ملفات وتقارير

حقوقيون سعوديون يقرؤون أثر إضراب المعتقلين على مصيرهم

قال المعارض السعودي عبد العزيز المؤيد: "يوجد الكثير من الملفات التي يمكن السير فيها دوليا لإدانة النظام السعودي- سجون سعودية - جيتي
قال المعارض السعودي عبد العزيز المؤيد: "يوجد الكثير من الملفات التي يمكن السير فيها دوليا لإدانة النظام السعودي- سجون سعودية - جيتي

دخل الحقوقي السعودي عبد الله الحامد، أمس الأحد، في إضراب عن الطعام وفق حساب "معتقلي الرأي"، وقال في بيانه إن "إضرابه جاء احتجاجا على سوء المعاملة من قبل السلطات، وللمطالبة بالإفراج عنه، وعن النشطاء الحقوقيين والدعاة في المملكة".


وطالب الحامد في بيانه، السلطات السعودية "بإطلاق سراح جميع نشطاء العمل السلمي والديمقراطي، وكافة أصحاب الرأي والمُعتقلين تعسفيا".


وجاء هذا الإضراب، في وقت تضغط فيه منظمات حقوق الإنسان الدولية، للإفراج عن معتقلي الرأي في السجون السعودية، ما يثير تساؤلات عن تأثيره على وضع السجناء السياسيين بشكل عام.

 

وأشار الناشط الحقوقي والمعارض، عبد العزيز المؤيد، إلى أن "جمعية حسم السعودية لحقوق الإنسان والتي كان عبد الله الحامد أحد مؤسسيها، هي حركة رائدة في المجتمع المدني".


وتابع المؤيد في حديث لـ"عربي21": "تعتبر مطالبات حسم بالإصلاح السياسي والإفراج عن المعتقلين قديمة، ويُحسب لهم أنهم توجهوا للقضاء سابقا ورفعوا قضية على وزير الداخلية آنذاك، بعد توثيقهم لمئات من حالات التعذيب، التي تم تقدميها أيضا للقضاء ضمن ملف الدعوى".


وأوضح بأنهم "على الرغم من دفعهم ثمن نشاطهم الحقوقي إلا أن عملهم كان له أثر كبير"، معتبرا إضرابهم الجديد "حركة ذكية، خاصة أننا نرى الآن تفاعلا داخليا وخارجيا معها، حيث وصل هاشتاق الإضراب للمرتبة الرابعة في السعودية".


وأضاف: "وفي ظل محاولة تشتيت المطالب من قبل السلطات، فإن قيام الحامد والقحطاني المطالبين بالملكية الدستورية، بقيادة الحراك من داخل السجون، فهذا يركز على أساس المشكلة وهي أنها سياسية في النظام السعودي، وبالتأكيد ما يقوم به هؤلاء الابطال سيرفع ملف الاعتقال التعسفي في السعودية ويركز الضوء دوليا على الشأن السعودي".

 

اقرا أيضا :  مشروع قرار برلماني بريطاني يدين اعتقال ناشطات بالسعودية


من جهته قال المعارض والحقوقي يحيى عسيري: "أود توضيح نقطة وهي أن إضراب الحامد هو بصفته الفردية، وليس بصفة جماعية والإضراب لا يمثل حركة حسم إطلاقا، وأن المطالب التي تقدم بها الحامد محقة ولكن ليس مناسبا تقديمها لمحمد بن سلمان".


وتابع عسيري في حديث لـ"عربي21": "تكمن المشكلة بأنه تم عزل الحامد ظلما وعدوانا عن العالم الخارجي من قبل السلطات القمعية، وهو يتصور أن هناك خطوات إصلاحية كما نُقل له، لهذا قام بالإضراب لمطالبة محمد بن سلمان بالإفراج عن المعتقلين، بينما حقيقة لا يوجد هناك أي خطوات اصلاحية يقوم بها، ويجب عدم توجيه مطالب له حاليا، وهذا ما يراه عدد من المعتقلين".


وأشار إلى أن "الإضراب المتقطع كما دعا اليه الحامد، ربما لن يؤثر كثيرا، ولكن إذا كان بصفة جماعية أو من اشخاص آخرين بشكل أكبر، وأن يكون مفتوحا وليس متقطعا، حينها ربما يكون هناك ضغط خارجي متزامن مع الداخلي ويؤدي لتأثير حقيقي".


صدى دولي

 
بدوره أكد المحامي والناشط الحقوقي السعودي المعارض، سلطان العبدلي، على أن هناك "عدداً من المعتقلين دخلوا في الإضراب مساندة للحامد، لكي يوضحوا للعالم من خلال الناشطين في الخارج والحسابات المعتمدة، مثل معتقلي الرأي، أن هذا النظام لم يعد ينصاع عبر الضغط بقضية خاشجقي أو غيرها".


وأضاف العبدلي في حديث لـ"عربي21": "لهذا قرروا أن يكونوا شهداء من السجون، وهذا هو المقصود من هذا الاضراب، وأن يبينوا للعالم أن هذا النظام، لا يتعامل إلا بلغة العجرفة والعنجهية، وأنه يبني ذلك كله على أن لديه أموالا ضخمة يشتري فيها الدول والأنظمة الغربية".


