صحافة دولية

WP: ترامب محبط وغير راض عن استراتيجية إدارته تجاه فنزويلا

واشنطن بوست: تشكك ترامب جاء بعد فشل الجهود في الاطاحة بمادورو- جيتي
واشنطن بوست: تشكك ترامب جاء بعد فشل الجهود في الاطاحة بمادورو- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا للصحافيين آن غيران وجوش داوسي وجون هدسون وسيوانغ مين كيم، يقولون فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب متشكك في الاستراتيجية العدوانية لإدارته في فنزويلا.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تشكك الرئيس جاء بعد فشل الجهد الأمريكي في الاطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، لافتا إلى أنه اشتكى من أنه خدع بخصوص مدى سهولة استبدال الرئيس الشيوعي بالشاب المعارض، بحسب مسؤولين في الإدارة ومستشارين في البيت الأبيض.

 

ويفيد الكتّاب بأن استياء الرئيس انصب على مستشار الأمن القومي، جون بولتون، مشيرين إلى أن ما اشتكى منه ترامب هو أن سياسة التدخل لا تتماشى مع رؤيته لدور أمريكا، التي يجب أن تبقى بعيدة عن التورط في مستنقعات أجنبية، وقال ترامب مؤخرا إن بولتون يسعى لتوريطه "في حرب"، وهو ما أشار إليه سابقا، لكنه الآن يعبر بذلك عن قلقه، بحسب مسؤول كبير في الادارة.

 

وتقول الصحيفة إن سياسة الإدارة لم تتغير رسميا بعد أن فشلت محاولة الإطاحة برئيس فنزويلا لاستبداله بخوان غوايدو المدعوم أمريكيا، مستدركة بأن المسؤولين أصبحوا منذ ذلك الوقت أكثر تحفظا بخصوص التنبؤ بمغادرة وشيكة لمادورو.

 

ويلفت التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين يشيرون إلى التزام الرئيس بقضية فنزويلا من الأسابيع الأولى من رئاسته، هو دليل على أن له رؤية واقعية للتحديات هناك، ولا يعتقد أن هناك حلا سحريا، مستدركا بأن ترامب اشتكى على مدى الأسبوع الماضي من أن بولتون وغيره قللوا من شأن مادورو، بحسب ثلاثة مسؤولين كبار في الإدارة، طلبوا كغيرهم من المسؤولين الذين تمت مقابلتهم لهذا التقرير عدم كشف أسمائهم.

 

ويورد الكتّاب نقلا عن ترامب، قوله بأن مادورو "عصي على الكسر"، وإنه كان يجب على مستشاريه ألا يجعلوه يعتقد بأنه كان من الممكن الإطاحة بالزعيم الفنزويلي الأسبوع الماضي، عندما قام غوايدو بقيادة مظاهرات كبيرة في الشارع تحولت إلى مظاهرات قاتلة.

 

وتنوه الصحيفة إلى أنه بدلا من ذلك، فإن مادورو رفض العرض بمغادرة البلد، وتراجع شخصان رئيسيان في حكومته، ما قال عنه بولتون إنه خطة للانشقاق، مشيرة إلى أن مادورو سخر من ترامب في العلن، وقال إنه ليس بذاهب إلى أي مكان، وقال إن أمريكا حاولت القيام بانقلاب "غبي".

 

ويذكر التقرير أن أفرادا ملثمين من المخابرات الفنزويلية قاموا في وقت متأخر من يوم الأربعاء باعتقال نائب رئيس الجمعية الوطنية ادغار زامبرانو، في عملية درامية في كراكاس، وهو أول المسؤولين الكبار الذين قامت الحكومة الشيوعية بسجنهم، لافتا إلى أن زامبرانو هو واحد من 10 مسؤولين معارضين وجهت إليهم تهمة الخيانة والتآمر. 

