقع النزاعات المسلحة وبيانات الأحداث الذي يراقب الحرب، فإن من بين 7 آلاف مدني قتلوا في الحرب، فإن التحالف يتحمل مسؤولية مقتل 4800 منهم، لافتا إلى أن أرقام المشروع لا تشمل ضحايا عام 2015 الذي بدأت فيه الحرب. 

 

وتقول الصحيفة إن الحوثيين مسؤولون عن مقتل 1300 من الضحايا المدنيين، مشيرة إلى أن الحوثيين، مثل التحالف، يتهمون بالتلاعب في المساعدات الإنسانية العاجلة للمدنيين، وقد هدد هذا الأسبوع برنامج الغذاء العالمي بقطع المساعدات عن المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون لتدخلهم في توزيعها.

 

ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي يستمر فيه الدعم الأمريكي للحرب في اليمن، فإن مسؤولا أمريكيا في اليمن قال إن هناك حاجة لإعادة النظر في الطريقة التي تقدم فيها الولايات المتحدة الدعم للسعوديين ومناطق الحرب الأخرى.

 

وينقل وولش عن لاري لويس، الذي عمل مع التحالف مستشارا من الخارجية حول كيفية تجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، وفي الفترة ما بين 2015- 2017، قوله إن عدد الضحايا المدنيين بسبب غارات التحالف قد انخفض منذ عام 2016، إلا أن معدل الضحايا المدنيين قد ارتفع من 8% نتيجة للعمليات العسكرية إلى حوالي 15%. 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن لويس، قوله في تقرير صدر عن مركز التحليل في البحرية الأمريكية، إن الولايات المتحدة يجب أن تكثف برامجها التدريبية لشركائها العسكريين، ويجب مراقبة معدلات الخسائر المدنية، وإذا وصلت إلى مستويات غير مقبولة فإنه ينبغي أن يؤدي ذلك إلى تعليق الدعم العسكري أو قطعه. 

 

وينقل التقرير عن المتحدثة باسم البنتاغون كاندس تريتش، قولها إن الوزارة تعمل على سياسة لتخفيض عدد الضحايا، إلا أن السياسة، التي من المتوقع الانتهاء منها هذا العام، لن تطبق إلا على القوات الأمريكية وليس على الأجنبية.

 

وينوه الكاتب إلى أن هناك نقادا آخرين يرون أن مقترح لويس متأخر وغير كاف، فقالت كريستين بيكلي من مواطنة: "النفوذ القوي لتحميل التحالف المسؤولية يظل فكرة خيالية.. لو بدا شريكك غير مستعد بشكل مستمر للانصياع للقانون الدولي، أو تقليل الضرر الذي يلحق بالحياة المدنية، فعندها يجب أن تقرر في مرحلة ما ألا تتعامل معه، كما هو واضح في اليمن". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤول السابق في الخارجية والعامل الآن في مشروع الديمقراطية للشرق الأوسط أندرو ميللر، قوله إن المسؤولين الأمريكيين، الذين يحاولون مواجهة التأثير الإيراني في الجزيرة العربية، يرون ضرورة دعم التحالف، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه أن السيطرة القوية على برامج المساعدة أمر جيد، إلا أنه متشكك في استعداد التحالف لتغيير أساليبه، "فهم إما غير مهتمين بالضحايا المدنيين، أو يرونهم فائدة في قتلهم كوسيلة من وسائل العقاب الجماعي". 

 

وتختم "نيويورك تايمز" مقالها بالإشارة إلى قول ميللر: "ليس لدي ما يثبت أيا من الفرضيتين، لكنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الأساليب في الشرق الأوسط".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)