ملفات وتقارير

النظام يجند قياديا معارضا سابقا لتشكيل فصيل جنوب سوريا

عماد أبو زريق القيادي السابق بالجيش الحر وقائد الفصيل الجديد التابع للنظام- مواقع معارضة
عماد أبو زريق القيادي السابق بالجيش الحر وقائد الفصيل الجديد التابع للنظام- مواقع معارضة

أفادت مصادر خاصة لـ"عربي21" بأن النظام السوري أنشأ فصيلا جديدا في جنوب البلاد في درعا التي سيطر عليها مؤخرا، التي كانت تعد "مهد الثورة" السورية، التي شهدت خلال الأسابيع الماضية بعض التمرد والمظاهرات ضد بشار الأسد ونظامه.

والمثير في الأمر، ما كشفته عن أن النظام وضع على رأس الفصيل قياديا سابقا في المعارضة السورية التي صالحته بعد دخوله للمحافظة جنوب سوريا.

وأفصحت عن اسم القيادي، وهو عماد أبو زريق، الذي سبق أن عد من أبرز شخصيات المصالحة مع النظام السوري، وكان قائد ما يعرف بـ"جيش الثورة".

"إيران واغتيالات"

وكشف المسؤول السابق في درعا حين كانت خارج سيطرة النظام، مفضلا عدم نشر اسمه لدواع أمنية، عن أن وضع أبو زريق على رأس فصيل جديد، يعد تفاهما بين المخابرات الروسية والمخابرات الأردنية والأمريكية.

وأضاف لـ"عربي21"، أنه "تم تنفيذ الأمر من الأمن العسكري السوري الذي يتبع فعليا للأوامر الروسية بشكل كامل"، وفق قوله.

وقال إن "المليشيا بقيادة أبو زريق تتشكل من ألف مقاتل".

وعن مهمة أبو زريق، أجاب بأن "المهمة الرئيسة له كما وردنا هي محاربة عناصر حزب الله، وعناصر ايران، وهي الصبغة التي روجوها مسبقا، لكن في الحقيقة هي فصيله الجديد جزء من مهمته كف نفوذ إيران، ولكن المهمة الأساسية أمر آخر". 

وقال إن المهمة الأساسية "تتلخص باغتيال شخصيات معروفة من المعارضة، وبعض الضباط الذين يريد النظام والروس والأمريكان التخلص منهم، ولديهم معلومات تدين كل الأطراف المشاركة بتدمير سوريا وجرائم حرب ارتكبت في سوريا".

خريطة النفوذ بعد أبو زريق

وبحسب مصدر عسكري لـ"عربي21"، فإن خريطة النفوذ في الجنوب السوري، باتت:

نفوذا مقوّضا لأحمد العودة قائد الفيلق الخامس المحسوب على روسيا في بصرى الشام.

 

نفوذا واسعٍا لعماد أبو زريق في سائر المحافظة ويتبع للأمن العسكري للنظام السوري.


النفوذ الأكبر لحزب الله والفرقة الرابعة المحسوبة على إيران في درعا والقنيطرة، بتنسيق مع جهازي أمن الدولة والمخابرات الجوية التابعين للنظام.

لماذا أبو زريق؟

وعن حقيقة اختيار أبو زريق تحديدا لقيادة الفصيل الجديد الموالي للنظام السوري، قال المصدر الخاص بـ"عربي21"، لأنه "كان المسؤول العسكري بجيش اليرموك، ولديه الولاء الكامل والمطلق للمخابرات السورية والأمريكية والروسية والأردنية".


وأضاف أن أبا زريق "كان مسؤول عمليات الاغتيال ومنسقها سابقا في الجنوب السوري، ويتمتع بمعرفة كاملة بتضاريس المنطقة، ويعرف أغلب أهل المنطقة، ولديه عناصر سابقة ما زالت تعطيه الولاء الكامل".

ولفت إلى أن جيش اليرموك كان يعد أكبر تشكيل في المنطقة، وله رجال بكل مناطق الجنوب السوري،
وكذلك لعدم قدرة أحمد العودة قائد شباب السنة سابقا، وما يعرف حاليا بقائد الفيلق الخامس الذي يتبع للروس بشكل مباشر، على سيطرته على مناطق كان يحكمها اليرموك.

