صحافة دولية

واشنطن بوست: هذا ما تظهره نتائج الانتخابات التركية

واشنطن بوست: انتخابات تركيا تظهر محدودية قومية أردوغان- جيتي
واشنطن بوست: انتخابات تركيا تظهر محدودية قومية أردوغان- جيتي

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للصحافي إيشان ثارور، يتحدث فيه عن نتائج الانتخابات المحلية في تركيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ويبدأ ثارور مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، بالقول إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قام باللجوء إلى أسلوبه المعهود قبل الانتخابات المحلية في بلاده خلال عطلة نهاية الأسبوع، فاتهم معارضي حزبه الحاكم بأنهم خونة يتساوون مع الإرهابيين، وعرض فيديو مذبحة المسجدين في نيوزيلندا، ولبس عباءة الضحية، وأثار القومية الغاضبة من مدينة إلى أخرى؛ في محاولة لتحويل اهتمام المواطنين المستائين من اقتصاد البلد المترنح". 

ويستدرك الكاتب بأنه "هذه المرة لم ينجح، فهزم المرشحون عن حزبه، حزب العدالة والتنمية، في المدن الرئيسية في أنحاء تركيا، بما في ذلك العاصمة أنقرة، بالإضافة إلى أزمير وأضنة وأنطاليا وإسطنبول، أكبر مدن البلد، الأمر الذي اعتبر توبيخا لأردوغان".

ويقول ثارور: "يبدو أن مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض فاز بأغلبية الأصوات، مع أن حزب العدالة والتنمية طعن في النتائج، وهناك خشية من أن الحكومة تقوم بلعبة خبيثة ما، وحتى إن أشار مسؤولو حزب العدالة والتنمية بأنهم حصلوا على أغلبية الأصوات في أنحاء البلاد، فإن الأيام القادمة ستظهر مدى تمكن أردوغان من ابتلاع الهزيمة". 

وتنقل الصحيفة عن الكاتب في "واشنطن بوست" كريم فهيم، قوله إن خسارة إسطنبول "ستشكل صفعة قوية للرئيس.. فقد ارتفع شأن أردوغان بصفته عمدة للمدينة عام 1994 إلى 1998، وشكلت المدينة منذ ذلك الحين مصدر ثراء وهيبة لحزبه، كما شكلت نموذج عرض -مع حركة البناء فيها والمشاريع العملاقة وزيادة المساجد- يعكس رؤيته الأيديولوجية الأوسع".

ويجد الكاتب أنه "وسط واقع اقتصاد متدهور، شهد تراجع سعر الليرة، وخسارتها ثلث قيمتها مقابل الدولار، فإن أردوغان لم يستطع أن يعتمد على الازدهار الذي جاء به في الفترة الأولى من حكمه، وفشل أسلوبه الشعبوي في حصوله على دعم قومي كاف بين الناخبين في المدن".

 

وتورد الصحيفة نقلا عن عمر تاسبينار من معهد بروكينغز، قوله: "بدلا من أعداء اردوغان الوهميين.. ركز الناخبون الأتراك في المدن الرئيسية كلها تقريبا على شيء أكثر واقعية وظهورا: التضخم والبطالة والركود الاقتصادي والأنخفاض الكبير في مستوى الحياة".

ويشير ثارور إلى أنه "في كثير من البلدان لا تشغل الانتخابات البلدية موقعا متقدما من حيث الأهمية السياسية، لكن في النظام التركي يتم انتخاب رؤساء للمحافظات، التي يصل عددها إلى 81 محافظة، والمدن والبلدات التابعة لها، وكانت هذه الدورة من الانتخابات تشكل اختبارا للسنوات القادمة". 

ويلفت الكاتب إلى أن أردوغان قام على مدى الخمس سنوات الماضية بإجراء انتخابات عدة، بما في ذلك أكثر من انتخاب برلماني واستفتاء لتحويل النظام في البلد إلى نظام رئاسي، ثم انتخاب رئاسي، مستدركا بأن أردوغان، الذي قضى حوالي عقدين إما رئيسا للوزراء أو رئيسا، لا يواجه انتخابات حتى عام 2023، و"هذا من حسن حظه إن أخذنا في عين الاعتبار نتائج الانتخابات يوم الأحد".

وتنقل الصحيفة عن المتخصصة في تركيا في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، غنول تول، قولها: "خسارة المدن الرئيسية التركية حطمت صورة أردوغان، السياسي الذي لا يهزم"، وأضافت أن الانتخابات وجهت "ضربة كبيرة لشبكة الزبائن التي بناها أردوغان على مدى الخمس وعشرين سنة الماضية.. (التي ساعدته على ضمان).. ولاء نخبة رجال الأعمال الذين وظفوا إمكانياتهم لتعزيز سلطته".

ويرى ثارور أنه في الوقت ذاته فإن الانتخابات كانت آخر مؤشر على معارضة أكثر تحفزا، وقد تجاوزت سنوات من الانقسام والاختلال الوظيفي، مشيرا إلى قول الدكتور سونر كاغابتي من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لفهيم: "لقد حظي أردوغان بمعارضة من المجموعات اليائسة التي تكره بعضها.. وهذه أول مرة تتحد فيها اتحادا له معنى".

