طب وصحة

افتتاح عيادة للتنفيس عن الغضب بإندونيسيا.. تعرف عليها

ثلاث شابات يتحضّرن للتنفيس عن عضبهن في عيادة "تمبر كلينيك" في جاكرتا في 26 كانون الثاني/يناير 2019
ثلاث شابات يتحضّرن للتنفيس عن عضبهن في عيادة "تمبر كلينيك" في جاكرتا في 26 كانون الثاني/يناير 2019

تنظر ثلاث نساء مسلحات بمطارق وهن يضعن معدات وقاية إلى الزجاجات التي سيحطمنها في "عيادة" من نوع آخر في جاكرتا يأتي إليها الزبائن للتنفيس عن غضب عارم.

 

دفعت كلّ من تانغون وصديقتيها 125 ألف روبية (قرابة الـ9 دولارات) لتفجير غضبهن خلال نصف ساعة في هذه العيادة المعروفة باسم "تمبر كلينيك" أو "عيادة الغضب".

 

وفي مقابل كلفة أعلى بقليل، يتيح هذا المركز الواقع في قلب العاصمة الإندونيسية لزبائنه تحطيم أجهزة تلفاز قديمة وآلات طبع لتفريج الغمّ.

 

وتقول غينتا قالبو تانغون وهي طالبة في العشرين من العمر: "أشعر بالارتياح. كنت أكبت كلّ هذه الهموم لكنني نفّست عنها عندما فجّرت هذه الزجاجات".

 

وفي قاعة مخصصة لفورات الانفعال هذه، تذكّر جملة معلّقة في موقع الزبائن تقول: "كبت الغضب هو بمثابة شرب السمّ وانتظار موت شخص آخر".

 

والهدف من مجيء الطالبة علية ديوايانتي سينوجي إلى هذه "العيادة" بسيط ألا وهو التنفيس عن غضبها من انقضاء العطلة الدراسية بهذه السرعة.

 

رفع مستوى الأدرينالين 

 

وتقول الشابة: "انتهت العطلة. وكانت قصيرة جدا! ولست مستعدة للعودة إلى مقاعد الدراسة"، مشددة على نجاح هذه التجربة "الظريفة التي رفعت مستوى الأدرينالين".

 

وفتح هذا المركز الصيف الماضي في حيّ راق من العاصمة الإندونيسية.

 

وقد خطرت هذه الفكرة على بال مؤسسه ماساغوس يوسف البر بعد أن رأى عيادة من هذا النوع خلال سفرة له إلى الخارج. وتتواجد مراكز مماثلة خصوصا في اليابان وسنغافورة والولايات المتحدة والصين، فضلا عن بعض العواصم الأوروبية.

 

وتلقى هذه المشاريع رواجا متزايدا في آسيا. وكان الرهان يقضي بتوفير خدمة مماثلة في إندونيسيا التي يعدّ سكانها من الأكثر سعادة والأقلّ ضغطا في العالم بحسب التصنيفات الدولية.

 

ويقرّ صاحب المشروع بأن فكرة من هذا القبيل ما كانت لتلقى نجاحا كبيرا في بالي أو سومطرة حيث السكان أكثر "هدوءا" وسط الأدغال.

 

ليس للجميع 

 

لكن الوضع مختلف بعض الشيء في جاكرتا، هذه المدينة الكبرى التي تضمّ 10 ملايين نسمة والمعروفة بزحمات السير الخانقة فيها حيث يمضي السكان ساعات عدّة في اليوم عالقين على الطرقات.

 

ويقول ماساغوس يوسف البر في تصريحات لوكالة فرانس فرانس: "من شبه المستحيل الوصول على الموعد مساء الجمعة. وقد علقت صديقتي في زحمة خانقة في إحدى الليالي لدرجة أنها بدأت بالبكاء".

 

أضف إلى ذلك ازدياد التنافسية في كلّ من المؤسسات التعليمية وسوق العمل، بحسب هذا الأخير الذي يلفت إلى أن تحطيم الأشياء يساعد الزبائن على التخلّص من امتعاضهم و"يفرّج الغمّ عنهم".

 

غير أن بعض الخبراء لا يشاركونه الرأي ولا يوصون بهذا النوع من الممارسات. وتقول عالمة النفس ليزا مارييلي دغابري من جاكرتا: "لا أشجّع المرضى على تحطيم الأشياء عموما كي لا تتحوّل هذه الممارسات إلى عادة". وتردف: "لا بدّ من أن يعرف المرء كيف يتعايش مع غضبه ويسيطر عليه".

التعليقات (0)