صحافة دولية

وول ستريت: لماذا لا يعد لحم الحلال منتجا عضويا؟

وول ستريت: طريقة الذبح الإسلامية لا تتماشى مع قواعد حقوق الحيوانات للاتحاد الأوروبي- جيتي
وول ستريت: طريقة الذبح الإسلامية لا تتماشى مع قواعد حقوق الحيوانات للاتحاد الأوروبي- جيتي

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا لمراسلتها فالانتينا بوب، تقول فيه إن محكمة العدل الأوروبية حكمت هذا الأسبوع بأنه لا يصح وصف اللحم المذبوح على الطريقة الإسلامية بأنه منتج "عضوي".

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السبب في ذلك يعود لكون طريقة الذبح الإسلامية لا تتماشى مع قواعد حقوق الحيوانات للاتحاد الأوروبي، لافتا إلى أن هذا الحكم، الذي هو عكس القوانين في أمريكا، يسري أيضا على لحوم "الكوشر" المذبوحة على الطريقة اليهودية.

 

وتنقل بوب عن مؤسس شركة "بيونور" التي تنتج لحوم الأبقار "العضوية"، التي حاربتها مجموعات حقوق الحيوان الفرنسية على مدى عشر سنوات، انتهت بها في محكمة العدل الأوروبية، الحاج خليل، قوله: "يمكنني أن أفهم مطالبة معارضينا بحماية حقوق الحيوان، لكن ما لا أفهمه هو تقديم الحيوانات على البشر.. وما يعنيه هذا الحكم هو أنه لا يمكنك أن تكون مسلما أو يهوديا وتأكل لحوما عضوية".

 

وتفيد الصحيفة بأن كبير المستشارين في المحكمة نشر رأيا يقول فيه بأنه يجب عدم الاعتراف بنظام تبن إسلامي غير رسمي يدعى الكفالة في الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه يتوقع البت في المحاكم في قضية زوجين تبنيا طفلا من الجزائر بموجب هذا النظام في وقت لاحق من هذا العام. 

 

ويلفت التقرير إلى أنه من بين سكان أوروبا، الذين بلغ عددهم 500 مليون شخص عام 2016، فإن عدد المسلمين وصل إلى 25.8 مليون، بعد أن كان العدد 19.5 مليون عام 2010، بحسب مركز بيو للأبحاث. 

 

وتورد الكاتبة نقلا عن المحاضرة في جامعة سيتي في لندن سارة سلفستري، قولها إن هذا التحول الديمغرافي تضاف إليه السلطات المتنامية للاتحاد الأوروبي بخصوص حقوق الإنسان، دفعا نحو ازدياد في القضايا المتعلقة بالدين.

 

وتذكر الصحيفة أن محكمة العدل الأوروبية وافقت على حكم في عام 2017، يمنح أصحاب الأعمال حقا في منع الحجاب في العمل، عقب قضية رفعتها سيدات في فرنسا وبلجيكا، بعد أن طردن من العمل بسبب قرارهن ارتداء الحجاب. 

 

وينوه التقرير إلى أن المحكمة العليا الأمريكية توصلت إلى استنتاج مختلف في حالة مشابهة، فحكمت بأن شركة "أبركومبي أند فيتش" لبيع الملابس أخطأت بحرمان امرأة مسلمة من العمل معها بسبب ارتدائها الحجاب.

 

وتقول بوب إن قرار المحكمة الأوروبية يوم الثلاثاء يختلف عما توصلت له السلطات الأمريكية في عام 2017، عندما حكمت وزارة الزراعة بأنه يمكن لمنتجي اللحم الحلال والكوشر وصفه بأنه منتج "عضوي" إن انطبقت عليه المواصفات المتعلقة بالمنتجات العضوية.

 

وبحسب الصحيفة، فإنه في كل من أمريكا وأوروبا يجب أن يتم صعق الحيوان بالكهرباء قبل الذبح، وهي خطوة يقصد منها تخفيف الألم، أما المسالخ المرخصة للذبح الحلال أو الكوشر فهي معفاة من الصعق، لافتة إلى أنه يمكن أن يستخدم هذا الأسلوب في أمريكا لإنتاج لحوم البقر والدجاج دون خسارة صفته بأنه عضوي، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية.

 

ويستدرك التقرير بأن محكمة العدل الأوروبية حكمت بأن "قوانين الاتحاد الأوروبي لا تسمح بوضع شعار الإنتاج العضوي الخاص بالاتحاد الأوروبي على المنتجات الناتجة من حيوانات تم ذبحها بحسب تعاليم دينية دون خضوعها أولا للصعق".

 

وتشير الكاتبة إلى أنه تم منع الذبح الديني في عدة دول أوروبية، خاصة الدول الإسكندنافية، ومؤخرا في بلجيكا، حيث سيدخل المنع حيز التنفيذ هذا العام ما لم تنقضه المحاكم الوطنية.

 

وتنقل الصحيفة عن رئيس لجنة التنسيق للمنظمات اليهودية في بلجيكا، يوهان بنيزري، قوله إنه سعيد بأن المحكمة حكمت بقانونية مسالخ الكوشر والحلال. 

 

وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن بنيزري أردف قائلا: "لكن الحكم يبعث برسالة سيئة جدا تشير إلى أن أسلوبنا في الذبح أقل إنسانية.. وهذا سيخلق قضايا كبيرة تتعلق بالوصول إلى السوق، وستكون هناك تداعيات لم يتم التفكير فيها بشكل جيد".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)