 

ويقول الكاتب إن "نتيجة هذه الانتخابات السلبية تضيف إلى جروح أردوغان، ففي الخارح هو متورط بخصام مع أمريكا حول شراء تركيا نظام دفاع روسي، وفي تركيا يواجه دعوات متزايدة للقيام بإصلاحات اقتصادية عميقة". 

 

وتورد الصحيفة نقلا عن الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية في جامعة بيلكنت في أنقرة، بيرك أيسين، قوله لـ"فايننشال تايمز": "إنها نتيجة سيئة لأردوغان.. فهناك أزمة اقتصادية، وهناك أزمة دولية بسبب المواجهة مع أمريكا، وفي الوقت ذاته هناك هزيمة في الانتخابات تظهر لشركائه الدوليين ومعارضيه المحليين بأنه في حالة ضعف".

ويستدرك ثارور بأن "هناك قصة أشمل يجب ذكرها أيضا، فقبل الرئيس ترامب، ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي، ورئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان، فإن أردوغان توصل إلى روح العصر، فتحولت أجندته المؤيدة للتجارة اليمينية الوسط إلى قومية جامدة أقل ليبرالية، وبنيت سياساته التي ترضي الأكثرية على أساس حفاظه على السلطة".

وينوه الكاتب إلى أن "حملات الاعتقال والتطهير خدمت أردوغان، فخلصته من المعارضين المحتملين في القضاء التركي وفي بيروقراطية الدولة، وفي الوقت ذاته ضغط على المجتمع المدني التركي وعلى مصادر الأخبار، والإعلام الحكومي في معسكر أردوغان تماما، في الوقت الذي سيطر فيه رجال أعمال مؤيدون لاردوغان على كثير من مصادر الاعلام المستقل في أنحاء البلاد".

ويفيد ثارور بأنه حتى عندما كانت الظروف ضد المعارضة، فإنها قامت بإنشاء تحالفات تكتيكية، واستطاعت تحقيق فوز كبير، لافتا إلى ما كتبته أصلي إيدنتسباس في "واشنطن بوست"، قائلة: "هناك درس في هذا كله للديمقراطيين في أنحاء العالم، الذين يرزحون تحت حكم شعبوي وأنظمة شبه استبدادية.. إن كنت منظما، اعثر على المرشح المناسب الذي يحمل الرسالة المناسبة، وهذه هي فرصتك". 

ويقول الكاتب إنه "علاوة على ذلك، فإنه في الوقت الذي تشهد فيه بلدان كثيرة في أوروبا صعودا للأحزاب الشعبوية القومية، فإن ما حصل مع أردوغان يحذر مما سيحصل لتلك الأحزاب إن هي وصلت إلى السلطة، وذلك ما دام الناخب يستطيع اتخاذ القرار".

 

ويختم ثارور مقاله التحليلي بالإشارة إلى ما كتبه المحلل سليم كورو من أنقرة، قائلا: "عندما يصدر الخطاب الشعبوي عن وجه جديد، ويستهدف نخبة متكلسة، يبدو الأمر ممكنا، وعندما تحل محل تلك النخبة وتصل إلى حدودها الديمغرافية، تبدأ بالظهور على أنها سخيفة". 

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (3)
مصري
الخميس، 04-04-2019 07:09 م
لو كان اردوغان عميل للغرب القذر مثل كثير و كثير من العملاء و الجواسيس العرب لأعطوه جائزة نوبل و لكنه أردوغان الذي لم ينحني أمام الكثير و الكثير من المغريات و أستطاع بفضل الله السير بالسفينه وسط أكثر المعوقات صعوبة و مع إنه إستطاع تحقيق الكثير من إستقلالية قرار تركيا السياسي و الإقتصادى فمع الأسف هناك من أحزاب المعارضة التركية من لا يقدر هذا الإستقلال و يريد و يتمني الإرتماء في أحضان الغرب و التمرغ في ترابه النجس و هذا مالا نتمناه لشعب تركيا و نتمني أن يحافظ من يأتي بعد أردوغان علي هذة الإستقلالية .
محمد
الخميس، 04-04-2019 03:59 م
لن ترضي عنك اليهود ولا النصاري .... وانت تصبك حسنة تسؤهم وان تصبك سيئة يفرحوا بها ....
مازن
الخميس، 04-04-2019 03:43 م
من يظن ان اردوغان وحزبه انهزم فعليه تعلم الديمقراطية اولا بدلا من كتابة كلمات حاقدة. حزب العدالة والتنمية يحكم منذ 2002 ولا زال الشعب التركي يعبر عن ثقته بهذا الحزب من خلال انتخابات نزيهة وشفافة وهذا هو الفوز ال 15 على التوالي. مشكلة الغرب انهم يفتشون عن السلبيات فقط حتى وان كانت تلك السلبيات من وجهة نظر الديمقراطية اشياء صحية. في الديمقراطيات صعب ان تبقى متمسكا بمنصب معين فما بالكم ان تحتفظ بها لمدة اكثر من 20 او 25 سنة وعن طريق صندوق الانتخابات وبشكل شفاف جدا !!

خبر عاجل