سياسة دولية

شركة تصدم الفرنسيين برحلات سياحية لسوريا.. وغضب رسمي

تعرضت مناطق واسعة في العاصمة السورية دمشق لدمار هائل- جيتي
تعرضت مناطق واسعة في العاصمة السورية دمشق لدمار هائل- جيتي

صدمت شركة سفريات فرنسية، المواطنين، بإعلان رحلات سياحية إلى سوريا، البلد الذي يعاني من الدمار والحرب منذ 2011، والأزمات على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية ودمار بالبنية التحتية.

وتعرض شركة السفريات الفرنسية "كليو" على المسافرين التوجّه إلى سوريا، و"الغوص مجددا في تراثها العريق".

 

وتعد هذه الشركة الوحيدة الكبرى في أوروبا التي تعرض رحلات سياحية إلى بلد تنصح الخارجية الفرنسية رعاياها بعدم زيارته.

وتعرض الشركة اعتبارا من نيسان/ أبريل المقبل، رحلات سياحية إلى سوريا لمدة عشرة أيام، وتؤمن للمسافرين حافلات خاصة، وإقامات فندقية، لاكتشاف مدن دمشق واللاذقية على الساحل الشمالي، وتدمر التي تم استعادتها من تنظيم الدولة، وقلعة الحصن في محافظة حمص (وسط البلاد)، وقرية معلولا قرب دمشق.

 

اقرأ أيضا: اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لمناقشة ملف سوريا


وروج نائب مدير عام الشركة جان بيار ريسبو، للرحالات التي تقوم بها شركته، بالقول إن الرحلة "حققت نجاحا فوريا. لقد اكتملت أول مجموعة من عشرين شخصا، ومن المقرر تنظيم خمس رحلات أخرى في الخريف" بكلفة ثلاثة آلاف يورو.

وتقول شركة "كليو" المتخصصة في الرحلات الثقافية أنها تسيّر سنويا رحلات لنحو 15 ألف مسافر.

وفي تصريحاته لأجل استقطاب المزيد من السياح، قال ريسبو: "الأوضاع أصبحت اليوم أكثر استقرارا، البلاد يعمّها الهدوء إلى حد كبير، وقد استعاد النظام القسم الأكبر من أراضيه"، وفق قوله.

 

وأكد ريسبو أن الاحتياطات كافة قد اتّخذت لضمان سلامة المجموعة.

 

وقال: "كل المواقع التي نقترح زيارتها هي مناطق آمنة. نحن لا نذهب إلى مناطق لم تهدأ تماما مثل حلب والفرات" قرب الحدود العراقية، حيث لا تزال تدور معارك مع تنظيم الدولة.

 

وأضاف: "سترافق الشرطة المجموعة في بعض الأحيان".

 

غضب رسمي


لكن وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية تنتقد الشركة، معتبرة أن "وكالة السفريات كليو تعرّض زبائنها لخطر تدركه تمام الإدراك".

وقالت الخارجية  في تصريحات غاضبة، إن "الشركة ستُحمّل المسؤولية في حال حصول سوء. وقد تمّ تحذيرها مرارا عبر مركز الأزمات والدعم التابع للوزارة".

 

السياح عرضة للتحقيق

كذلك، حذّرت الوزارة من أن "الرعايا الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا الذين يدخلون الأراضي السورية هم عرضة للتحقيق في فرنسا، بشأن دوافع إقامتهم في في سوريا، وذلك في إطار مكافحة الإرهاب".

وشدّدت الوزارة على أن "سوريا بلد في حالة حرب"، وهي "تنصح رسميا رعاياها بعدم زيارتها بصرف النظر عن الدافع أو الوجهة. إن خطر حصول اعتداء إرهابي أو خطف لغايات سياسية أو مادية كبير جدا".

تلميع الأسد

 
ونفى ريسبو أن السلطات الفرنسية "تقوم بدورها. إنها تتوخى الحرص، لكنّها لا تتّخذ الاحتياطات نفسها في دول أخرى. فالمشاكل في سوريا ليست أكثر منها في دول أخرى مثل باكستان حيث ننظّم رحلات أيضا".

وأضاف ردا على احتمال توجيه اتهامات معينة للشركة: "هدفنا ليس إعطاء صورة جيدة عن نظام" بشار الأسد.

 

اقرأ أيضا: مصادر: أمريكا تضغط على دول خليجية لمواصلة عزل سوريا


وقال: "ليست هناك جوانب دينية، وليست رحلة جيوسياسية أو عملا قتاليا".

لكن رئيس نقابة شركات السفر (التي تمثّل وكالات السفر الفرنسية) جان بيار ماس، أكد "اقتناعه بأن كليو اتخذت كل الاحتياطات اللازمة لضمان سلامة مسافريها، وعدم تورّطها في ما من شأنه تلميع صورة النظام السوري".

التعليقات (0)