ملفات وتقارير

مشهد سياسي جديد في تونس بعد مؤتمر" النداء"

الرئيس التونسي يؤكد زعامة حزب نداء تونس للتيارات الدستورية (صفحة النداء)
الرئيس التونسي يؤكد زعامة حزب نداء تونس للتيارات الدستورية (صفحة النداء)

كرست القائمة الرسمية لأعضاء المكتب السياسي التي أفرزها مؤتمر "نداء تونس" المنعقد مؤخرا، الذي يتزعمه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ونجله حافظ، القطيعة النهائية مع غالبية مؤسسي حزب "نداء تونس" عام 2012 والذين خاض معهم معاركه السياسية والانتخابية عامي 2013 و2014 ضد حركة "النهضة" الإسلامية وحلفائها بزعامة الرئيس السابق المنصف المرزوقي ورئيس البرلمان المؤقت مصطفى بن جعفر.


في المقابل كرست النتائج الانتخابية لمؤتمر "حزب النداء"، دعما لرئيس الهيئة السياسية منذ أعوام ونجل رئيس الدولة رجل الأعمال حافظ قائد السبسي.

هذا التطور سوف يستفيد منه أساسا المنشقون بزعامة رئيس الحكومة يوسف الشاهد ومؤسسي حركة "تحيا تونس". وسيفيد بطريقة غير مباشرة خصومهما اليساريين والإسلاميين.

ووفق هذه التشكيلة يكون على رأس من غادروا قيادة الحزب أو استبعدوا منه بصفة رسمية بعد المؤتمر رئيس الحكومة يوسف الشاهد ووالوزير مدير الديوان الرئاسي السابق الذي يتزعم حاليا حزب الشاهد "تحيا تونس" سليم العزابي.

مستشارون في قرطاج

واستبعد من قائمة المكتب السياسي كبير مستشاري رئيس الجمهورية وزير العدل السابق الأزهر القروي الشابي وعدد من أبرز المستشارين في الرئاسة بينهم نور الدين بن نتيشة وسعيدة قراش ورئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد، والأمينان العامان السابقان الوزيران الطيب البكوش ومحسن مرزوق، وقد أسس كل منهما حزبا جديدا.

كما كرست نتائج مؤتمر "حزب النداء" قطيعة مع أعضاء في الفريق المصغر الذي أسس الحزب قبل 7 أعوام بينهم الوزير السابق المحامي المثير للجدل وأمين سر قائد السبسي ما بين 2011 و2016 رضا بالحاج والوزير السابق والناشط السياسي القومي الأزهر العكرمي وثلة من أبرز رموز اليسار والمجتمع المدني واتحاد الشغل سابقا مثل بوجمعة الرميلي ومحمود بن رمضان وخميس قسيلة ومنذر بالحاج علي ومنصف عاشور وسعيد بحيرة وعبد المجيد الصحراوي والهادي الغضباني ومصطفى التواتي.

 



وبعد الإعلان عن هذه التشكيلة تكون القيادة الجديدة فقدت كذلك شخصيات اعتبارية وطنيا وخارجيا كانت مقربة جدا من الرئيس الباجي قائد السبسي بينها خالد شوكات والخبير الدولي في القانون الدستوري الوزير السابق رافع بن عاشور ووزير الخارجية سابقا أحمد ونيس وثلة من كبار رجال ونساء الأعمال والخبراء الاقتصاديين بينهم رئيس جامعة السياحة سابقا منير بن ميلاد ومدير عام عدد من البنوك عز الدين سعيدان والسفير صالح الحناشي المدير العام المؤسس لمركز الدراسات الاستراتيجية في رئاسة الجمهورية والخبير الدولي في عالم تكنولوجيات الاتصال عادل قعلول وسفير تونس لدى السلطة الفلسطينية سابقا أحمد الحباسي ورجل الأعمال المؤثر في المحافظات الشعبية الداخلية والشبكات الانتخابية كمال الحمزاوي ووزير الصحة السابق سعيد العايدي، الذي أسس بدوره حزبا جديدا.  