وقال إن "النظام يستفيد من العداء السابق بين الفصيلين، لتحفيز الكثير من الشبان المنتمين سابقا لجيش اليرموك لتجديد أمجادهم في إعادة السيطرة تحت راية الأمن العسكري السوري في ظاهريا، ولكن الأمر أنه يريد كف نفوذ إيران عن هذه المناطق بطلب أمريكي أردني روسي، وتنفيذ بعض الاغتيالات".

وعن المظاهرات التي خرجت مؤخرا ضد النظام السوري، لا سيما بعد إعادة تمثال لحافظ الأسد إلى درعا الذي سبق أن خلعه المتظاهرون من مكانه خلال صعود الثورة السورية، قال إن "لعماد أبو زريق الدور الأكبر في حدها، مستفيدا من علاقته مع بعض العناصر السابقين".

 

اقرأ أيضا: مظاهرات مفاجئة بدرعا.. "عاشت سوريا ويسقط الأسد" (شاهد)

وأضاف أن ذلك "يندرج تحت بند دعم استقرار الجنوب السوري، من خلال إيجاد قيادات من الجنوب للسيطرة على كل الأمور وعدم خروجها عن السيطرة، وبث الرعب والخوف من خلال التهديدات المتكررة من عماد وعناصره للناس في مناطق المظاهرات".

وخلص إلى أن "قمع المظاهرات بالتأكيد، هي جزء من مهمة أبي زريق في الجنوب السوري".

عودة من الأردن

من جانبه، أفاد الناشط وائل البشير، في حديثه لـ"عربي21"، بأن أبا زريق عاد عبر معبر نصيب الحدودي إلى درعا قادما من الأردن قبل شهر".

وأكد أن عماد أبا زريق، عاد برفقة شقيقه الأصغر "أبو سيدرا" قائد فوج المدفعية، وبتنسيق مسبق مع فرع الأمن العسكري الذي يترأسه لؤي العلي، وفق قوله. 

وكان أبو زريق غادر الجنوب السورية بطريقة غير شرعية إلى الأردن، بعد استيلاء قوات النظام السوري على معبر نصيب الحدودي، بحسب البشير.

وأضاف أن عودة أبي زريق كانت عقب أن سلم العديد من مستودعات السلاح عن طريق قرابته غسان أبو زريق كانت موجودة في إحدى المزارع المحيطة بمعبر نصيب، مشيرا إلى أن تسليم السلاح كان عبارة عن "بادرة حسن نية" من عماد مقابل عودته.

ولفت إلى أن اتفاق عودة أبي زريق وتسليمه قوات يقودها في مناطق النظام، تم بينه وبين شخصيات أردنية وزعيم الأمن العسكري لؤي العلي.

وأكد أن من مهامه التخلص من الناشطين في الجنوب السوري و"المقاومة الشعبية" التي نفذت عددا من العمليات في المنطقة.

 

اقرأ أيضا: ما دلالات المظاهرات التي خرجت ضد الأسد في درعا؟

وأما عن علاقة أبي زريق بقادة الفصائل المصالحة، فقال إنه على علاقة جيدة مع "أبي مرشد البردان وأبي بكر الحسن"، وكلاهما من أهم قادة "فصائل المصالحة" في الريف الغربي والشمالي الغربي من درعا، الذين كانوا من ضمن المعارضة قبل دخول النظام إلى درعا.

وأشار إلى أن النظام السوري، مقيد في بعض مناطق درعا، بالضمانة الروسية لاتفاق التسوية فيها، لذلك لجأ إلى حلول أخرى، مكنته من فرض سيطرته عليها بشكل غير مباشر، من خلال تجنيد أهم قيادات المصالحة، لتعمل صالح أفرعه الأمنية.

وأضاف أن أبا زريق منذ عودته، قام بتنفيذ جولات عدة في أرجاء محافظة درعا، معيدا بناء علاقات مع قادة سابقين في فصائل درعا، لاسيما قادة جيش الثورة، بهدف استقطابهم إلى تشكيله الجديد.

وأكد أن أبا زريق يتواصل أيضا مع قادة سابقين غادروا سوريا، لإقناعهم بالعودة إلى درعا والانضمام لتشكيله.

وكشف عن أن أبا زريق حصل على امتياز من النظام السوري، باستيراد بضائع أجنبية من الأردن، بتنسيق مع أمين جمرك نصيب، وبإعفاء هذه البضائع من الرسوم الجمركية، من أجل تمويل فصيله الجديد.

التعليقات (1)
ناقد لا حاقد
السبت، 30-03-2019 07:55 ص
حثالة الخونة الذين باعو الثورة