صحافة إسرائيلية

كاتب: التهديدات لا تردع حماس.. وهذا هو الحل مع "عش الدبابير"

قال الكاتب الإسرائيلي إن "أي قصف شديد سيشعل المنطقة، وهذا وضع ليس معنيا به أحد"- جيتي
قال الكاتب الإسرائيلي إن "أي قصف شديد سيشعل المنطقة، وهذا وضع ليس معنيا به أحد"- جيتي

أكد كاتب إسرائيلي الخميس، أن سياسية التهديد الإسرائيلية، لم تعد تجدي نفعا و"لا تردع" حركة حماس التي تدير قطاع غزة المحاصر.


ونوه الكاتب الإسرائيلي جدعون رايخر في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، إلى أنه لم يتبق إلا طريق واحد أمام الحكومة الإسرائيلية، وهو التوصل لتسوية سياسية، حتى ولو كانت مؤقتة، موضحا أن "السيناريو الثابت منذ سنين يكرر نفسه، صاروخ يطلق نحو مستوطنات إسرائيلية والرد هو الآخر ثابت ويتمثل في إلقاء الطائرات حمولتها المدمرة فوق غزة".


وأضاف رايخر أن "أي قصف شديد سيشعل المنطقة، وهذا وضع ليس معنيا به أحد، ومن جهة أخرى، الرد الاعتيادي يبث الضعف، ويشجع على استمرار إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل"، مؤكدا أن "التهديدات لم تعد منذ زمن بعيد تردع حركة حماس".


وأكد رايخر، أن "تشديد الحصار وتوثيق الحبل حول عنق 2 مليون مواطن في القطاع، يزيد فقط مشاعر الغضب والثأر، وستؤدي إلى إطلاق المزيد من الصواريخ"، متسائلا: "فما العمل إذن؟".


وبين أن "عملية (عسكرية) واسعة النطاق في غزة، ستزيد تدخلنا الزائد في عش الدبابير هذا"، مضيفا: "شد الحزام الخانق حول القطاع وإغلاق المعابر، يجعل سكان القطاع يائسين، ولن يترددوا في استخدام أي وسيلة كي يمسوا بأمن إسرائيل".

 

اقرأ أيضا: "عربي21" تكشف تفاصيل جديدة للتفاهمات بغزة مع الاحتلال


وتساءل: "هل نشرك الأسرة الدولية، ونطلب منها أن تلقي بكامل وزنها لإقناع زعماء حماس، على أن يغرقوا مرة أخرى في سبات عديم الفعل؟"، موضحا أن على "كل حكماء القيادة أن يجتمعوا ويفكروا ويفحصوا كافة وسائل الرد، ولكن مع تذكيرنا أن كل الردود والخطوات سبق أن جربت وأصبحت متآكلة".


وقال الكاتب: "سبق لنا أن احتلينا وأبدنا وسحقنا رؤوس الأفعى، فهل ندخل مرة أخرى ونعرض للخطر حياة مقاتلينا وندمر اقتصادنا وأمن وحياة سكان القطاع، وهل نعود لنتحدث عن تسوية سياسية في هذه المنطقة التي تغلي توترا؟، وماذا لدينا لنعرضه على سكان قطاع غزة؟".


وأقر أن "إسرائيل خرجت من هناك بصعوبة دون أي تسوية، فهل نعرض تسوية جديدة؟، وما هي طبيعتها؟ وما الذي سيطلبه سكان القطاع المحاصرين؛ فتح بوابات غزة لكل من يخرج ويدخل؟، ففي تسوية كهذه سيغرقنا طالبو العمل ومنفذو العمليات".


وأما "استمرار الحصار، فسيزيد الاضطراب والعمليات"، بحسب رايخر الذي تابع: "أم نطلب من قوة دولية فرض النظام في القطاع؟، أم نرد على أعمال الشغب قرب الجدار؟؛ وهكذا نشجعهم على اجتياز الحدود وتهديد أمن سكان غلاف غزة".

 

اقرأ أيضا: محللون يقرأون الحراك الدولي والإقليمي بغزة.. ما المخاوف؟


وقدر أن الرد الإسرائيلي على المظاهرات الفلسطينية (مسيرات العودة) قرب السياج الأمني بما يتسبب بزيادة عدد المصابين، "سيحفز سكان القطاع على مواصلة التجمع قرب الجدار"، متسائلا: "من يدري، إن كان هناك من يمكنه فرض النظام في هذا الجحيم الذي يحيط بنا، وليس ثمة من يعرف كيف يمكن أن يلجم".


ورأى الكاتب الإسرائيلي أنه "لم يتبق إلا سبيل واحد، وهو تسوية سياسية، حتى وإن كانت مؤقتة"، معتبرا أن "المفاوضات مع أولئك الذين لا نطيقهم، هو الطريق الواحد والوحيد، ولكن يحتاج شجاعة قيادية (إسرائيلية) لا تتوفر في هذه اللحظة".


ويبذل في الوقت الحالي، العديد من الوسطاء جهودا كبيرة عبر قيادة مفاوضات غير مباشره بين الفصائل الفلسطينية بغزة وعلى رأسها "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، من أجل تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، عبر التوصل للعديد من التفاهمات الإنسانية التي تراعها أطراف دولية وإقليمية، من أجل التخفيف على قطاع غزة المحاصر إسرائيليا منذ أكثر 13 عاما.

التعليقات (0)