ملفات وتقارير

هكذا تعامل الإعلام مع كارثة قطار السيسي وحادثة عهد مرسي

25 قتيلا و 40 مصابا إثر انفجار قطار في محطة مصر- تويتر
25 قتيلا و 40 مصابا إثر انفجار قطار في محطة مصر- تويتر

في الوقت الذي عاش فيه المصريون يوما حزينا إثر فاجعة حرق العشرات وسقوط 25 قتيلا و40 جريحا، لم يوجه إعلام الانقلاب كلمة لوم واحدة لرئيس سلطته عبدالفتاح السيسي، رغم تقصيره ورفضه السابق لتطوير منظومة السكة الحديد، فيما أهان ذات الإعلام الرئيس محمد مرسي إثر حادث قطار واتهمه بالفشل وطالبه بالتنحي.

وتداول نشطاء فيديو مصور للسيسي إثر وفاة 49 مصريا وإصابة أكثر من 140 بتصادم قطارين بالإسكندرية في مايو/أيار 2017، يعلن رفضه منح وزارة النقل 10 مليارات جنيه لتطوير السكة الحديد وتفضيله وضع المبلغ بالبنك والحصول على فائدة 2مليار جنيه سنويا.

 

وإثر حادث قطار البحيرة في آذار/ مارس 2018، قال السيسي: "تطوير السكة الحديد يحتاج من 200 لـ250 مليار جنيه"، زاعما عدم وجود ذلك المبلغ.

 

اقرأ أيضا: حوادث القطارات في مصر.. نزيف مستمر (إنفوغرافك)

ودافعت أذرع النظام الإعلامية عن السيسي، واتهمت فضائيات المعارضة بتزييف فيديو حديثه عن السكة الحديد، حيث خرجت معظم المواقع بعناوين متشابهة، منها "اليوم السابع" التي كتبت: "منصات الإخوان الإرهابية تحرف فيديو للرئيس السيسي لتشكيك المصريين"، فيما اتهم برنامج "كل يوم"، بفضائية "ON E"، الإخوان باقتطاع الفيديو لتشويه السيسي.

 


وكال الإعلام الاتهامات لجماعة الإخوان وتحميلها سبب الحادث، بدلا من النظام، واتهم الإعلامي نشأت الديهي، السائق بأنه "تربية الإخوان".

 


وظهرت بموقع الحادث سيدة معروفة بتأييدها للسيسي وظهورها عبر الفضائيات لتكيل الاتهامات للإرهاب والإخوان وقطر وتركيا محملة إياهم سبب الكارثة.

 

 

 


وبدفاعه عن السيسي، تواصل الإعلامي أحمد موسى، مع المتحدث باسم مجلس الوزراء، نادر سعد، الذي أكد أنه تم تخصيص 56 مليار جنيه لتطوير السكك الحديدية من عام 2014 وحتى 2020، نافيا تقصير السيسي وحكومته.



وبدا الإعلامي عمرو أديب، بلا أية انفعالات كما نراه عبر الشاشة ليقول عبر "تويتر"، "البلد كلها رايحه تتبرع بالدم هي دي مصر وهما دول المصريين نلحق الناس ونقف جنب بعض الأول وبعد كده نقعد نتحاسب"، مضيفا: "أغلب الأحيان الإهمال أشرس من الإرهاب"، دون أن يوجه إشارة لوم للسيسي ولا حكومته مرجعا الكارثة للإهمال ولم ينسى أن يذكرنا بالإرهاب.

 

 

 

 

 


وترحم الإعلامي، مصطفى بكري، الذي يقدم برنامجا إعلاميا يومي الخميس والجمعة، على الضحايا وذكر أعداد القتلى والمصابين وتوجيه النيابة بالتحقيق، دون توجيه أي لوم للنظام.

 

 

 

 

 

 



واكتفى الإعلامي إبراهيم عيسى، الذي طالما كال الاتهامات لجماعة الإخوان وللرئيس مرسي، بتعليق من 5 كلمات قائلا: "مصر التي في محطة مصر"، دون توجيه أية اتهام للسلطات.

وبالمقابل وفي عام 2012، وعند وقوع حادثة أتوبيس وقطار أسيوط بعهد الرئيس مرسي، توجهت سهام النقد له عبر الإعلام، وقال يومها عمرو أديب "هذا فشل؛ الطفل عندك أرخص من الموبايل، 5 آلاف جنيه ياكافر، ولا مال الدنيا يعوضه".

