قضايا وآراء

فيديو وجنس.. وأكاذيب.. أشياء أخرى

هشام عبد الحميد
1300x600
1300x600
أصبح الواقع الثقافي والفني الذي نعيشه في مصر يدعو للرثاء والشفقة والحزن والأسى. لقد أصبح الخاص مشاعا للناس، وأصبحت الفرقعات المرتبطة بالسفور والتجاوزات الأخلاقية، هي الأفيش الأكثر رواجا الذي لا ينازعه أفيش آخر، بل يتضاءل أمامه.

نحن أمام سلسلة من العبث، لا ينتهي، والذي يسلّم بعضه لبعض. فمن فستان فنانة ارتأت الميديا أنه غير مُنضبط ومُنفلت، حيث انتقلت الآراء فيه بين مؤيد ومعارض، إلى أن تبعه فيديو لاعتذار الفنان و.. و..

ما كادت هذه الزوبعة تنتهي حتى ظهر فيديو يعلم عنه الكثيرون وشاهدوه منذ سنة ونيف. فجأة أصبح حديث الموسم، وحديث مواقع التواصل الاجتماعي حول استغلال جنسي لفنانتين ناشئتين، وأصبحت مسألة شديدة الخصوصية مشاعا.. وانصرف الناس عما هو أهم، ليتابعوا القضية، ويتباكوا على انحطاط الأخلاق واختلاط الحابل بالنابل للمتهم والبريء.

غرق المجتمع بأكمله في فيديو البنتين وما حواه من رقص إباحي، واختُلقت الأكاذيب والقصص عن الوسط الفني، وأصبح الجميع مدانا.

وهنا أطرح بعض الأسئلة:

أولا: أنا لا أدافع عما حدث فهذه قضية شخصية.. ولكن أليس من الغريب أن يُثار هذا بعد أن أعلن المخرج عن موقفه السياسي، مُفصحا عن رفضه لتعديل الدستور؟

السؤال الثاني: هل أرادت الجهات المعنية ذبح القطة محذرة الآخرين من التجرؤ على رفض التعديلات الدستورية؟ وهل كان هذا بالاتفاق مع المخرج؟

هل انتهت مشكلات مصرنا الحبيبة، من التلوث إلى الانحدار التعليمي، إلى الغلاء في الأسعار وإلى فساد المنظومة الصحية، لينحصر اهتمام المجتمع بهذه الدرجة بهذا النوع من الأخبار الصفراء؛ هذه الأخبار التي تُساهم بشكل أو بآخر بتدمير قوتنا الناعمة، أعظم ما تمتلكه "مصر أم الدنيا"؟

لا أدري متى يقف هذا العبث، ومتى يتوقف اهتمام المجتمع لفيديو وجنس.. وأكاذيب.. وأشياء أُخرى.
التعليقات (0)