صحافة دولية

لماذا أعلن ليندسي غراهام أن الجولان المحتلة تابعة لإسرائيل؟

غراهام تعهد لنتنياهو بإقناع ترامب للاعتراف بـ"الجولان إسرائيلية"- حساب فريدمان على تويتر
غراهام تعهد لنتنياهو بإقناع ترامب للاعتراف بـ"الجولان إسرائيلية"- حساب فريدمان على تويتر

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، تقريرا تحدث فيه عن خلفيات التصريح الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول اعتبار أن الجولان المحتلة ستبقى تابعة للأراضي الإسرائيلية، وذلك في محاولة للحفاظ على منصبه والفوز بولاية أخرى.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام، الذي تجمعه علاقة مقرّبة مع الرئيس دونالد ترامب، يعرف بعباراته المتصنعة واستمتاعه بالفوضى الخطابية والدراما واقتناص الفرص المناسبة للبروز، وخير دليل على دعمه لنتنياهو، تركيزه على موضوع الجولان المحتلة.

وذكر، أن إسرائيل احتلت الجولان السورية خلال حرب الأيام الستة سنة 1967، وفي سنة 1981، تمكن الإسرائيليون من ضم الثلثين الغربيين المحتلين، لكن دون ضم الجولان رسميا لإسرائيل.

 

وفي هذا السياق، أعلن السيناتور ليندسي غراهام، من ساوث كارولينا، أنه جاهز للمساعدة في تغيير هذا الوضع. ويوم 11 آذار/ مارس، وبينما كان في مرتفعات الجولان رفقة نتنياهو والسفير الأمريكي في إسرائيل ديفيد فريدمان، أشار غراهام إلى أن "هذه الأرض لها تاريخ يهودي عريق، ومن وجهة نظر استراتيجية، أنا أقف فوق إحدى أهم الأراضي في إسرائيل".

ووفقا للسيناتور الأمريكي، تعد الجولان المحتلة ضرورية لضمان أمن إسرائيل، الذي يعد بدوره ضروريا لمصالح الولايات المتحدة. وفي هذا الإطار، أعلن غراهام: "لديّ رسالة بسيطة وهي أنني سأعود إلى مجلس الشيوخ الأمريكي، وسأعمل مع السيناتور تيد كروز في محاولة للاعتراف بالجولان باعتبارها جزءا من دولة إسرائيل، لأن التخلي عن هذه الأرض سيكون بمثابة كابوس استراتيجي".

 

اقرأ أيضا: غراهام يتعهد بإقناع ترامب للاعتراف بـ"الجولان إسرائيلية"

وأشار الموقع إلى أنه لم يتم سابقا التطرق إلى أن الجولان ستمنح للإسرائيليين، وطرح هذه المسألة للنقاش قد يمثّل مفاجأة كبيرة للرئيس السوري بشار الأسد. وفي الواقع، تهدف هذه الخطوة إلى مساعدة نتنياهو، الذي يواجه على الأرجح أشد معركة في مسيرته المهنية المليئة بالمشاجرات السياسية الوحشية والمفاجآت.

ولقد وجهت إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي العديد من التهم المتعلقة بالرشوة والاحتيال وانتهاك الثقة، ومن أجل تفادي المثول أمام المحكمة عليه الفوز في الانتخابات. ومن شأن التزام الولايات المتحدة بدعمها لإسرائيل لضم الجولان رسميا "الآن وإلى الأبد" لأراضيها، أن يقوّي علاقات نتنياهو مع أحزاب الاستيطان اليمينية المتطرفة التي يحتاج إلى دعمها من أجل الفوز، ناهيك عن أن هذا الوضع لن يضر بسمعته لدى الكثير من الناخبين الإسرائيليين.