وحول تأثير الإضراب على وضع المعتقلين، وعلى السلطات السعودية، أشار العبدلي إلى أن النظام السعودي "أكثر ما يخشاه هو الإضراب".


وأضاف بهذا الصدد: "مثلا حين أضربت أنا وبعض المعتقلين عن الطعام، تم إجبارنا بالقوة على فكه، بالتالي أي فعل تقوم به المعارضة، سواء في الخارج أو الداخل يعد نافعا، لأن هذا النظام في حال الضغط عليه بالإضراب، أو اي حركة أخرى، سيطلق سراح بعض المعتقلين وعلى الأقل المعروفين، كما حصل بعد استشهاد احمد العماري، حيث قام بعدها مباشرة بإطلاق سراح الشيخ المحيسني، وإمام الحرم صالح آل طالب، ليحاول النظام تخفيف العبء عليه إذا تم الضغط عليه من قبل الناشطين خارجيا وداخليا وذوي النشطاء في الداخل".


وحول تأثير الإضراب على رأي منظمات حقوق الإنسان قال: "هذا العمل سيؤدي لأن تزيد من ضغطها على النظام السعودي، وتكرر مطالبتها هي والأمم المتحدة، كما فعلت سابقا للإفراج عن المعتقلين".


وأوضح بأن "الإضراب يؤثر على النظام السعودي برغم ادعائه أنه ثابت، ولكنه في الحقيقة مهزوز وكما قال الحوالي في كتابه، نحن لا نملك إلا الكلمة، وهذه الكلمة لا يخشى منها إلا أصحاب الكراسي المهزوزة، والعروش المهترئة".


بدوره قال المعارض السعودي عبد العزيز المؤيد: "يوجد الكثير من الملفات التي يمكن السير فيها دوليا لإدانة النظام السعودي، وبالتأكيد ما يقوم به هؤلاء الابطال، سيرفع الملفات وسيدفع المجتمع الدولي للتركيز على الشأن السعودي".

 

اقرا أيضا : واشنطن بوست: يجب مقاطعة الرياض حتى إطلاق المعتقلات


وتابع: "أيضا رأينا سابقا الكثير من التقارير الدولية في الفترة الأخيرة، سواء من المنظمات أو من وسط البرلمان الفرنسي والبريطاني، ممن طالبوا بالتحقيق في الاعتقالات، وسيكون بايرلندا يوم 26 شباط/ فبراير، جلسة استماع في البرلمان، خاصة بوضع المعتقلين في السعودية، وبالتأكيد سيكون الاضراب موجود وحاضر".


من ناحيته قال يحيى عسيري: "إذا تحول الإضراب إلى مفتوح وبمطالب واضحة، ودون توجيهها لابن سلمان، عندها سنرى تحركا دوليا، ولكن إذا كان متقطع ربما لا يلقى استجابة كبيرة من المنظمات الدولية".


وتابع: "وإذا كانت رسالة الإضراب موجهة لابن سلمان أو للسلطة فهي غير مناسبة، ولكنها للأسف تأتي من اشخاص غيبوا عن الساحة بسبب قمع السلطات، ولو أن الحامد خارج السجن ويعلم ما يجري لما وجه رسالة إضرابه لابن سلمان".


رد السلطات

 
وأجمع المعارضون السعوديون على أن رد السلطات السعودية على الإضراب، سيتمثل بتجاهل مطالب المعتقلين، وقال المؤيد: "النظام في الأساس يعذبهم ويسجنهم في الإنفرادي، بالتالي لن يتغير شيء، وسبقى التجاهل هو سيد الموقف إلا إذا حدث ضغط دولي عليه".


وأيده عسيري بالرأي وقال: "السلطات السعودية سوف تتجاهل الإضراب لأنها لا تعبأ بحياة الاشخاص على الاطلاق، ولكن الحامد هدد إذا لم تستجب السلطات لمطالبه سينتقل لإضراب مفتوح، وإذا حدث ذلك، عندها سوف يتم التصعيد من الخارج ويتم الضغط على السعودية لأنه من الشخصيات الهامة ومرشح لجائزة نوبل للسلام".


بدوره قال العبدلي: "اعتدنا على عنجهية النظام دائما، ولكنها كانت سابقا تأتي مترافقة مع الدهاء، لكن عنجهية ابن سلمان تترافق معها قلة الحيلة، لهذا اتوقع أن يقوم بإقالة بعض الضباط الذين عذبوا لجين الهذلول ويدعي عدم معرفته بالأمر".


وختم حديثه بالقول: "لكن إذا لم نر تفاعلا دوليا مع إضراب المعتقلين، سيقوم النظام بالضغط عليهم أكثر عبر السجن الانفرادي وغيرها من الممارسات القمعية، ولكن في حالة الحامد والبعض الآخر لا اتوقع أن يتعرض لتعذيب جسدي، لأنه في الأساس مسن، ويعاني من عدة أمراض، وأي ضغط عليه وعلى الآخرين سيتسبب في وفاتهم".

التعليقات (0)