ملفات وتقارير

أسر مصرية فرقها الاعتقال برمضان .. هذه أبرزها

منظمة السلام الدولية لحقوق الانسان، قالت إن ن عشرات الأسر داخل المعتقلات بمصر- جيتي
منظمة السلام الدولية لحقوق الانسان، قالت إن ن عشرات الأسر داخل المعتقلات بمصر- جيتي

تعيش العديد من الأسر المصرية حالة شتات خاصة في رمضان، نتيجة اعتقال أكثر من شخص من أبناء الأسرة الواحدة، وتفرقهم بين عدد من السجون، وهو ما يمثل ضغوطا اقتصادية ونفسية واجتماعية في شهر رمضان.

وتعد عائلة نائب المرشد العام للإخوان المسلمين خيرت الشاطر، وعائلة القيادي الإخواني محمد البلتاجي، وعائلة ضابط الجيش الأسبق ياسر عرفات، من أبرز هذه الأسر، التي تعاني نتيجة اعتقال الأب والابن والابنة، واثنين من أزواج بناته وزوج أخته كما في حالة الشاطر، واعتقال الأب والابن وهروب باقي الأسرة من مصر كما حدث مع البلتاجي، واعتقال الأب والأم معا كما في حالة عرفات وزوجته.


ويشير تقرير لمنظمة السلام الدولية لحقوق الانسان، عن وجود عشرات الأسر داخل المعتقلات، وقد حصل بعضهم على أحكام بالإعدام، مثل رامي عبد الحميد وزوجته علا حسين المعتقلان منذ 2016، والذين صدر بحقهما حكما بالإعدام تم تخفيفه على الزوجة، بينما الزوج في انتظار إجراءات الطعن.

وتعد عائلة البرلماني السابق عن حزب الحرية والعدالة كمال المهدي بمقدمة القائمة، حيث تم اعتقال الأب وزوجته ونجليه أنس وعبد الله، ولم يتبق من الأسرة بعيدا عن السجن سوي فتاتين صغيرتين، وتضم القائمة كذلك وكيل حزب الوسط حسام خلف وزوجته علا يوسف القرضاوي، كما تم اعتقال الشقيقتين سارة ورانا عبد الله ووالدهما، في قضية سفارة النيجر، وحكم على سارة بالإعدام، قبل تخفيف الحكم للمؤبد مع شقيقتها.

وتعد حالة السيدة أمل عبد الفتاح عبيدة (35 عاما) من محافظة دمياط، من أبرز هذه الحالات، حيث تم تصفية ابنها سهيل أحمد، ثم تم اعتقالها واعتقال ثلاثة من أبنائها وهم مصعب والمثنى وحنظلة.

 

اقرأ أيضا: لهذه الأسباب يفضل السيسي السجون على المستشفيات والجامعات

وتضم القائمة خالد عز الدين وزوجته حنان عز الدين، وعبدالله مضر وزوجته فاطمة موسي ورضيعتهما عالية، وشقيق زوجته عمر موسى، قبل أن يتم إطلاق سراح الرضيعة، ومن بعدها أمها ولكن بعد عدة أسابيع.

وتكشف تقارير لحركة "نساء ضد الانقلاب" وجود حالات اختفاء قسري لعائلات بأكملها، من بينهم مريم محمود رضوان وثلاثة من أطفالها، ومنار عادل عبد الحميد وزوجها وطفلهما الرضيع، ومريم محمود القصاص وزوجها، ورحمة عبد الله عبد الحكيم وزوجها.


تعنت رسمي

 
وفي تعليقه لـ "عربي21" يوضح الحقوقي والقانوني أحمد عبد الباقي، أن مصر عرفت ظاهرة العائلات المعتقلة، بعد الإنقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، موضحا أن شهر رمضان يمثل أزمة إضافية لهذه الأسر، حيث تغيب عنها لمة العائلة على الإفطار، وفي المقابل تتشتت جهود الأسر على السجون إذا كان أفراد الأسرة معتقلين بأكثر من سجن، كما هو الوضع مع اعتقال الأزواج وزوجاتهم.

ويوضح الحقوقي والقانوني، أن وزارة الداخلية لا تفعل المادة الخاصة بلم الشمل، الموجودة بلائحة السجون، والتي تلزم الداخلية بلم شمل المسجونين من أسرة واحدة بسجن واحد، في إطار تخفيف العبء المالي وتقليل مشقة الزيارة على أسرهم، ورغم أنه يتم التوسع في استخدامها من المساجين الجنائيين، إلا أن الداخلية تتعنت مع السياسيين، وتعتبر ذلك نوعا من العقاب لهم ولأسرهم.

ويستدل عبد الباقي برفض الداخلية طلبات تقدم بها سعد خيرت الشاطر الذي كان مسجونا مع والده بسجن العقرب، للم الشمل بينهما، ورغم أن والده كان مسجونا على بعد أمتار منه، إلا أن إدارة السجن كانت ترفض التقاءهما مع بعضهما البعض، وهو ما تكرر مع مساعد رئيس الجمهورية الأسبق الدكتور عصام الحداد، ونجله جهاد في نفس السجن، والدكتور محمد طه وهدان ونجله عبد الله قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه بقضية النائب العام، ومحمد البلتاجي بسجن العقرب ونجله أنس الموجود بسجن الليمان.


تأثيرات سلبية


وتؤكد الخبيرة الاجتماعية المهتمة بشؤون المعتقلين حبيبة الطوخي لـ "عربي21" أن اعتقال شخص واحد من الأسرة يمثل عبئا ماليا واجتماعيا ونفسيا كبيرا على باقي الأسرة، ما يجعل الوضع مع تزايد أعداد المعتقلين بالأسرة الواحدة أكثر قسوة مادية ونفسية.

 

اقرأ أيضا: هل تجدي دعوات معارضين للإفراج عن معتقلي نظام السيسي؟

وتضيف الطوخي قائلة:" متوسط تكلفة الزيارة الواحدة للمعتقل في الأسبوع 2000 جنيه (130 دولار)، ووجود أكثر من شخص من الأسرة بسجون مختلفة، تجعل التكلفة أضعاف ذلك، مقابل أزمة مالية طاحنة تعيشها معظم أسر المعتقلين نتيجة التضييق الأمني والاقتصادي الذي يمارسه النظام ضد الأسر في الخارج.


وتوضح الخبيرة الاجتماعية أن العبء يزيد مع الحالات التي يكون الاعتقال فيها للأب والأم معا، وفي حالة وجود أطفال صغار في الخارج فإن هذه الأسرة تكون معرضة للتدمير الكامل، لأنها في النهاية تمثل عبئا على الأقارب والأصدقاء، ومع طول فترة الاعتقال وكثرة النفقات فإن الأمور لا تسير بشكل جيد في النهاية.


وحسب الطوخي فإن شهر رمضان والأعياد والمناسبات الاجتماعية، تكون بمثابة المأتم لهذه الأسر التي فرقتها المعتقلات، ولم تعد تجتمع على مائدة واحدة، وهو ما يكون له آثار سلبية متنوعة على جميع أعضاء هذه الأسر داخل السجن وخارجه.

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 13-05-2019 12:28 ص
اللهم عليك بالعسكر الأوباش اللهم أحصهم عددا و أقتلهم بددا و لا تغادر منهم أحدا .