 

ويشير الكتّاب إلى أن بولتون كشف عن الانشقاق بشكل علني للضغط على مادورو، وهو ما قال المسؤولون الأمريكيون إنه نجح، وادعوا أن مادورو ينام في ملجأ، وأنه قلق من أن معاونيه سينقلبون عليه، مستدركين بأن ترامب أعرب عن قلقه من أن بولتون حشره في زاوية، وجعله يذهب إلى أبعد مما هو مرتاح لفعله، بحسب مسؤول أمريكي مطلع على السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا.

 

وتقول الصحيفة إن الكثير من تغريدات بولتون الموجهة لمادورو بأن "يتقاعد مبكرا"، وأن يجد له "شاطئا جميلا"، ودعواته لانشقاقات بالجملة عن نظامه، اعتبرت بأنها عنجهية، مستدركة بأنه بالرغم من شكوى ترامب بأن بولتون أحرجه في فنزويلا، إلا أن منصب بولتون آمن، بحسب ما قاله المسؤولون في الإدارة، الذين أضافوا بأنه طللب من بولتون الاستمرار في التركيز على فنزويلا.

 

وينقل التقرير عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي غاريت ماركيز، قوله في بيان له بأن بولتون "كرر مرارا رغبة الرئيس في تحول سلمي للديمقراطية في فنزويلا، وفي الوقت ذاته ضمان أن تكون الخيارات كلها موجودة على الطاولة".

 

ويلفت الكتّاب إلى أن ترامب غرد قائلا: "أمريكا تقف مع شعب فنزويلا العظيم مهما طال الأمر"، وذلك بعد عودته من أحد تجمعات حملته الانتخابية في فلوريدا، حيث يعيش بعض الفنزويليين الذين فروا من نظام مادورو.

 

وتجد الصحيفة أن تهديد استخدام القوة العسكرية الأمريكية في فنزويلا تنامى مع تنامي سياسة المواجهة التي تبنتها الإدارة تجاه إيران، حيث أعلن بولتون في نهاية الأسبوع الماضي بأن المجموعة القتالية التي أرسلت إلى المنطقة تم إرسالها لمواجهة مخططات إيرانية للإضرار بالقوات الأمريكية في الشرق الأوسط.

 

ويبين التقرير أن الادارة تبنت في كلا الحالتين سياسة العصا الغليظة، التي تتماشى مع غرائز ترامب، وذلك باستعراض العضلات في الخارج، لكنها أيضا تميل نحو المغامرات العسكرية التي لطالما تهكم عليها. 

 

ويقول الكتّاب: "يبدو ترامب أكثر ارتياحا للسياسة في إيران، التي تقوم على اعتقاده الراسخ بأن الرئيس باراك أوباما أخطأ الحسابات عندما وقع اتفاقية مع طهران، لكنه أقل ارتياحا لتصعيد الخطاب فيما يتعلق بفنزويلا، التي لا تشكل تهديدا عسكريا مباشرا لأمريكا، وأي تدخل عسكري أمريكي هناك فيه مخاطرة لخوض حرب بالوكالة مع روسيا التي تدعم مادورو وتبيعه الأسلحة".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن ترامب تحدث مؤيدا الأفعال الروسية في فنزويلا، بعد محادثة هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، فقال إن بوتين "لا يفكر أبدا في التدخل في فنزويلا، عدا عن أنه يريد أن يرى شيئا إيجابيا يحدث في فنزويلا، وأنا أشعر بالشيء ذاته، نريد أن نوصل بعض المساعدات الإنسانية".

 

ويشير التقرير إلى أن هذه التعليقات جاءت مغايرة لتصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو وبولتون، الذي اتهم روسيا بدعم مادورو بالمال والمعدات العسكرية، لافتا إلى أن ترامب عبر خلال المكالمة مع بوتين، عن قلقه من الوضع الأمني والإنساني في فنزويلا، بحسب شخص تم إعلامه بما جرى في المكالمة، واتفق بوتين مع تقدير ترامب، لكنه قال بأن موقف أمريكا قوى من قبضة مادورو على السلطة في فنزويلا.

