سياسة دولية

هل ترغب كاراكاس في أن تلعب أنقرة دور الوسيط لحل أزمتها؟

وقف أردوغان إلى جانب مادورو في الأزمة الأخيرة - جيتي
وقف أردوغان إلى جانب مادورو في الأزمة الأخيرة - جيتي

نشر موقع "فاستنيك كافكاز" الروسي تقريرا تحدث فيه عن التصريح الذي أشار فيه السفير الفنزويلي لدى أنقرة إلى أن بلاده ستكون ممتنة لتركيا في حال لعبت دور الوسيط لحل الأزمة السياسية الحالية في فنزويلا.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الاحتجاجات الجماهيرية في فنزويلا بدأت في العاشر من كانون الثاني/ يناير، بعد أداء الرئيس نيكولاس مادورو اليمين الدستوري ليباشر ولايته الرئاسية الثانية التي فاز بها خلال الانتخابات التي قاطعتها المعارضة. وقد تفاقم التوتر عندما أعلن رئيس الجمعية الوطنية في فنزويلا، خوان غوايدو، أنه الرئيس المؤقت للبلاد يوم 23 كانون الثاني/ يناير. ولقيت هذه الخطوة دعما أمريكيا إلى جانب العديد من الدول الأوروبية وبلدان أمريكا اللاتينية.

ونقل الموقع عن السفير الفنزويلي في أنقرة خوسيه براكو رييس قوله إن "كل ما نريده هو السلام. قدمت تركيا دعما كبيرا لفنزويلا في أوقات الأزمات. سنكون سعداء إذا لعبت تركيا دور الوسيط فهي بلد صادق للغاية. لكن، لست متأكدا من مدى قبول المعارضة لذلك". وأضاف السفير "لا أعرف إن كان ممثلو الطرف الثاني سيجلسون على طاولة المفاوضات، لكن بالنسبة لي الرئيس الفنزويلي المنتخب والوحيد هو نيكولاس مادورو".

وأضاف الموقع أن السفير الفنزويلي في أنقرة انتقد التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لفنزويلا، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يحاولون تقسيم الجيش الفنزويلي وتقويض الاستقرار". وأورد السفير أن "مادورو واجه ضغوطا اقتصادية شديدة بعد إعادة انتخابه. وتستخدم الولايات المتحدة أساليب غير قانونية وتدعم حكومة موازية".

أشار الموقع إلى أن مادورو يصر على أنه ضحية انقلاب نظمته الولايات المتحدة في خضم مواجهة البلاد لأزمة اقتصادية وإنسانية متفاقمة. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن التدخل العسكري من أفضل الخيارات المطروحة لحل الأزمة. وحسب رييس، تسعى السلطات الفنزويلية إلى ضمان استقلال البلاد الاقتصادي وعائدات النفط من أجل مصلحة شعبها. لكن الانخفاض المتعمد في أسعار النفط أدى إلى انهيار الاقتصاد الفنزويلي، ما تسبب في خسارة كاراكاس لما يقرب من 359 مليار دولار منذ بدء تنفيذ العقوبات الأمريكية.

 حسب صندوق النقد الدولي، تعاني فنزويلا من نقص حاد في الغذاء والدواء، ناهيك عن أن أعلى معدل تضخم في العالم سُجل في فنزويلا. ومع ذلك، يحظى مادورو اليوم بدعم تركيا وإيران والصين وروسيا.

وأورد الموقع أنه في وقت سابق، صرحت الممثلة الرسمية لوزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بأنه "حتى بعد رفض العديد من دول أمريكا اللاتينية (من بينهم حلفاء الولايات المتحدة) الخطط العسكرية الأمريكية ضد فنزويلا، لا تنوي واشنطن محو مسألة الغزو العسكري من جدول أعمالها. وظهرت معلومات تفيد بإنشاء تحالف من أجل تغيير النظام في فنزويلا. وفي الآونة الأخيرة، تكررت الرحلات الجوية لوكالة الاستخبارات الأمريكية بالقرب من الحدود الفنزويلية".

وأكد الموقع أنه يجري في الأثناء وضع الخطة "ب"، وهي خطة معروفة بالنسبة للعديد من الدول. ووفقا لهذه الخطة، تعتمد بعض الدول على تدريب جماعات مسلحة غير شرعية ونقلها إلى فنزويلا للقيام بأعمال وأنشطة تخريبية، وفي وقت لاحق إنشاء مراكز للمقاومة؛ مما قد يؤدي إلى إغراق البلاد في صراع مسلح داخلي واسع النطاق.

 

اقرأ أيضا: غوايدو يحرّض ضد مادورو ويدعو أوروبا إلى تكثيف العقوبات

ونوه الموقع بأنه سيكون من الصعب في هذه الحالة التنبؤ بحجم تبعات الهجرة الناتجة عن تنفيذ مثل هذا السيناريو. وسيكون من الجيد التفكير في الدول التي من المحتمل أن تسمح بتدريب المقاتلين وتخزين الأسلحة على أراضيها. وستنطلق واشنطن في عقد المؤتمرات الدولية لحل مشكلة تدفق الهجرة في أمريكا اللاتينية وإنقاذ المنطقة من حالة الفوضى.

ومن الواضح أن الأعمال التخريبية قد بدأت بالفعل. وتحدثت القيادة البوليفارية عن خطط معارضة راديكالية (مسلحة، متطرفة) بدعم خارجي لتنظيم عمليات تخريب على الأراضي الفنزويلية باستخدام مجموعات من المرتزقة، قد تضم جنود فنزويليين منفيين أو مهجرين.

وذكر الموقع أن البلاد شهدت في الآونة الأخيرة زيادة في عدد الحوادث في مرافق البنية التحتية للطاقة والاتصالات. بالتزامن مع كل ذلك، تستمر العقوبات الأمريكية في التصاعد لتضييق الخناق على اقتصاد فنزويلا في محاولة لفرض حصار مالي كامل على البلاد.

 وفي الختام، أوضح الموقع أن واشنطن تستمر في توجيه التهديدات من خلال فرض ما يسمى بالعقوبات الثانوية من أجل منع المواطنين والمؤسسات غير الأمريكية من التعامل مع حكومة مادورو. وتعتمد خطة واشنطن على جعل أوضاع المواطن في فنزويلا أكثر ترديا وإعاقة جميع آليات الدولة، مما سيؤدي في النهاية إلى حالة من الفوضى والاحتقان. وفي المرحلة الحالية، تتمثل مهمة واشنطن في منع استقرار الوضع السياسي الداخلي في فنزويلا بشتى الطرق الممكنة.

التعليقات (0)

خبر عاجل