صحافة دولية

لماذا يتعامل الغرب بازدواجية معايير مع الديمقراطية؟

ذكرت الصحيفة أن الدول الغربية تعتقد أنها الوصية على العالم وعلى نشر القيم السامية- جيتي
ذكرت الصحيفة أن الدول الغربية تعتقد أنها الوصية على العالم وعلى نشر القيم السامية- جيتي

نشرت صحيفة "صباح" التركية، تقريرا تحدثت فيه عن نفاق الغرب في تعامله مع الديمقراطية وقيمها ومفاهيمها.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الدول الغربية لا تنفك عن إلقاء المحاضرات بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية والحريات، لكن عندما يتعارض ذلك مع مصالحها فإنها تتجاهل كل هذه الشعارات وتتصرف حسب معايير مزدوجة.
 
وذكرت أن الدول الغربية تعتقد أنها الوصية على العالم وعلى نشر القيم السامية، لذلك دائما ما تقدم نماذجها في مجال الحقوق والحريات والتاريخ والفن والحضارة وحقوق الإنسان. لكن السؤال المطروح هو: ما هو وضع هذه القيم في هذه الدول؟ وكيف تتصرف هذه الدول تجاه مختلف القضايا حول العالم؟
 
وأشارت إلى أن أكثر ما تفتخر به أوروبا هو الديمقراطية، لكنها لا تكترث لهذا الأمر خارج حدودها، وخير مثال على ذلك ما حصل في فنزويلا مؤخرا، حيث اتخذت الدول الأوروبية موقفا يتنافى مع ما تكرسه قيم الديمقراطية. كما دعمت الدول الأوروبية الانقلابي عبد الفتاح السيسي في مصر، وتواصل إبرام الاتفاقيات معه والتعاون مع نظامه، وهو ما يؤكد أن هذه الدول ترى أن بقية دول العالم لا تستحق تطبيق الديمقراطية فيها وتمثيل شعوبها عن طريق صناديق الاقتراع، لذلك يدعمون الأنظمة الدكتاتورية والانقلابية التي تُحقق مصالحهم.

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: لماذا يتعامل الغرب بازدواجية مع تركيا؟

وأوضحت الصحيفة، أن أحدث مثال يبرز نفاق العالم الغربي ما حدث في انتخابات إسطنبول المحلية، حيث اعترضت الدول الأوروبية بشدة على قرار اللجنة العليا للانتخابات، على الرغم من أنه صدر وفق الإجراءات القانونية الطبيعية، ودون تدخل أي طرف. وقد أرادوا إعطاء تركيا دروسا في الديمقراطية، مع العلم أن تجربة إعادة الانتخابات ليست غريبة عنهم.
 
وذكرت أن بعض الدول الغربية، شهدت إعادة للانتخابات لأسباب مختلفة وبقرار من لجنة الانتخابات، مثل ما حدث في الانتخابات الرئاسية في النمسا سنة 2016، والانتخابات النصفية في الولايات المتحدة التي نظمت السنة الماضية. كما أعيدت الانتخابات في ولاية هسن الألمانية السنة الماضية، وينطبق الأمر ذاته على الانتخابات المحلية في بلجيكا حيث أُعيدت الانتخابات في مدينة بلزن، والانتخابات المحلية في إنجلترا لسنة 2016، والانتخابات العامة في إسرائيل.
 
ونوهت إلى أن أوروبا أغلقت أبوابها أمام الآلاف من اللاجئين، وقد غرق أكثر من 400 مهاجر في البحر المتوسط منذ بداية العام الجاري، لكن الغرب لا يكترث لهذه الكارثة الإنسانية، ولا يهتم لمسألة إساءة معاملة المهاجرين في ليبيا. ومع ذلك، لم يخرج أحد للتنديد بهذه الأزمة الإنسانية.

 

اقرأ أيضا: أردوغان يهاجم سياسة الدول الغربية باليوم العالمي للاجئين
 
وأكدت أن المعايير المزدوجة لدى الغرب لا تقف عند هذا الحد، بل تصل إلى درجة التمييز في وصف الإرهاب والإرهابيين، وقد أطلقوا العنان لأنفسهم لتصنيف الإرهاب كما يشاؤون، في الوقت الذي يتعاونون فيه مع جماعات إرهابية تسببت في مقتل الكثير من المدنيين. وفي هذا السياق، لم تصف أي دولة الحادثة الإجرامية التي وقعت في نيوزلندا بأنها عملية إرهابية.
 
وأضافت الصحيفة أن تاريخ الدول الأوروبية مليء بالاستعمار والاضطهاد والاستبداد، كما أن معظم الآثار المعروضة في متاحفهم اليوم في الواقع منهوبة من القارة الإفريقية، وفي الحقيقة، إن الاحتجاجات التي تجتاح شوارع أوروبا، وصعود اليمين المتطرف في ألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية يعتبر شأنا داخليا، لهذا السبب، لم يتم التطرق إلى سقوط 11 قتيلا وأكثر من 2000 مصابا في احتجاجات السترات الصفراء المستمرة منذ 27 أسبوعا.

التعليقات (0)