ملفات وتقارير

جدل وانقسامات ببرلمان تونس حول "الهوية العربية الإسلامية"

مشروع قانون المحاضن وتحديدا البند الثالث كانت قد تعهدت به لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية في البرلمان بشكل توافقي- عربي21
مشروع قانون المحاضن وتحديدا البند الثالث كانت قد تعهدت به لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية في البرلمان بشكل توافقي- عربي21

أثارت عبارة "تأصيل الناشئة في هويتهم العربية الإسلامية"، موجة جدل بين الكتل البرلمانية في تونس، في أعقاب مناقشة بنود مشروع "قانون المحاضن ورياض الأطفال"، ليتم إسقاط الفصل وإلغاء الجلسة، وسط اتهامات حادة بين النهضة وباقي الكتل البرلمانية.

وصادقت لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية بالبرلمان، في وقت سابق على صيغة توافقية أولية بين الكتل بالتنسيق مع وزارة المرأة والطفولة، تعرف محاضن الأطفال وتحدد أهدافها، غير أنها لم تحظ بموافقة غالبية الكتل خلال جلسة التصويت على المشروع.


وجاء في البند الثالث الذي تم إسقاطه، أنه من بين أهداف رياض الأطفال: "تنشئتهم بالتعاون مع الوسط العائلي على محبة الوطن وثقافة حقوق الإنسان والاحترام المتبادل وقيم التسامح ونبذ العنف والكراهية، والتمييز وتأصيلهم في هويتهم العربية الإسلامية..".

وأوضح النائب عن كتلة النهضة حبيب خذر أن صيغة مشروع قانون المحاضن وتحديدا البند الثالث كانت قد تعهدت بها لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية في البرلمان بشكل توافقي وتم التنصيص على "تأصيل الناشئة في هويتهم العربية الإسلامية".


انسجام مع الدستور


وقال لـ"عربي21" إن كتلته فوجئت خلال الجلسة العامة، باستماتة نواب الائتلاف الوطني، وما تبقى من حزب آفاق تونس، على حذف عبارة الهوية الإسلامية، من البند الثالث للمشروع، ما أدى لإسقاطه وتأجيل التصويت على القانون برمته.


وأضاف: "هذه العبارة لم تكن مسقطة، بل أخذت حرفيا من الفصل 39 من الدستور، ولم تضفها النهضة كما تروج بعض الكتل التي تصر على حذف عبارة الهوية الإسلامية، وتغييرها بالهوية الوطنية أو المدنية".


واتهم خذر، بعض النواب بالـتأثير على وزيرة المرأة ومنعها من عرض مقترحها الكتابي حول مشروع المحاضن الذي وزع على الكتل وحمل توقيعها متضمنا عبارة "الهوية العربية الإسلامية".


توظيف للدين

 
من جانبه، اتهم الأمين العام للتيار الديمقراطي غازي الشواشي في حديثه لـ"عربي21" النهضة بمحاولة خلق صراعات واهية حول الهوية العربية الإسلامية لخدمة حملات انتخابية سابقة لأوانها.


وأضاف: "النهضة لا تفوت أي مناسبة تتعلق بكلمة الإسلام إلا وتريد أن تظهر بمظهر المدافع عن الدين والحامية للهوية العربية الإسلامية".

 

اقرا أيضا : موجة اتهامات لـ"النهضة" مع اقتراب الانتخابات البرلمانية

 

وشدد على أن الدين الإسلامي ليس حكرا على النهضة بل إنه عقيدة مشتركة بين كل التونسيين والنواب بمختلف انتماءاتهم.


وأوضح أن التيار الديمقراطي صوت على مشروع القانون بصياغته الأصلية المتضمنة لعبارة تأصيل الناشئة في هويتهم العربية الإسلامية، متهما صفحات محسوبة على النهضة بمحاولة تشويه نواب التيار الديمقراطي.


اتهامات متبادلة

 
جدل "الهوية العربية الإسلامية" انتقل من أروقة البرلمان إلى صفحات التواصل الاجتماعي للنواب وسط اتهامات متبادلة.

واتهمت النائبة عن حركة النهضة هالة الحامي نواب البرلمان بالتهجم على الحركة، وأردفت في تدوينة لها: "جلّ النواب يتهجّمون على النّهضة لتمسكها بالهوية الإسلامية في تربية الطفل ثم يصوتون على الهوية الوطنية فقط".

وعبرت النائبة عن كتلة "الائتلاف الوطني" هاجر بالشيخ أحمد في تدوينة لها، عن رفضها للتنصيص على بند الهوية الإسلامية في قانون المحاضن. 


وأضافت: "الهوية العربية الإسلامية محفوظة في الدستور وفِي قلوبنا وفي سلوكنا ولا حاجة إلى إقحامها في هذا القانون".

 


وكتبت النائبة عن النهضة حياة عمري: "فصل في قانون محاضن ورياض الأطفال يحدث جدلا في المجلس بسبب الالتزام بدستورنا بإضافة عبارة "تأصيلهم في هويتهم العربية الإسلامية"".

 


من جانبه، اتهم النائب عن حركة الشعب سالم لبيض حركة النهضة بـ"التباكي على الهوية العربية الإسلامية في المجلس، وشن منصاتهم الزرقاء الافتراضية حملة تشويه واسعة ضدهم".


واعتبر في تدوينة له أن النهضة "تستثمر في قضية الهوية في التعبئة الداخلية وشن حملات ازدرائية على منافسيها وخصومها السياسيين".

 

التعليقات (1)
صالح
السبت، 23-02-2019 09:53 ص
البغال العلمانيون يريد بلداننا بلا رائحة ولا طعم كبلاد الواقواق؟؟؟