ملفات وتقارير

قيادي شيوعي سوداني: لن نقبل بإعادة إنتاج حكم الإسلام السياسي

اتهم أبو بكر عبد الرازق القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي، تيار اليسار بالتخطيط لمحاولة عسكرية انقلابية- تويتر
اتهم أبو بكر عبد الرازق القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي، تيار اليسار بالتخطيط لمحاولة عسكرية انقلابية- تويتر

نفى كمال كرار، العضو البارز في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، علاقة حزبه بأي تحركات عسكرية لاستلام السلطة، أو التأثير على قرارات الثوار السودانيين، ووصف الاتهامات بأنها "باطلة".

وقال كرار إن من يوجه هذه الاتهامات إلى حزبه هم الإسلاميون الذين يريدون إعادة إنتاح حكم "الاسلام السياسي" في السودان، مضيفا: "هم الانقلابيون والدليل انقلابهم على الديمقراطية في العام 1989 بتحرك عسكري قاده الرئيس عمر البشير".

وفي مقابلة مع "عربي 21"، اتهم أبو بكر عبد الرازق القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الزعيم الإسلامي الراحل حسن الترابي، تيار اليسار بالتخطيط لمحاولة عسكرية انقلابية جرت خلال الأيام القليلة الماضية وتم إحباطها من قبل استخبارات الجيش وجهاز الأمن.

وقال عبد الرازق، إن لديه معلومات بتحرك عسكري لضباط من وحدات عسكرية ينتمون لأحزاب اليسار مستفيدة من تعبئة الشارع العام واحتمائه بالمؤسسة العسكرية.

واعتبر ما وصفه بـ"التحرك الانقلابي" رتب بالتزامن مع الحشود التي كانت تعتصم أمام القيادة العامة للجيش، والإيحاء بأن القوات المسلحة استجابت لمطالب الشارع، مشيرا إلى أن هذه القوى السياسية كانت أكثر الأطراف التي تدعو إلى الاعتصام أمام القيادة، ودعوة الجيش لاستلام السلطة تنفيذا لمخططها.  

لكن القيادي الشيوعي كمال كرار، شدد في مقابلة مع "عربي21" على أن حزبه معروف بموقفه الرافض لمنهج الانقلابات العسكرية منذ العام 1971 عندما قامت مجموعة من أعضائه الضباط في الجيش بتحرك عسكري ضد نظام الرئيس الأسبق جعفر النميري، وعرفت وقتها باسم "الحركة التصحيحية.

وقال إن حزبه تلقى اتصالات من قبل حزب المؤتمر الشعبي في الآونة الأخيرة لإجراء حوارات لكنها قوبلت بالرفض، وأن حزبه يرى أن المؤتمر الشعبي كان جزءا من نظام البشير حتى لحظة تنحيه، لافتا إلى أنه لن يقبل الحوار مع ما وصفهم بـ"سدنة النظام الفاسد"، وأن المؤتمر الشعبي يهدف من تحركاته ضمان استمرار حكم السودان بالإسلام السياسي. 

 

اقرأ أيضاما هو مصير المعارضة المصرية بالسودان بعد الإطاحة بالبشير؟

وحول التطورات الأخيرة في البلاد بتنحي رئيس المجلس الانتقالي العسكري الفريق عوض بن عوف، اتهم كرار المجلس بالالتفاف والتلاعب بمطالب الثوار، وقال إن الخطوة جاءت تحت ضغط الثوار الذين رفضوا فض اعتصامهم أو التوقف عن ثورتهم، موضحا أن اقتلاع نظام البشير وسقوطه ما يزال مستمرا.

ودعا القوات المسلحة إلى ضمان عملية النقل الفوري للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادي لقوى إعلان الحرية والتغيير.

ورأى كرار أن تصريحات رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري الانتقالي تؤكد بأن المجلس جهة غير مستقلة، وأنه تبديل فقط في وجوه نظام البشير، منتقدا رفض المجلس العسكري القيام بحل المليشيات العسكرية التي تتبع لنظام البشير، ومن بينها قوات الدفاع الشعبي التي استخدمتها الحركة الإسلامية في حرب الجنوب، فضلا عن إعلان رفضه تسليم الرئيس عمر البشير إلى محكمة الجنايات الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور.

