سياسة عربية

استفتاء مصر.. فتور الشباب وحماس المسنين وحشد بالأمر

مراقبون: أغلب المشاركات في بعض مناطق القاهرة كانت من النساء وكبار السن- جيتي
مراقبون: أغلب المشاركات في بعض مناطق القاهرة كانت من النساء وكبار السن- جيتي

مع انتهاء أيام الاستفتاء الثلاثة بمصر، رصد مراقبون ومحللون فتور الشباب في الإقبال على المشاركة في استفتاء تعديلات الدستور، المثيرة للجدل بمصر، والتي تسمح ببقاء، زعيم سلطة الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، في الحكم حتى عام 2030.


وقالوا في تصريحات لـ"عربي21" إن إقبال كبار السن والنساء على المشاركة في الاستفتاء كانت لأسباب تتعلق بعضها بالرشاوي الانتخابية وأخرى بحشد جهات العمل.

وقالت البعثة الدولية لمراقبة الاستفتاء بمصر، التي تضم تحالف أربع منظمات مدنية، في تقريرها الأول، عن المشاركة في الاستفتاء: "أغلب المشاركات في بعض مناطق القاهرة كانت من النساء وكبار السن، في حين كانت المشاركة متوسطة في معظم المناطق الأخرى، وضئيلة نسبياً في بعض المناطق".

ولفت انتباه البعثة انتشار ظاهرة توزيع السلع الغذائية والتموينية على المواطنين بالقرب من مقار الانتخاب؛ لحثهم على المشاركة والتصويت، بما يؤثر على سلامة عملية التصويت والتأثير على خيارات الناخبين.

ويبلغ عدد الناخبين المقيدين بقاعدة البيانات، 61 مليونا و344 ألفا و503 ناخبين، ويقدر عدد اللجان العامة بـ 368 لجنة، والفرعية بـ13 ألفا و919 لجنة.

 

اقرأ أيضا: يوم ثالث للاستفتاء في مصر.. واتهامات بغياب الشفافية

تعليمات ومغالطات

وفي اليومين الثاني والثالث من الاستفتاء على تعديلات الدستور، قال مصدر إعلامي لـ"عربي21" بمدينة الإنتاج الإعلامي: "جاءت تعليمات بضرورة ذهاب جميع المتواجدين إلى لجنة الاقتراع، المتواجدة داخل المدينة، والمشاركة في الاستفتاء، وتوفير حافلات صغيرة لهم".

وكشف أن "التغطية الإعلامية للحدث لم تخل من تزييف بعض الوقائع من خلال تقسيم الشاشة إلى مربعات صغيرة لا يظهر فيها حجم الإقبال، فضلا عن اختيار لجان خاصة للتصوير فيها، والسماح للمسؤولين ورموز المجتمع بالتصوير أثناء الاستفتاء، واختيار نعم".

كما شكل نقل الموظفين والعمال إلى اللجان أبرز مظاهر الاستفتاء طوال الأيام الثلاثة، وقالت إحدى المدرسات في إحدى المدارس الخاصة، بمنطقة المعادي لـ"عربي21" أن المدير أبلغهم أن عليهم التوجه للجان والاستفتاء قي حافلات المدرسة، إذا كانوا يريدون الإمضاء في كشف الحضور اليومي للمدرسة".

وكانت اللافتة الوحيدة بـ"لا" رفعها أحد المهندسين الشباب، ويدعى، أحمد بدوي، بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة، ولكن سرعان ما ألقت قوات الأمن القبض عليه.

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تنشر صور حشد العمال والموظفين لاستفتاء مصر

انتخابات أبو كرتونة

وعلق الناشط السياسي والمحامي، عمرو عبدالهادي، بالقول: "إن أي حديث عن إقبال كبار السن على التصويت في الاستفتاء على تعديلات الدستور، لا يمكن اعتباره إقبالا، حري بنا أن نقول اقتصر حشد نظام السيسي على كبار السن فقط ولا نتناول المشاركة".

وأضاف لـ"عربي21": "لأن هذه تعديلات لم يحضر إلا كبار السن والنساء وبعض الشباب، ولكن مشهد كبار السن هذا معروف طبعا، فهم يعتبروا "حزب الكنبة" الذي يعطي أذنيه إلى أمثال أحمد موسى وعمرو أديب (إعلاميان)".

وتابع: "كما أن النظام يستغل عوزهم وفقرهم واعطائهم كرتونة رمضان؛ مما جعل الجميع يسمي هذا التعديل "أبو كرتونة" نسبة إلى فيلم الفنان الراحل محمود عبد العزيز، أبو كرتونة".

 

اقرأ أيضا: لوبوان:السيسي الجنرال الذي يحلم بأن يصبح "فرعونا"

الشباب والرشى

وأعرب الناشط السياسي والحقوقي، زميل زائر في مشروع الشرق الأوسط للديموقراطية POMED، محمد عزمي، عن اعتقاده أن "الشباب هذه المرة نزلوا على غير العادة للمشاركة، وهذه المرة الثانية بعد انتخابات 2012، للتعبير عن رأيهم إزاء هذا التعديل، وخاصة الشباب المنخرط في العمل العام".

وأضاف لـ"عربي21": "أما الشباب غير المهتم بالسياسة، فهؤلاء لديهم حالة يأس من التغيير، ولديهم قناعة راسخة بأن النظام سيزور النتيجة حتى لو نزلوا وصوتوا بـ "لا" للتعديلات".

ويرى أن "نسبة الذين صوتوا بنعم اختيارا أعتقد أنهم لا يزيدوا عن 20%، أما الباقون فنزلوا من أجل الكراتين والفلوس، أو تم إجبارهم على المشاركة في المصالح الحكومية أو في القطاع الخاص".

وفي محاولة للتنصل من فضيحة توزيع الكراتين، زعمت وسائل إعلام محلية ناطقة باسم النظام، أن من قام بشراء الكراتين وتوزيعها، هو حزب موال لجماعة الإخوان المسلمين، دون الكشف عن اسم هذا الحزب، وسط سخرية كبيرة من النشطاء والمتابعين.

التعليقات (2)
مصري
الثلاثاء، 23-04-2019 11:45 ص
في غالب الأمر هؤلاء المسنين من الفقراء المعدمين الذين أصلهم الخسيسي جاسوس تل ابيب إلي هذة الحالة المزرية من الفقر و العوز بفضل ما يسرقه و ينهبه من قوت هؤلاء المعدمين فحضروا طمعا في كرتونه أو املا كاذبا في زيادة ما يتلقونه من فتات المعاشات التي وعدهم بها سابقا هذا الكذاب الأشر و في المجمل فلو ان هناك منصف و محايد و موضوعي لخلص بان هذة التعديات الدستورية قد فشلت فشلا ذريعا في جذب مشاركة الشعب الذي إنحاز لحملة باطل دون إعلان صريح خوفا من بطش الطغمة المحتلة الظالمة المستبدة للحكم في مصر و هم العسكر الأوباش جواسيس تل ابيب .
صدمة وستنتهي
الإثنين، 22-04-2019 11:29 م
إن شاء الله نرى الشباب المصري ينهض ويكنس الكل.