علوم وتكنولوجيا

انتقاد لفيسبوك بسبب استخدام هواتف المستخدمين للإعلانات

فيسبوك استخدم بيانات المستخدمين سابقا بشكل غير مشروع- أرشيفية
فيسبوك استخدم بيانات المستخدمين سابقا بشكل غير مشروع- أرشيفية
بدأ موقع "فيسبوك" عام 2011 بطلب أرقام هواتف المستخدمين، لتمكين "المصادقة الثنائية"، وهي ميزة أمان الحساب الشائعة التي ترسل رسالة نصية، عند محاولة تسجيل الدخول.

حتى أن الشبكة الاجتماعية كانت تتطلب استخدام الميزة، من قبل المشرفين على صفحات كبيرة، وإخبارهم بأن عليهم تسليم رقم هاتف، من أجل منع سرقة الصفحة بسهولة، من قبل أي متسلل.

وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في خبر لها إلى أن "فيسبوك"، يواجه انتقادات شديدة، وذلك بعدما تبين أنه يستخدم أرقام المستخدمين، في مجال الاعلانات.

ولفت الخبر إلى أن "فيسبوك" يُتهم بإساءة استخدام ميزة أمنية، من أجل إضعاف خصوصية المستخدم، بعد الكشف بأن الشركة تقوم باستخدام ارقام هواتف المستخدمين، التي قاموا بإدراجها لحماية الحساب، لأغراض أخرى.

وتواجه الشركة الآن انتقادات، بأنه سيكون من الصعب إقناع المستخدمين، باتخاذ إجراءات أمنية ضرورية أخرى، لحماية حساباتهم، خاصة أنهم اكتشفوا بأن الشركة تخون ثقتهم.

وقامت الشركة بعد تمكين ميزة المصادقة الثنائية عبر رقم الهاتف، بإضافة خيار ضمن قائمة الخصوصية، وهو؛ من هي المجموعة التي يسمح المستخدم لها بالبحث عن حسابه، من خلال رقمه، والخيارات المتاحة هي "الجميع" أو "أصدقاء الأصدقاء" أو "الأصدقاء"، لكن لا يوجد خيار حظر خاصية البحث عن المستخدم، من خلال رقمه، وهذا الأمر اغضب المستخدمين ووجهوا بسببه انتقادات للموقع.

وذكرت الصحيفة أن "فيسبوك" تشارك أرقام هواتف مستخدمي تطبيقها الرئيسي، مع تطبيقها الآخر "انستغرام"، وذلك لتشجيع المستخدمين على تحديث ملفاتهم الشخصية، على تطبيقات الشركة الأخرى، إذا كان لديهم رقم هاتف جديد على تطبيق "فيسبوك" الرئيسي.

وقالت الصحيفة أن موقع "Gizmodo" نشر تقريرا في أيلول\سبتمبر الماضي أشار فيه إلى أن "فيسبوك" يستخدم رقم هاتف المستخدم لاستهداف الإعلانات، فمثلا إذا كان النشاط التجاري يحتوي على رقم هاتف لعميل محتمل، يمكنهم تحميله واستهداف هذا العميل باستخدام الاعلانات، حتى لو كان الرقم موجودًا فقط في أنظمة "فيسبوك" بسبب سياسات الأمان.

وأوضحت الصحيفة بأن موجة الانتقادات أُثيرت الأسبوع الماضي، بعد أن عبر "جيرمي بيرج" محرر صفحة موقع " Emojipedia" على "فيسبوك" عن احباطه بعد أن اصرت الشركة على أن يضع رقم هاتف للصفحة.

وقال "بيرج": "كان مطلوبا مني ادخال رقم هاتف لصفحة شركتنا على "فيسبوك"، لكننا أصبنا بالإحباط بسبب انعدام الخصوصية التي نتجت عن ذلك".

وتعليقا على هذا الخبر قال: خبير أمن المعلومات رائد سمور: "للأسف وافق المستخدمون مُرغمين على شروط الاستخدام التي يضعها "فيسبوك"، بالتالي ما دام المستخدم وافق ووقع رقميا على هذه الشروط وغيرها تحت بند "وأخرى"، فأن ما تفعله المنصة بمعلومات المستخدم هو فعل قانوني".

وحول الانتقادات للموقع بسبب استخدام رقم الهاتف، لأغراض الاعلانات، قال سمور لـ"عربي21" إن: هذه الانتقادات ليست في مكانها، فموقع "فيسبوك" هو منصة يتم استخدام مستخدميها كبضاعة، وذلك عبر استغلال المستخدم ومعلوماته الرقمية على المنصة في الترويج للإعلانات".

وأوضح بأنه "التقت ذريعة الموقع بأنه يستخدم الرقم لحماية الحساب مع حاجة المستخدم، فتلاقت الذرائع مع الحاجات، وبالتالي اصبح طلب الرقم يخدم مصالح الشركة".

وأكد في ختام حديثه على أنه "لا خصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لو قالت الشركات بأن هناك تشفير للمعلومات، فالمستخدم وقع ووافق على أن كل ما يقوم به على هذه المنصة تمتلكه الشركة، ولها الحق بإبقاء حساب المستخدم  قائما أو تقوم اعدامه رقميا متى شاءت ".

من ناحية أخرى أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في خبر لها إلى أن شركة "فيسبوك" قررت أخيرا إضافة أداة "Clear History".

وبحسب الصحيفة كشف "ديفيد واينر" المدير المالي لشركة "فيسبوك" ، أن أداة "Clear History" كانت قيد التطوير، ومن المتوقع إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام، على الرغم من عدم إعطاء أي تاريخ محدد.

وأوضحت الصحيفة بأن هذه الأداة تعمل على غرار أدوات الخصوصية في المواقع الأخرى، وتقوم بعمل "مسح المحفوظات" بنفس الطريقة لمسح بيانات المتصفح.

وقال "مارك زوكربيرغ" الرئيس التنفيذي لشركة "فيسبوك": "لديك في متصفح الويب الخاص بك، طريقة بسيطة لمسح ملفات تعريف الارتباط والتاريخ".

وتابع "مارك زوكربيرغ": "الفكرة هي أن الكثير من المواقع تحتاج إلى عمل ملفات تعريف الارتباط، ولكن يجب أن تكون قادرًا على مسح السجل متى شئت، نحن الان نبني أداة مماثلة على "فيسبوك"، وسيكون من السهل التحكم في سجل التصفح على الموقع، مثل الصفحات التي دخلت أو نقرت عليها وما إلى ذلك".

يُذكر بأن "فيسبوك" تعرض لانتقادات شديدة العام الماضي، بعد الكشف عن فضيحة حصول شركة "كامبردج أناليتيكا" على بيانات لملايين المستخدمين بالشبكة الاجتماعية بشكل غير مشروع.
0
التعليقات (0)