ملفات وتقارير

لماذا فشل مجلس الأمن بردع عدوان "حفتر" على طربلس؟

حفتر شن هجوما في الرابع من الشهر الجاري بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس- جيتي
حفتر شن هجوما في الرابع من الشهر الجاري بهدف السيطرة على العاصمة طرابلس- جيتي

رغم المعارك القوية المندلعة في محيط العاصمة الليبية "طرابلس" بعد شن عدوان من قبل اللواء الليبي، خليفة حفتر عليها وقصف أحياء منها بالصواريخ، لم يصدر عن مجلس الأمن قرار واحد لردع هذه التصرفات أو إدانة "حفتر" بالإسم وإجباره على إيقاف الحرب، ما طرح تساؤلات عن سر فشل المجلس في ذلك.

وعقد المجلس عدة جلسات بطلب من عدة دول، آخرها بريطانيا، من أجل إصدار قرار إدانة وعقوبات على "حفتر" وعدوانه على العاصمة، إلا أن كل هذه الجلسات فشلت في ذلك بسبب انقسام المجلس من ناحية واستغلال دول بعينها لحق "الفيتو" في منع إصدار أي قرارات.

كما فشلت جلسة اليوم الأربعاء التشاورية التي دعت لها بريطانيا في الاتفاق على قرار معين أو حتى بيان إدانة لما يحدث في "طرابلس" التي غرقت بالأمس في الدماء جراء قصف قوات "حفتر" لها بصواريخ "غراد"، ما أسفر عن عدة قتلى منهم أسرة كاملة وجرح العشرات وتدمير عدة منازل.

فرنسا وروسيا

من جهته، أرسل وزير الخارجية بحكومة الوفاق الوطني، محمد سيالة، رسالة إلى رئيس مجلس الأمن يطالبه فيها بالتدخل الفوري والعاجل لإيقاف عدوان "حفتر" على العاصمة، كما أجرى اتصالاً هاتفيًا بمندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة وأبلغه بقصف العاصمة، طالبا منه إبلاغ مجلس الأمن بهذه التطورات.
في حين، ذكر دبلوماسي ليبي في نيويورك، أن "روسيا هي وراء رفض إصدار بيان وقرار يلزم الأطراف بوقف إطلاق النار وعودة "حفتر" إلى تمركزاته السابقة، مؤكدا فشل جلسة اليوم وأن بريطانيا ستتولى إعداد مشروع آخر وتقدمه في جلسة لاحقة"، وفق تصريحات لصحيفة "الوسط" المحلية.

صمت مريب

وأثارت حالة الصمت والضعف الدولي تجاه ما يفعله "حفتر" في "طرابلس"، ردود فعل غاضبة رسميا وشعبيا، حيث طالبت الحكومة المجلس بتحمل مسؤوليته التاريخية في حماية المدنيين ومنع الانتهاكات التي تخالف القانون الإنساني الدولي، في حين اتهمه البعض بالتواطؤ مع العدوان".

والسؤال: من يقف وراء إفشال مجلس الأمن في ردع "حفتر" وعدوانه؟

صراع مصالح

 
ورأى أستاذ القانون الدولي بجامعة "طرابلس"، محمد بارة أن "سبب هذا الانقسام هو تعارض مصالح الدول الكبرى في ليبيا كونها دولة غنية بالنفط والغاز وذات موقع استراتيجي في شمال إفريقيا، مضيفا لـ"عربي21":"فإذا تمتعت بلادنا بنظام ديمقراطي ناجح قد يكون له تأثيره في المنطقة وعلى هذه المصالح، لكن للأسف في ظل هذا الصراع الدولي فإن ليبيا تعيش من أجل مستقبل مجهول"، وفق تعبيره.

الفيتو وتواطؤ الوفاق


لكن الصحفي والناشط الليبي المقيم في بريطانيا، مختار كعبار أشار إلى أن "الفيتو الروسي والفرنسي هو وراء إفشال أي مشروع قرار دولي في مجلس الأمن لوقف الحرب أو حتى إدانة عدوان "حفتر"، فروسيا لها مصالحها مع "حفتر" وفرنسا مشاركة في الحرب وتم القبض على 23 عنصرا فرنسيا وأوروبيا خلال سفرهم من ليبيا إلى تونس".


وحول دور الحكومة في الحشد الدولي ضد "حفتر"، قال كعبار لـ"عربي21": "وزير خارجية "السراج" متواطئ ويميل لـ"حفتر" ويؤيده باطنا، وقد صرح بذلك في عدة مناسبات وهو من عين مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة الذي بدوره يؤيد حفتر علنا، فكيف تستطيع الحكومة حشد موقف دولي لصالحها"، كما أشار.


رفض العدوان


وقال المحلل السياسي الليبي، إسماعيل المحيشي إنه "رغم فشل المجلس حتى الآن في اتخاذ قرار يدين "حفتر" إلا أنه لم يؤيد عدوان الأخير على العاصمة "طرابلس"، وفشل القرار أمر متوقع كون الصراع في ليبيا صراعا دوليا بالأساس، والمجتمع الدولي نفسه غير جاد في تحقيق توافق واستقرار في ليبيا وهذا واضح من خلال أداء المبعوث الأممي، غسان سلامة".


وأضاف: "ورغم ضعف حكومة الوفاق وأدائها السيء إلا أنها كانت على قدر المسؤولية في صد العدوان الأخير واستطاعت الحصول على تأييد شعبي كبير وعليها استغلال ذلك بدلا من البحث عن تحشيد دولي"، كما صرح لـ"عربي21".

التعليقات (0)