صحافة إسرائيلية

كاتب إسرائيلي: لا معنى لاحتلال غزة

مسغاف: كل الحلول والمقترحات والمبادرات التي تقدم لصناع القرار الإسرائيلي للتخلص من مشاكل عزة تنتهي بكوارث لإسرائيل-عربي21
مسغاف: كل الحلول والمقترحات والمبادرات التي تقدم لصناع القرار الإسرائيلي للتخلص من مشاكل عزة تنتهي بكوارث لإسرائيل-عربي21

قال كاتب إسرائيلي إنه "لا معنى للدعوات الإسرائيلية المطالبة بإعادة احتلال قطاع غزة، في ظل أن إسرائيل ستعاود الانسحاب منه بطريقة مهينة، وإنما يجب البحث عن حلول سياسية-إستراتيجية؛ لأن قطاع غزة سيبقى عنصر قلق لإسرائيل، كجرح نازف ليس له دواء، وسيبقى كذلك حتى إشعار آخر".


وأضاف حاييم مسغاف في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أنه "منذ إقامة إسرائيل قبل أكثر من سبعين عاما خرجت من القطاع خلايا مسلحة تهاجمها، وهدفها قتل اليهود، كانوا يسمون آنذاك الفدائيون، وهم تجمع لعدد من المجموعات المسلحة لم يربطهم ناظم أيديولوجي موحد، بل يتسللون لإسرائيل لتنفيذ عملياتهم، وقد خاض الجيش الإسرائيلي مع هذه المجموعات المسلحة صراعات عنيفة دون نجاحات كبيرة".


وأوضح مسغاف، 80 عاما، أحد كبار الكتاب الإسرائيليين، ولديه جمهور واسع، وقدرة على التأثير على الرأي العام الإسرائيلي، أن "أريئيل شارون أقام بتعليمات من ديفيد بن غوريون الوحدة 101 من أجل محاربة هذه المجموعات المسلحة التي تنطلق من قطاع غزة، وفي عام 1956 نفذت إسرائيل "عملية كاديش"، تم خلالها احتلال القطاع ونصف شبه جزيرة سيناء".


وأكد أنه "بعد مرور عدة أشهر، انسحبت إسرائيل من غزة وسيناء بسبب ضغوط دولية، هذه كل القصة، في كل مرة يتم احتلال القطاع لم تكن النهايات إيجابية لإسرائيل".


وأشار مسغاف، الذي كتب السير الذاتية لعدد من رؤساء الحكومات الإسرائيلية السابقين، إلى أنه "في حرب الأيام الستة 1967، احتلت إسرائيل القطاع مجددا دون أن تنجح بالتغلب الكامل على العمليات المسلحة فيه، كما أن المصريين لم يقبلوا استعادة القطاع ضمن اتفاق كامب ديفيد مع إسرائيل 1979".


وأضاف أنه "في 1994 قرر إسحاق رابين منح ياسر عرفات إدارة قطاع غزة ومعه الآلاف من المسلحين القادمين من الخارج، وقد تأمل رابين من عرفات أن يحارب المجموعات المسلحة لكن ذلك لم يحدث".


وأكد أن "المحللين والخبراء الإسرائيليين يواصلون التنظير بحلول سحرية لمشكلة غزة، لكنها لم تنفع، ولن تنفع، فخطة الانسحاب الأحادية من غزة في 2005 جاءت للرد على العمل المسلح فيها الذي وجه إلينا ضربات قوية، لكنها لم تجد نفعا هي الأخرى".


وأوضح أن "كل الحلول والمقترحات والمبادرات التي تقدم لصناع القرار الإسرائيلي للتخلص من مشاكل عزة تنتهي بكوارث لإسرائيل، سواء اتفاق أوسلو أو خطة الانفصال".


وأضاف أن "هذه حلول لم تنجح سابقا، ولن تنجح مستقبلا، فالانسحاب الدائم من المناطق الفلسطينية ولّد عمليات وعنفا، لذلك لا معنى لأي دعوات تصدر تطالب بإعادة احتلال القطاع إن كان في الحسبان إجراء انسحاب مذل منه".


وأكد أن "قطاع غزة لن يكون قابلا للسيطرة الإسرائيلية عليه، لأن المجموعات والتنظيمات المسلحة هي من تستطيع السيطرة عليه، والتحكم به، وإدارته، اليوم حماس، وغدا قد يكون طرف آخر".


وختم بالقول إنه "يجب التأقلم مع الوضع القائم في غزة، من خلال توجيه الضربات إليهم بين حين وآخر، لكنّ هذا حل ليس دائما، كما أن فكرة تسليم القطاع لرجال أبو مازن عبثية، وغير قابلة للتطبيق، بل يجب مصارحة الإسرائيليين بالقول إنه لن يكون أمامكم حلول إيجابية للأزمة التي تواجهونها مع غزة في المدى المنظور".

1
التعليقات (1)
مسلم
الثلاثاء، 14-05-2019 07:33 ص
(فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرّة وليتبروا ما علوا تتبيراً) ...لقد قال رابين يوماً: منذ أقمنا الدولة لم نسترح يوماً واحداً ./ ولن تستريحوا ان شاء الله تعالى