صحفي في BBC يكذّب هجوما كيماويا بسوريا.. والمحطة تعلق

علقت محطة "بي بي سي" البريطانية على ما نشره أحد منتجيها حول فبركة مشاهد هجوم كيماوي في سوريا، في حين احتفت روسيا بهذه التعليقات.

وكان ريام دالاتي، وهو منتج في الشأن السوري في "بي بي سي"، يعلق على تسجيلات فيديو بشأن هجوم كيماوي على مستشفى في دوما، بغوطة دمشق، في 7 نيسان/ أبريل 2018، ما أوقع نحو 150 قتيلا. وتبع أنباء الهجوم الكيماوي؛ قصف صاروخي أمريكي على مواقع للنظام السوري يومي 13 و14 نيسان/ أبريل. وانسحب جيش الإسلام دوما في ذات الشهر، ليُحكم النظام السوري سيطرته على الغوطة الشرقية.

اقرأ أيضا: 150 قتيلا في مجزرة جديدة للنظام بالكيماوي في دوما (شاهد)

وعبر حسابه الموثق بالعلامة الزرقاء في تويتر، كتب دالاتي: "بعد حوالي ستة أشهر من التحقيقات، أستطيع التأكيد أن بدون شك بان مشاهد (هجوم)  مستشفى دوما كانت مفبركة. لم يكن هناك ضحايا في المستشفى. جميع نشطاء منظمة الصحة العالمية والِأشخاص الذين تحدثتُ إليهم إما كانوا في إدلب أو مناطق درع الفرات" في الشمال السوري، مضيفا: "شخص واحد كان في دمشق".

وفي تغريدة أخرى، اتهم دالاتي الذي حوّل بعد تلك التغريدات؛ حسابه إلى "محمي"، حيث لا يستطيع أحد الوصول إلى تغريداته إلا لمن يسمح له، طبيبا "تابعا لجيش الإسلام" بتصوير المشاهد بدلا من "المشاركة في جهود الإنقاذ"، ليعود في تغريدة ثالثة ليتهم النشطاء "باحتكار المشهد هناك"، ولذلك "لا أحد يعرف ماذا جرى"، لكنه قال إن "روسيا ودولة واحدة على الأقل من حلف الناتو تعرف حقيقة ما جرى في المستشفى"، ولذلك ركزت روسيا جهودها على على "تفنيد المشاهد"، لكنها، كما يقول، "لم تتقدم باتجاه مجمع الشقق (المستشفى)، بل قيّدت إمكانية الوصول إلى المكان بعد السيطرة على دوما".

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: بعد 105 صواريخ على سوريا كيف يبدو مستقبل الأسد؟

وختم دالاتي سلسلة تغريداتها باتهام جيش الإسلام بأنه "حكم دوما بقبضة من حديد. لقد وظفوا النشطاء والأطباء والعاملين الإنسانيين بالتخويف والتهديد".

وجاء تعليقات الصحفي في "بي بي سي"، بعد تقرير مطول للباحث جيمس هاركين، مدير مركز الصحافة الاستقصائية والزميل في مركز شورينستين في جامعة هارفاد، ونشره موقع إنترسيبت الأمريكي، أشار فيه هاركين إلى نتائج بحثه المطول متحدثا عن مقابلات عديدة أجراها إلى جانب فحص تسجيلات الفيديو. لكن هاركين أكد وقوع هجوم وأن هناك آثارا للقصف، وإنما تحدث عن "الحقيقة الضائعة" في ظل "بروباغندا الحرب".

Many months in the making, my long read investigation into Douma https://t.co/ExH4Cjf1ax Many thanks to all who helped, and a wonderfully collaborative team of editors and checkers @theintercept

— James Harkin (@James__Harkin) February 9, 2019

وفي انتظار تأكيد النتائج النهائية لتحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، فإن هاركين ودالاتي لم ينفيا وقوع هجوم، وربما كان بغاز الكلور، ولكن ليس السارين، "عدا عن ذلك، فإن كل شي حول الهجوم تمت فبركته للتأثير بشكل أكبر"، كما كتب دالاتي.

بي بي سي ترد

وطلبت "عربي21" تعليقا من "بي بي سي"، عبر مكتبها الصحفي، على ما أدلى به منتجها، ومدى توافقه مع سياسة "الحيادية" للمحطة، وإذا ما كانت تلك التعليقات تمثل المؤسسة، وجاء الرد بأن "بي بي سي بثت ونشرت تغطية مكثفة وعميقة بشأن الهجوم الكيماوي على مستشفى دوما".

وأضاف المكتب الصحفي عبر الإيميل: "المنتج كان يعبر عن آرائه الشخصية حول بعض تسجيلات الفيديو التي ظهرت بعد الحادث، ولم يدّع أن الهجوم لم يقع".

اقرأ أيضا: واشنطن تلمح إلى "إفساد" روسيا أدلة الكيماوي في دوما

روسيا تحتفي

وسارعت روسيا ووسائل إعلامها (مثل روسيا اليوم وسبوتنك) للاحتفاء بتغريدات دالاتي، بل انخرطت السفارة الروسية في لندن بهذا الترحيب، وكتبت على تويتر: "منتج بي بي سي في سوريا يعترف أن هجوم الأسد بالسارين على دوما كان مفبركا"، مضيفة: "أمر لافت أن وسائل الإعلام البريطانية الرئيسية اخترت تجاهل هذا".

.@BBC’s Syria producer @Dalatrm admits “Assad sarine attack in #Douma was staged”. Remarkable that British MSM chose to ignore it. No breaking news, no articles, nothing. pic.twitter.com/aAo7xq3nPQ

— Russian Embassy, UK (@RussianEmbassy) February 14, 2019

اقرأ أيضا: غوتيريش: التحقق من نزع كيماوي الأسد متعذر

اقرا أيضا: ذا أتلانتك: ما هو المنطق الذي يفسّر وحشية الأسد؟