صحافة دولية

هكذا غابت السياسية وحضر الاقتصاد بزيارة ابن سلمان للصين

بالنسبة للصين، فإن التعاون الاقتصادي هو كل ما يهم وهو ما يفسر عدم اكتراثها للاختلافات بينها وبين السعودية- جيتي
بالنسبة للصين، فإن التعاون الاقتصادي هو كل ما يهم وهو ما يفسر عدم اكتراثها للاختلافات بينها وبين السعودية- جيتي

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، تقريرا تحدثت فيه عن الزيارة التي أجراها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى الصين، حيث قدم نفسه كشريك استراتيجي جديد للصين في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن بكين التزمت الحياد ورفضت التعليق على قضية خاشقجي، على الرغم من أنها أثارت اهتمام المجتمع الدولي.

 

كما أن بكين تلتزم الحياد فيما يتعلق بعلاقات الرياض المتوترة مع عدة أطراف في المنطقة، على غرار طهران.

وأكدت الصحيفة أن الصين تدرك مدى أهمية التعاون الاقتصادي معها بالنسبة لمحمد بن سلمان.

 

وتكشف الزيارة التي قام بها ولي العهد السعودي إلى الصين، مدى استعداده للتعاون مع الجانب الصيني.

 

وفي الواقع يعتمد بن سلمان على برنامج "رؤية 2030" الطموح لضمان مستقبل المملكة عموما، ومستقبله السياسي بشكل خاص. ولكن لا يمكن تحقيق ذلك بالتعويل فقط على دعم ترامب.

وبغض النظر عن مدى سخاء المقترحات التي توصل إليها ولي العهد مع بكين، فإن المملكة مازالت في علاقتها الاقتصادية مع الصين مجرد "شريك صغير"، الأمر الذي يزعج إلى حد ما ولي العهد.

 

اقرا أيضا : WP: هذه الصفقة دفعت ابن سلمان للتضحية بمسلمي الصين

 

وبالنسبة للصين، فإن التعاون الاقتصادي هو كل ما يهم وهو ما يفسر عدم اكتراثها للاختلافات بينها وبين السعودية، أو للطابع الأخلاقي والأساليب التي يعتمدها محمد بن سلمان لتحقيق أهدافه.

وأضافت الصحيفة أن البنية التحتية لمشروع ولي العهد "رؤية 2030"، تخدم المشروع الضخم "حزام واحد طريق واحد" أو ما يعرف بمبادرة الحزام والطريق، الذي يعمل عليه شي جين بينغ.

 

وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية، ليست فقط ثاني أكبر مصدر للنفط نحو الصين، وإنما هي أيضا سوق ضخمة للأسلحة الصينية ومشاريع البناء والاتصالات.

في السنة الماضية، بلغت قيمة المبادلات التجارية بين الدولتين 63.3 مليار دولار، ومع ذلك تعتقد كل من بكين والرياض أن هذا المعدل ليس الحد الأقصى لحجم التبادل التجاري، ومن الممكن مضاعفة هذا الرقم على الأقل ثلاث مرات.

 

وخلال زيارة بن سلمان الأخيرة للصين، وقّعت بكين وأرامكو السعودية اتفاقية حول بناء مجمع لتكرير النفط والبتروكيماويات في مقاطعة لياونينغ.

وبموجب هذه الاتفاقية، يجب أن يستقبل المجمع وينتج 300 ألف برميل نفط يوميا. ولا يعتبر هذا المجمع المشترك المشروع الوحيد الذي تنوي السعودية وجمهورية الصين الشعبية إنشاءه، وإنما هناك مجالات أخرى للتعاون بينهما.

وأوردت الصحيفة أنه بغض النظر عن محاولات بن سلمان لتجنب القضايا السياسية خلال زيارته للصين، فإن بكين من جهتها اختارت التزام الحياد واكتفت بالتطرق للمسائل الاقتصادية "النظيفة".

 

وقد أوضحت بكين أن المواجهة السعودية الإيرانية شأن خاص بين طهران والرياض. ولا تقف الصين حاليا في صف أي منهما على الرغم من أن طهران تعتبر شريكا اقتصاديا هاما جدا بالنسبة لبكين.

وأضافت الصحيفة أن سعي السعودية لتعزيز التعاون مع الصين، بالتزامن مع نشاطها في باكستان، يثير العديد من التساؤلات في الهند، خاصة أن الرياض لم تكشف عن نواياها بوضوح تجاهها في خضم الأحداث الجارية في المنطقة.

 

ومن جهتها، تتعامل إسلام آباد بحذر مع السعوديين في ظل الأوضاع الراهنة.

 

اقرأ أيضا :  بكين تدافع عن سياسة القمع ضد مسلمي "الإيغور"


وفي الختام، أفادت الصحيفة بأن توتر العلاقات بين الهند وباكستان لا يمثل العثرة الوحيدة التي تقف في طريق خطط الرياض لتعزيز التعاون مع الصين، حتى باعتبارها "شريكا صغيرا".

 

ففي الحقيقة، يمكن أن يؤثر موقف ترامب المتشدد تجاه الصين على علاقات الرياض مع بكين. ومن السابق لأوانه التحدث عن نجاح زيارة ولي العهد السعودي للصين، لكن التعاون الثنائي الاقتصادي مع الصين يعتبر جذابا للغاية بالنسبة للرياض.

التعليقات (0)