علوم وتكنولوجيا

5 اتجاهات للسيارات ذاتية القيادة بـ2019 على الجميع أن يعلم بها

القيادة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي سوف يتم استعمالها في نقل الأشخاص والبضائع
القيادة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي سوف يتم استعمالها في نقل الأشخاص والبضائع
نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على السيارات ذاتية القيادة واتجاهاتها الأساسية للعام 2019، حيث ينتظر أن تكتسح التكنولوجيات الجديدة الطرقات، وتنتشر في مجالات عديدة مثل الشاحنات الثقيلة وخدمات التاكسي، مستفيدة من التقدم الكبير في أبحاث الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه قبل سنوات قليلة كانت فكرة مشاهدة سيارات تقود نفسها بنفسها على الطرقات ضربا من ضروب الجنون أو الخيال العلمي. ولكن بفضل التطورات السريعة التي شهدها مجال التعلم الآلي والتكنولوجيا الذكية في السنوات الأخيرة، فإن تحقق هذا الحلم بات حقيقة.

وأكدت المجلة أن جميع كبار صانعي السيارات في العالم يضخون استثمارات ضخمة في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، وقد شهد العام 2018 العديد من المشاريع النموذجية والتجارب التي تمت على الطرقات السريعة وشوارع المدن.

وأضافت المجلة أنه بنهاية العام 2019، ربما لا نكون جميعنا جالسين في المقعد الخلفي للسيارة بصدد تصفح الفيسبوك، بينما يقوم برنامج آلي بتولي القيادة، ولكننا سنكون أقرب من أي وقت مضى إلى ذلك اليوم.

وعرضت المجلة خمسة توقعات لنماذج من المنتظر أن تشهد انتشارا كبيرا خلال هذا العام.

أوضحت المجلة أن مسار التقدم نحو السيارات المستقلة بالكامل تم تقسيمه إلى خمس مراحل، من المرحلة الأولى التي تشير إلى وظائف مساعدة السائق المنتشرة حاليا في السيارات الجديدة، إلى المستوى الخامس وهو الأعلى، المتمثل في السيارات ذاتية القيادة بالكامل، وهي قادرة على التحرك واتخاذ القرارات داخل الطرقات السريعة وخارجها، دون أي تدخل بشري من أي نوع.

وأشارت المجلة إلى أن سيارات مستوى التطور الخامس لا تزال غير موجودة حاليا، ولكن عديد المصنعين مثل هوندا ورينو وبي إم دبليو وتويوتا أكدوا أنهم يأملون التمكن من البدء بتصنيعها بحلول العام 2020.

شهد العام 2015 تمكن سيارة أودي SQ5 من قطع مسافة 3400 ميل من سان فرانسيسكو إلى نيويورك، ولكن كان هنالك سائق بشري مساعد قام بتولي زمام الأمور خلال العديد من الوضعيات، لأسباب متعلقة بالسلامة.

وأضافت المجلة أنه في نهاية العام 2018، تمكن مهندس سابق في غوغل من إكمال رحلة من الساحل الغربي إلى الشرقي في الولايات المتحدة، على متن سيارة ذاتية القيادة من مستوى التطور الثاني، دون أن يضطر للتدخل في سير السيارة.

وأشارت المجلة إلى أن شركة تيسلا اضطرت في عدة مناسبات لتأجيل تجاربها على هذه التكنولوجيا، بعد أن أعلنت في البداية أنها قادرة على تسيير سيارات ذاتية القيادة في العام 2016، ثم تراجعت معلنة عن وجود مخاوف متعلقة بالسلامة.

وتوقعت المجلة أن الشركة التي ستتمكن من إنهاء رحلة كاملة دون أي مساعدة بشرية على الإطلاق، سوف تحقق مجدا وشهرة كبيرة، ومع احتدام الصراع بين مختلف الشركات لإدخال هذه التكنولوجيا إلى طرقاتنا، فإن 2019 قد يكون العام الذي نشهد فيه الانطلاقة الحقيقية للسيارات ذاتية القيادة.

ذكرت المجلة أن القيادة بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي سوف يتم استعمالها في نقل الأشخاص والبضائع، وينتظر أن تحدث هذه التكنولوجيا ثورة في قطاع الشحن والخدمات اللوجيستية. خاصة أن عمل الشاحنات يكون دائما على طرق مستقيمة وتسهل الملاحة فيها، ولذلك فإن هذا النوع من المركبات هو المرشح الأول لاقتحام مجال التشغيل الآلي.

وأشارت المجلة إلى أن السلامة تعد من الجوانب التي ستشجع على اقتحام هذا المجال، بما أن هنالك قوانين وقيودا صارمة على عدد الساعات التي يمكن لسائقي الشاحنات قضاؤها خلف المقود، نظرا لخطورة الإصابة بالإرهاق وضعف التركيز.

وذكرت المجلة أن العام المقبل سيشهد إطلاق شركة مرسيدس بنز لشاحنات أروكس نصف الآلية، التي سوف تقود نفسها بنفسها فعليا في الطرقات السريعة، فيما ستسمح للبشر بالتدخل والتحكم فيها في المناطق الحضرية، أين تحتاج القيادة إلى أكثر دقة.

وأوضحت المجلة أن أنظمة شاحنات أروكس مصممة للاستخدام في قوافل من الشاحنات، حيث يقود الإنسان الشاحنة الموجودة في المقدمة، وتسير البقية في أثرها. وستتحرك هذه الشاحنات في رحلات تكون طريقها محددة سلفا.

نبهت المجلة إلى أن من يطمحون في المستقبل إلى امتلاك سيارات ذاتية القيادة خاصة بهم هم في الواقع لا يفهمون ما المغزى من هذه التكنولوجيا. وبحسب العديدين من أبرز المتدخلين في هذا المجال، فإن فائدة هذه الثورة التكنولوجية هو أن الناس لا يجب عليهم امتلاك سيارة أصلا، وتحمل نفقاتها. وستنتشر ظاهرة الاستخدام الجماعي للسيارات وتقاسم نفقات استخدام السيارة الواحدة، وهو الأمر الذي تفكر فيه العديد من الشركات الكبرى التي تطور سيارات ذاتية القيادة.

وذكرت المجلة في هذا السياق أن شركة وايمو التابعة لغوغل أطلقت سيارات تاكسي ذاتية القيادة، بشكل محدود في شوارع مدينة فونيكس في ولاية أريزونا في 2018.

وإذا سارت الأمور كما هو منتظر، فسيتم توسيع نطاق هذه التجربة. كما أن شركات أخرى منها فورد وجنرال موترز وأوبر ينتظر أن تكشف عن خدمات مماثلة في المستقبل القريب. ومن الممكن أن نشهد في 2019 انتشار خدمات التاكسي التي تأتي أمام المنزل دون أن يكون داخلها سائق.

وأوضحت المجلة أنه في الوقت الذي لا تزال فيه السيارات ذاتية القيادة جاهزة بالكامل لاحتلال مكانة السيارات التقليدية التي تتم قيادتها يدويا، فإنه من المؤكد أن 2019 سيشهد إدماج الكثير من التكنولوجيات والتقنيات في هذه السيارات التقليدية.

وفي الختام، بينت المجلة أن بعض تقنيات مساعدة السائق ستنتشر على نطاق واسع، مثل الفرملة الآلية وزيادة السرعة وتكنولوجيا تغيير الحارة التي تسير فيها السيارة. كما أن بعض التقنيات الأخرى ستستفيد من تطور الذكاء الاصطناعي، مثل المساعد الافتراضي، وتقنية الواقع المعزز.

0
التعليقات (0)