صحافة دولية

ديلي بيست: لماذا بالغ بولتون بتقدير التهديد الإيراني؟

ديلي بيست: إدارة ترامب بالغت في التعامل مع معلومات عن نشاطات تصعيدية- جيتي
ديلي بيست: إدارة ترامب بالغت في التعامل مع معلومات عن نشاطات تصعيدية- جيتي

نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا، ينقل فيه عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن تصريحات جون بولتون يوم السبت، عن إرساله حاملة طائرات ومقاتلة للمهام الخاصة إلى منطقة الخليج، بعد تلقي الولايات المتحدة معلومات عن نشاطات تصعيدية، كانت مثيرة للدهشة، وأثارت المخاوف من مواجهة مع طهران. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المبرر، كما نقل عن مسؤولين في الحكومة، هو خطط إيرانية لاستخدام الجماعات الوكيلة لضرب السفن الأمريكية المارة من السواحل اليمنية، بالإضافة إلى دعوة المليشيات الشيعية التابعة في العراق لاستهداف القوات الأمريكية هناك، وقالوا إن جون بولتون ناقش المعلومات الأمنية، بشكل أكد أن إيران تتجه نحو الحرب. 

 

وبحسب المصادر المتعددة التي تحدث لها موقع "ديلي بيست"، فإن الإدارة بالغت في التعامل مع المعلومات، وصورتها على أنها تهديد، وحملتها أكثر مما تحتمل، فيما قال مسؤول في الحكومة اطلع على المعلومات: "لم تقم الإدارة بقراءتها بطريقة غير صحيحة، لكنها بالغت في الرد عليها".

 

ويلفت الموقع إلى أن مصدرا آخر اطلع على المعلومات وافق على ذلك، وقال إن رد إدارة دونالد ترامب اتسم "بالمبالغة"، لكنه لم يجادل في طبيعة التهديد ووجوده، وقال هذا المصدر إن قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني، أخبر المليشيات العراقية أن الحرب مع أمريكا ستحصل قريبا. 

 

وأضاف المصدر: "أستطيع تصوير الوضع الحالي بأنه تشكيل للعمليات على الجانبين، وحرف المسار تحضيرا لمواجهة محتملة.. الخطر هو في إساءة الوحدات الوكيلة فهم الوضع والقيام بالتصعيد، ونحن نقوم بإرسال رسالة بهذا التصعيد للمعلومات الاستخباراتية، مع أن التهديد قد لا يكون محتوما كما تم تصويره"، وتابع المصدر قائلا إن التحرك هو محاولة من الإدارة الأمريكية لإبلاغ أنها تتحمل أي فعل تقوم به الجماعات الوكيلة التابعة لها. 

 

وينقل التقرير عن مصدر ثالث مطلع على الوضع، وصفه رد فعل الإدارة، قائلا: "يعني إرسال رسالة واضحة وتوضيح أي غموض عن هذا الوضع المتوتر، وإظهار القوة الساحقة التي نستطيع نشرها في المنطقة". 

 

ويقول الموقع إن النوايا الإيرانية تظل محلا للجدل، إلا أن فيلق القدس أثبت قدرته على ضرب الأمريكيين أثناء حرب العراق، مشيرا إلى أنه بحسب وزارة الخارجية، فإن المليشيات الموالية لإيران في العراق قتلت 603 جنود أمريكيين، في الفترة ما بين 2003- 2011. 

 

ويفيد التقرير بأن الموقع لم يطلع على المعلومات الأمنية، مستدركا بأن تصويرها من مستشار الأمن القومي ومن اطلعوا عليها مهم؛ لأن الخلاف يحدث عادة في الدوائر العسكرية والأمنية حول الطريقة التي استخدمت فيها الحكومة المعلومات لتبرير عملية نشر بارجة إضافية في المنطقة. 

 

ويبين الموقع أنه في الحالة الإيرانية غالبا ما يحدث خلاف داخل بيروقراطية الأمن القومي، ففي عام 2007 توصل تقييم الأمن القومي "بثقة عالية" إلى أن طهران "أوقفت برنامجها النووي" عام 2003، بشكل أثار الجدل حول اللغة المستخدمة في التقرير، وأن إيران تستخدم تخصيب اليورانيوم لمشاريعها الباليستية. 

 

ويورد التقرير نقلا عن مسؤول بارز، قوله إن التهديد الإيراني، بحسب المعلومات الأمنية، قوي، وأضاف أن مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أرسل المعلومات إلى مجلس الأمن القومي للمصادقة عليها، وبهذه الطريقة خرجت من البيت الأبيض بدلا من وزارة الدفاع. 

 

وينوه الموقع إلى أن حملة ترامب ضد إيران بدأت قبل وصوله إلى البيت الأبيض، فتعهد بتفكيك شبكة الإرهاب الدولية التي تدعمها، مشيرا إلى أن أول مستشار للأمن القومي لترامب، مايكل فلين كان واضحا في تحذير إيران، إلا أن خليفته أتش أر ماكمستر خالف ترامب في هذا الموضوع، وعادت إيران إلى الصقور بتعيين بولتون. 

 

ويذكر التقرير أنه عندما سقطت قذيفة هاون على القنصلية الأمريكية في البصرة عام 2018، فإن بولتون حذر إيران، قائلا إنها تتحمل المسؤولية عن أي إصابة للأمريكيين هناك، وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن هناك درجة عالية من التحريض ضد الأمريكيين في العراق، وأمر بنقل الدبلوماسيين. 

 

وينقل الموقع عن "وول ستريت جورنال"، قولها إن بولتون طلب من وزارة الدفاع البحث في خيارات للرد على الحادث، مشيرا إلى أن الهجوم لم يحدث، إلا أن التوتر زاد بعد خروج ترامب من الاتفاقية النووية، ومراكمته العقوبات على الجمهورية الإسلامية، التي كان آخرها تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية. 

 

وبحسب التقرير، فإن هذا القرار كان، بحسب مصادر، وراء التوتر الذي ظهر في الأسبوع الحالي، لافتا إلى أن مساعدا للكونغرس يشكك في أن يكون الرد على المعلومات الأمنية هو السبب الوحيد لنشر حاملة الطائرات لنكولن ومقاتلة المهام الخاصة، مشيرا إلى أن الرد كان جاريا لمواجهة ما قال إنه خطر حقيقي. 

 

ويجد الموقع أن الرسائل الشديدة هي محاولة لمنع إيران من استخدام جماعتها الوكيلة ضد الولايات المتحدة بشكل يرتد عليها سلبا. 

 

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول المساعد في الكونغرس: "حتى لو نظرت إلى الأمور من زاوية عدم التصعيد، أو خفض التصعيد، فهي تجري في مناخ ضغط شديد، بما في ذلك تصنيف الحرس الجمهوري، والسياقات مهمة".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)