 

وفي الوقت الذي استضاف فيه الإعلامي وائل الابراشي، سائق القطار الموقوف ليلة الأربعاء، لم يوجه أية انتقادات للسيسي، فيما كان وصف حكومة هشام قنديل إثر حادث أسيوط بأنها "تمص دماء المصريين، ومرسي والإخوان قتلة الأطفال".

 



وبينما لم تعلق الإعلامية لميس الحديدي، التي منعها النظام من الظهور الإعلامي على حادث أمس بكلمة واحدة عبر صفحتها بـ"تويتر"، أعاد نشطاء نشر كلمتها الشهيرة بانتقاد مرسي، وقولها: "تقيلة عليك الشيلة يادكتور مرسي متشيلشي، تقيلة عليك الشيلة يادكتور قنديل متشيلشي".

 


وكان الإعلامي يوسف الحسيني، الذي تم منعه من الظهور إعلاميا وأغلق حسابه بـ"تويتر"، في 2018، قال للرئيس مرسي: "دم إللي ماتوا في رقبتك يامرسي، انت فاشل في إدارة البلد وحكومتك فاشلة ياجماعة فاشلة"، بينما لم يوجه أي نقد للسيسي.

وبينما قال الإعلامي محمود سعد العائد مؤخرا بعد منعه لتقديم البرامج الاجتماعية، للرئيس مرسي، "لو أولادي الخمسة ماتوا بحادث قطار أسيوط كنت جبت طبنجة وضربت رئيس الوزراء بالنار"، إلا أنه لم ينتقد السيسي عبر صفحته بتويتر، بينما لم يحل موعد برنامجه الأسبوعي بعد.

دمى يحركها الأمن

وحول تناقض الإعلام وتغير موقفه بنفس القضية مع السيسي عنه مع مرسي، قال الخبير الإعلامي محمود جعفر: "من الصعب القول أن بمصر إعلام مهني بالمعنى المتعارف عليه"، موضحا أن "ما لدينا أبواق دعائية تمارس كل أنواع الكذب والتضليل لخدمة شخص".

جعفر، أكد لـ"عربي21"، أن "مهمة الإعلام الأساسية نقل الحقيقة"، مشددا على أن "ما يحدث بمصر عكس ذلك تماما"، متهما الإعلام بطمس الحقيقة، واصفا القائمين على الإعلام بأنهم "دمى وعرائس مشدودة بخيوط تمسك بها السلطات الأمنية بكافة أنواعها وتحركها كيفما تشاء".

 

اقرأ أيضا: هل يستغل السيسي حادث قطار محطة مصر لبيع سكة الحديد؟

ويرى الإعلامي المصري، أنه "لا يوجد تناقض بين ما قامت به هذه الدمى ضد الرئيس مرسي وما تقوم به الآن؛ لأن من يحركها نفس القوى الأمنية التي خططت ونفذت للانقلاب".

من جانبه قال مدير المرصد العربي لحرية الإعلام، قطب العربي: "شهد عهد مرسي حرية إعلام واسعة جدا سمحت لمنتقديه ومناوئيه بالتعبير عن أرائهم وحتى سبه وقذفه دون خشية المساءلة، وكان كل منهم يفرغ شحنة غضبه ثم يعود لبيته آمنا، ومن ذلك تحميلهم مرسي مسؤولية حادث القطار".

العربي، أضاف لـ"عربي21": "أما الآن فقد أصبحت الصحافة والتعبير عن الرأي جريمة يقتل صاحبها ويزج به بالسجون ويطارد بالمنافي، كما تسيطر المخابرات تماما على وسائل الإعلام الخاصة التي كانت تتمتع باستقلالية من قبل".

وأوضح أنه "ولذا وجدنا هذا التعامي عن نقل الكارثة فور وقوعها، ثم محاولات التخفيف منها بعد ذلك، وتبرئة السلطة الحاكمة ووضع التهمة برقبة سائق القطار، والتضحية بوزير النقل، وسيظل الحال على ذلك طالما استمر المناخ القمعي".

وعبر "تويتر"، انتقد الشاعر عبدالرحمن يوسف، إعلام النظام بقوله: "‏كل الإعلاميين الذين يشاركون الآن بجريمة تبرير المأساة (الملهاة) سيدفعون ثمنا غاليا قريبا"، متسائلا: "كيف تمارسون هذه الحقارة على جثث الأبرياء المتفحمة؟".

 

 

 


وانتقدت المطربة ياسمين علي، القنوات المصرية لعدم إعلانها الحداد ومواصلتها تقديم الأغاني.

 

 

 

 

التعليقات (0)