وأورد الموقع، أن نتنياهو اختار الوقت المناسب لتقديم اقتراحه، فالأسد منشغل بتعزيز موقفه وإحكام قبضته من جديد على سوريا. وفي ظل عودة جيشه للسيطرة على الجانب السوري من الجولان، فإن آخر ما يريده الأسد هو خوض معركة مع الإسرائيليين وهو أمر يدركه نتنياهو جيدا. وقد صرّح السيناتور أنه "يؤمن بأن دولة إسرائيل هي شريك استراتيجي للولايات المتحدة، وبالتالي إن بقاءها وازدهارها وأمنها على صلة بالأمن القومي الأمريكي، وكل من يشاطره الرأي سيأتي إلى الجولان".

ولقد دفعت كلمات السيناتور غراهام السفير فريدمان ليكتب في تغريدته أن "الدليل المقنع، يتمحور حول الأهمية الاستراتيجية الحاسمة للسيطرة الإسرائيلية على هذه الأرض، وهو ما سلّط عليه السيناتور غراهام الضوء بشكل مؤثر وحسّ أخلاقي كبير، خلال حديثه". وبعد هذه التغريدة بيوم واحد، أطلق الجيش الإسرائيلي ما أسماه "ملف الجولان" فور إشارة غراهام، وهي مؤامرة جديدة خبيثة تضمنت تسلّل ما يسمى "خلية حزب الله الإرهابية" إلى إحدى القرى السورية.

 

اقرأ أيضا: واشنطن تنزع صفة الاحتلال عن هضبة الجولان السورية

وأوضح الموقع، أنه من الغريب أن يصرح الجيش الإسرائيلي بأن الأسد لم يكن على علم بهذه الخلية الإرهابية التي تهدف إلى مهاجمة إسرائيل. ولكن يبدو أن هذا البيان كاذب، نظرا لأن العلاقة بين حزب الله والأسد وثيقة، فضلا عن حقيقة استعادة جيشه السيطرة على الأراضي السورية. لذلك، يبدو أن هذا الوضع يهدف في الواقع إلى خلق عداء بين الأسد وحزب الله.


وذكر الموقع أن الجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي، عميرام ليفين، غير راض عن الوضع الحالي، حيث صرّح للإذاعة الإسرائيلية بأن هذه العملية كانت حالة أخرى من حالات استخدام الجيش في أغراض سياسية. وأضاف هذا الجنرال: "يمثل هذا الوضع استخداما ساخرا للجيش من أجل إملاء النظام السياسي الحالي، وهذا ليس أمرا جديدا".

ولعل أكثر ما يؤكد تفاقم المسرحية السخيفة التي تجسدت في زيارة غراهام للجولان، عدم إشارة وزارة الخارجية الأمريكية خلال مراجعتها السنوية لحقوق الإنسان إلى أن الجولان "محتلة من قبل إسرائيل"، بل اكتفت بقول إن "مرتفعات الجولان تحت سيطرة إسرائيل".

ونقل الموقع عن أحد المسؤولين بوزارة الخارجية الأمريكية قوله: "نحن نحاول فقط إيجاد الطريقة المناسبة لوصف هذا المكان، وعبارة "الأرض المحتلة" لها معنى قانوني. وبالتالي أظن أن ما حاولوا فعله هو تغيير هذه العبارة إلى مجرد وصف جغرافي". بعبارة أخرى، قد يساعد الابتعاد عن المعنى القانوني للكلمة في تقوية قبضة نتنياهو.

وفي الختام، أورد الموقع أن نتنياهو، وصف كلا من السفير فريدمان والسيناتور غراهام، خلال تواجده في الجولان، بأنهما "اثنان من أعظم أصدقاء إسرائيل"، كما أشاد "بالعديد من الملاحظات القوية للغاية التي تعبر عن دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وهي السياسة المتبعة من قبل الرئيس ترامب، من خلال اتخاذ خطوات ملموسة لإبقاء الجولان تابعة لإسرائيل"، وإبقاء بنيامين نتنياهو خارج المحاكم وفي منصبه لولاية أخرى.

0
التعليقات (0)