حقوق وحريات

زوجة وهدان تروي لـ"عربي21" تفاصيل آخر زيارة له قبل إعدامه

رنا جريش: لم نتوقع تنفيذ حكم الإعدام وكان الأمر أشبه بالمستحيل- تويتر
رنا جريش: لم نتوقع تنفيذ حكم الإعدام وكان الأمر أشبه بالمستحيل- تويتر

استهجنت أسرة الشاب أحمد وهدان، نجل عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، محمد طه وهدان، استمرار احتجاز جثمان نجلهم، الذي أعدمته سلطات الانقلاب بمصر منذ صباح الأربعاء الماضي، ورفض تسليمه حتى الآن.

وفي حوار خاص لـ"عربي21" قالت زوجته رنا جريش، إن "قوات الأمن لا تزال ترفض تسليم جثمانه، على الرغم من مرور يومين على الحادث، وفي كل مرة يقولون لنا غدا، وإن لم يكن اليوم الجمعة فسيكون ربما غدا السبت".

ورغم النداءات الدولية والحقوقية المتكررة، فقد نفذت سلطات الانقلاب العسكري في مصر، حكم الإعدام بحق تسعة من رافضي الانقلاب، الأربعاء، بقضية "اغتيال النائب العام"، هشام بركات، ليكون تنفيذ الإعدام هو الثالث لشباب مصريين الشهر الجاري، وللأسبوع الثالث على التوالي.

ونُفِّذ الحكم بحق الشباب التسعة وهم: أحمد طه وهدان، أبو القاسم أحمد، أحمد جمال حجازي، محمود الأحمدي، أبو بكر السيد، عبد الرحمن سليمان، أحمد محمد، أحمد محروس سيد، وإسلام محمد.

 

 

اقرأ أيضا: أسرة أبي بكر تتحدث عن ملابسات إعدامه بمصر.. مات واقفا (صور )

بطاقة تعريفية

وقالت رنا جريش إن أحمد " من مواليد 8 أغسطس/ آب 1988، بمحافظه الإسماعيلية، وهو مهندس مدني، متزوج ولديه طفلة اسمها (ليلى)".

وبشأن طموحه في الحياة أضافت: "كان يحلم أن تكون لديه شركة هندسية، ويحلم أن يكون سببا في إصلاح هذا البلد، ويعمه الخير، وأن تحظى ابنته ليلى بتعليم جيد، وأن يكون لديه أولاد آخرون وأسرة متماسكة وقوية وسعيدة".

وتابعت: "كنا متفقين على أنه عندما يخرج من محنته، إن شاء الله، أن يرزقنا الله بطفل آخر، واتفقنا أن نسميه (سليم) إذا جاء ولدا".

حياة قصيرة

وبشأن صفاته التي كانت تميزه، قالت: "أحمد كان شخصا طيبا جدا جدا، ويحب الخير للناس، ويحب أن يساعد كل الناس، وجميع من التقاه أشاد بشهامته ومواقفه معهم سواء في أفراحهم أو أحزانهم، وجميعهم حزنوا عليه بشدة مع بداية محنته بالسجن".

وأردفت: "أحمد كان خفيف الظل، وشخصا اجتماعيا، ويحب الضحك، والتخفيف من المواقف المؤلمة، وعلى المستوى الأسري كان زوجا حنونا، يحمل كل معاني الرجولة؛ فكان أبا وصديقا وحبيبا قبل أن يكون زوجا".

وتابعت: "عشت معه سبعة شهور فقط رأيت خلالهم كل المعاني الجميلة، وكانت أجمل سبعة شهور في حياتي، رغم أننا كنا نعيش بعيدا عن أهالينا، وأصحابنا، لكن ولم أشعر في مرة من المرات بالضيق أو الضجر، كان دائما معي كصديق وصاحب مخلص، وعوضني عن كل الناس، وعوضني حنانا عن والدي المعتقل منذ خمس سنوات، وكان يقول لي أنت ابنتي وحبيبتي قبل أن تكوني زوجتي".

 

 

اقرأ أيضا: أجواء مؤثرة بتشييع الشبان الذين جرى إعدامهم بمصر (شاهد)

الإعدام خارج الحسابات

وكشفت رنا عن بعض جوانب حياة أحمد، قائلة: "كان يحلم ككل المصريين بحياة كريمة، كنا نريد أن نفعل الكثير من الأشياء التي خططنا لها، لكن لم يسعفنا الوقت حتى أنه لم يشهد ميلاد ابنته، واعتقل وأنا حامل في الشهر الخامس".

مضيفة: "عندما وضعت ليلى كان يحلم بالخروج من السجن من أجل أن يلعب معها ويداعبها ويمنحها الحب والحنان، كان دائما يطلب مني أن أحكي له عن كل شيء عنها، وكان يشعر بالسعادة في كل مرة أحكي له عنها، ويشعر بالسعادة عندما أقول له إنها تشبه أباها".

وأكدت أن أسرته لم تكن تتوقع تنفيذ حكم الإعدام، قائلة: "لم نتوقع تنفيذ حكم الإعدام، كان الأمر أشبه بالمستحيل، رغم الخوف والمخاوف من حدوث أي شيء يغير ما نعتقد به من حين لآخر، ويحول حياتنا لكابوس".

 


 

سنتان على آخر زيارة

وعن آخر زيارة له، أكدت أنها كانت من سنتين "في أول عام في المعتقل زرنا أحمد 4 مرات على فترات متباعدة، ما بين شهرين وأربعة وستة أشهر، وكانت آخر زيارة له يوم 21 فبراير/شباط 2017 أي منذ سنتين، هذه كانت آخر مرة نرى فيها أحمد، وآخر مرة رأى فيها ليلى كان عندها 8 شهور، هي الآن لديها سنتين و8 شهور".

ورغم صدور حكم الإعدام بحق المتهمين، أكدت رنا أن أحمد كان مؤمنا بقضاء الله، قائلة: "لم يخف.. كان يقول إنه سيدخل الجنة إن شاء الله، وأنه ثابت وغير خائف من أي شيء، وقال لي أعلم أنك وليلى في معية الله، وغير قلق أبدا، وكان يؤكد لي أن الله سيعوضنا خيرا على صبرنا فيما ابتلانا به".

التعليقات (1)
فريد الجزائر
السبت، 23-02-2019 02:08 م
تقبله الله من شهداء و نحن على يقين ان الله سينتقم من المجرمبن