وقال كرار إن المجلس ليس لديه الحق في اتخاذ قرارات بشأن محاكمة رموز النظام القديم، وأن الحكومة المدنية الانتقالية هي التي تقرر بهذا الشأن بتقديمهم إلى محاكم عادلة، وعلى القوات المسلحة التحفظ على رموز النظام إلى ذلك الوقت.

وشدد على أنه لا مجال لحزب المؤتمر الوطني وحلفائه في الاشتراك بالحكومة الانتقالية عقب الجرائم التي ارتكبوها خلال فترة حكمهم التي قاربت الثلاثين عاما.

وقال إن حزبه يتمسك باعتصام الثوار أمام القيادة العامة للقوات المسلحة بالعاصمة، وفي جميع مناطق السودان المختلفة، والإضراب الشامل حتى تنقل السلطة بالكامل لحكومة مدنية انتقالية تعَبر عن الثورة السودانية.

واستبعد كرار وقوع مواجهة بين الثوار المعتصمين أمام القيادة والجيش، موضحا أنه في حال فكر المجلس العسكري في فض الاعتصام بالقوة، فإن من وصفهم بـ"الضباط الأحرار" الذين عبروا عن مساندتهم للثورة سيمنعون وقوع مثل هذا الأمر.

وعندما استفسرت "عربي21" القيادي الشيوعي بشأن التقديرات التي تتحدث عن انحسار في أعداد الثوار المعتصمين أمام القيادة بعد التغييرات الجديدة في قيادة المجلس الانتقالي، نفى كرار بشدة، وقال إن الأعداد في ازدياد مضطرد لقطع الطريق أمام أي حلول مزورة لإرادة الجماهير، وأضاف أن محاولات النظام ظلت مستمرة منذ اندلاع الثورة في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي وذلك ببث الأخبار المفبركة حول الثورة.     

وقال إن موقف حزبه مع تحالف "إعلان قوى الحرية والتغيير" التي تضم تجمع المهنيين السودانيين، والإجماع الوطني، ونداء السودان، والتجمع الاتحادي المعارض، وأنه مطمئن على أن جميع أطرافه على "قلب رجل واحد"، وأن حزبه أو الأحزاب الأخرى ستنخرط في حوار منفرد، معتبرا تحالف "الحرية والتغيير" الذي يضم حزب رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، يُمثل أقوى وحدة في تاريخ المعارضة السودانية. 

اقرأ أيضا: هل يسير المجلس العسكري بالسودان على غرار نظيره المصري؟

التعليقات (8)
samia khalid ahmed
الأحد، 21-04-2019 12:54 م
دولة اسلامية ...كيف تحكم بحكم يسارى هل يعقل
عربي بلا هوية
الأحد، 14-04-2019 12:11 ص
أتفهم رفضهم بعد تجربة عمر البشير "الاخواني" ، ولكن لا يحق لأحد أن يرفض ما تأتي به الصناديق.
بوعمر
السبت، 13-04-2019 10:48 م
وهل الشيوعية مازالت (تعيش) في عقول هؤلاء الكائنات السودانية..أكيد هناك أتباع لأبو جهل ومسيلمة وهتلر في السودان...
صوت الضمير
السبت، 13-04-2019 10:00 م
كيف نُصدق شُيوعي وأبوه الروحي هو السيِّد بوتين ؟ أشهر العدو بوتين أسلحته الفتاكة بوجه الربيع العربي، واحتلَّ سورية، فعلى الأقل أن يمكث الشيوعيون ورفاقهم البعثيُّون في بُيوتهم ويلزموا الصمت !
عربي
السبت، 13-04-2019 09:40 م
ههههه هؤلاء المتخلفون ما زالوا يحلمون بالشيوعيه التي اختفت حتى في مهدها... شرذمة تعد على الاصابع يريدون حكم بلاد المسلمين .. من هم الرجعيون الان يا أيتام الشيوعيه؟ احلموا