 

ويورد الكتّاب نقلا عن بولتون، قوله لترامب إن موسكو لا تبيع أسلحة جديدة، لكنها ملتزمة بعقود سارية، وقلل من شأن الاستثمارات المالية الروسية في البلد.

 

وتلفت الصحيفة إلى أن أحداث 30 نيسان/ أبريل أدت إلى استبعاد أي حديث جاد عن تدخل عسكري كبير في فنزويلا، بحسب مسؤولين حاليين وسابقين ومستشارين خارجيين، مستدركة بأن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن الوقت لصالحهم، وأن مادورو سيسقط من تلقاء نفسه، إلا أن "لعبة الانتظار هذه تحمل مخاطرها أيضا إن طلب غوايدو عونا عسكريا أمريكيا".

 

ويفيد التقرير بأن بومبيو تجاهل النقد الذي وجهه زعيم حزب العمال جيرمي كوربين "للتدخل" الأمريكي في فنزويلا، في مقابلة يوم الأربعاء في لندن، فقال بومبيو: "تقديم الطعام للاطفال الجائعين ليس تدخلا، إنه الدعم، ذلك هو ما نفعله.. إنه ما تعودنا عليه من تقديم المساعدات الإنسانية، لكن تدخلا حصل، فالكوبيون موجودون هناك، لقد تدخلوا، ولذلك آمل أن يقوم السيد كوربين بالطلب من الكوبيين بأن يتوقفوا عن تدخلهم في فنزويلا".

 

ويذكر الكتّاب أن نائب الرئيس بنس كان مقتصدا في تهديده لمادورو خلال اجتماع لزعماء أمريكا اللاتنية في وشنطن يوم الثلاثاء، حيث قال بأن "على مادورو التنحي"، لكنه أشار أيضا إلى أن ذلك قد لا يحدث قريبا، وأعلن بنس عن نية نشر البحرية في المنطقة في حزيران/ يونيو، وقال إن أمريكا سترفع العقوبات عن مسؤول كبير في حكومة مادورو غير ولاءه، مشيرا إلى أن ذلك تحول عن الحديث عن تضييق العقوبات، حيث أظهر أن في جعبة أمريكا الجزر وكذلك العصي.

وتبين الصحيفة أن صوت بولتون كان هو الأعلى داخل الإدارة تأييدا للحل العسكري للأزمة السياسية والإنسانية في فنزويلا، حيث أن تصعيد العقوبات الأمريكية على فنزويلا لم يضطر مادورو إلى التخلي عن الحكم، مشيرة إلى أنه لم يكن هو الأول ليتحدث عن هذا، فإن ترامب تحدث عام 2017 عن قصف فنزويلا، وهو ما اعتبر ابتداء بأنه مجرد خيال.

 

وينقل التقرير عن مسؤولين في الإدارة ومستشار خارجي، قولهم إن ترامب لا يميل الآن للأمر بتدخل عسكري في فنزويلا، فيما قال المطلعون بأن ترامب يحب غوايدو، وقال إنه زعيم له جاذبية وشجاع، لكنه تساءل إن كان جاهزا لتسلم السلطة.

 

ويقول الكتّاب: "أما مؤيدو غوايدو داخل الإدارة فيقولون إنه الزعيم المعارض الأول الذي تمكن من توحيد الفصائل ليشكلوا تهديدا حقيقيا لمادورو، وقال مسؤولون إن مكانته في فنزويلا تعززت بعدم محاولة مادورو إيذاءه خوفا من ردة فعل قوية".

وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن بومبيو كان متفائلا الأسبوع الماضي حول الإطاحة بمادورو، فقال إن مادورو في طريقه للمطار قبل أن يقنعه المستشارين الروس بعدم فعل ذلك، لكن مادورو كذب ذلك.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)