ورقة المرأة

وبحكم أهمية ورقة المرأة في الخطة السياسية لـ"حزب النداء" ومعركته السياسية والانتخابية مع التيارات الإسلامية والمحافظة، يلاحظ أن الفريق الجديد خسر نخبة من نجوم الحركة النسوية التونسية بينهن سيدة الأعمال التي انحازت إلى يوسف الشاهد زهرة ادريس، وسيدة الأعمال التي ترأست سابقا الاتحاد الوطني للمرأة التونسي عزيزة حتيرة، ووزيرة المرأة وسفيرة تونس في فرنسا سابقا فائزة الكافي، والحقوقية المثيرة للجدل رئيسة لجنة الحريات الفردية والمساواة بين الجنسين المحامية اليسارية بشري بالحاج احميدة.

وقد تعرض قائد السبسي في خطابه الافتتاحي للمغادرين والغاضبين واقترح على المؤتمرين إلى "لم الشمل" وإرجاعهم خاصة رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

وصادق المؤتمر على الاقتراح، لكن الشاهد والمنشقين معه عن حزب الرئيس رفضوا العرض حسب المنسق العام للحزب سليم العزابي وعدد من المقربين من الشاهد بينهم الوزير السابق المهدي بن غربية والبرلماني الصحبي بن فرج.

فريق متجانس

في المقابل كشفت القائمة الكاملة أن اللجنة المركزية بأعضائها الـ 217 والمكتب السياسي بأعضائه الـ 32 يمكن أن يمثلوا فريقا متجانسا حول الباجي قائد السبسي، الرئيس الشرفي للحزب ونجليه حافظ وخليل قائد السبسي.

ويضم الفريق عددا من أبرز المؤسسين بينهم رجل الأعمال فوزي اللومي وشقيقته الوزيرة سلمى اللومي، إلى جانب نخبة من المستشارين الحاليين في قصر الرئاسة يتقدمهم المستشار الإعلامي فراس قفراش والمستشار الأول والطبيب الخاص للرئيس معز بالخوجة والوزير المستشار رئيس مؤسسة الدراسات الاستراتيجية في رئاسة الجمهورية ناجي جلول.

4 أقطاب انتخابية وسياسية

على ضوء نتائج هذا المؤتمر الانتخابي الذي يجري الجدل حوله منذ 4 أعوام، يصبح المشهد مهددا بمزيد من الانقسام والصراعات، عشية انعقاد مؤتمر حزب يوسف الشاهد وبدء السباق نحو قصري الرئاسة والبرلمان.

وإذا لم يتوصل الفرقاء المعارضون لحركة "النهضة" إلى تشكيل "تحالف انتخابي معارض لأنصار الدولة الدينية"، ستتزعم 4 أقطاب سياسية انتخابية المعركة الانتخابية القادمة: قطب "حداثي" يتزعمه يوسف الشاهد رئيس الحكومة وسليم العزابي المنسق العام لحركة "تحيا تونس"، وقطب إسلامي يتزعمه قادة حركة "النهضة"، وقطب يساري تتزعمه الجبهة الشعبية برئاسة حمه الهمامي زعيم حزب العمال الشيوعي، وقطب للتيارات الدستورية وأنصار الحزب الحاكم قبل ثورة كانون الثاني (يناير) 2011 بزعامة الباجي قائد السبسي وحزب "النداء" بتشكيلته الجديدة.

 


وقد تحدث بعض المفاجآت حسب المشرفين على مؤسسات استطلاعات الرأي التي تعطي حظوظا كبيرة للفوز في الانتخابات البرلمانية والدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية لحزب التيار الديمقراطي بزعامة المحامي الحقوقي محمد عبو وزوجته البرلمانية سامية عبو، وللحزب الدستوري الذي يطالب بحظر حركة "النهضة" وكل أحزاب الإسلام السياسي بزعامة نائبة الأمين العام في حزب بن علي سابقا المحامية عبير موسى.

التعليقات (0)