صحافة إسرائيلية

الملك يعلم بالمقابلة.. هذا ما قاله تركي الفيصل لقناة إسرائيلية

الفيصل من كبار الشخصيات المرموقة في العائلة السعودية المالكة
الفيصل من كبار الشخصيات المرموقة في العائلة السعودية المالكة

تواصل القناة الإسرائيلية الـ13 بث حلقاتها من السلسلة الوثائقية "أسرار الخليج"، وتكشف المعلومات المتعلقة بالعلاقات الإسرائيلية الخليجية، وقد عرضت في حلقتها الرابعة قبل ساعات مقابلة حصرية مع الأمير تركي الفيصل، الرئيس الأسبق لجهاز الاستخبارات السعودية.


وقال الفيصل في المقابلة التي أجراها معه المحلل السياسي الإسرائيلي باراك رافيد، وترجمتها "عربي21"، إن "رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يخدع الجمهور الإسرائيلي؛ لأنه لن يحصل دفء في العلاقات السعودية الإسرائيلية قبل إنهاء القضية الفلسطينية".

 

يقول رابيد، الذي أعد هذه السلسلة الوثائقية، إن "الفيصل يعدّ من الشخصيات المؤثرة في العلاقات الإسرائيلية الخليجية، وهو ابن عم ولي العهد السعودي الحالي الأمير محمد بن سلمان".


وأشار الفيصل إلى أن "نتنياهو يضلل الرأي العام الإسرائيلي حين يبلغه أن هناك إمكانية لتسخين العلاقات الإسرائيلية السعودية دون إحداث تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين، نتنياهو يريد تطبيع العلاقات مع السعودية بشكل كامل، ثم في فترة لاحقة يتم حل القضية الفلسطينية، من وجهة النظر السعودية هذا لن يجدي، بل العكس تماما هو المطلوب".

 

وأوضح رابيد أن الفيصل من كبار الشخصيات المرموقة في العائلة السعودية المالكة، وهو ابن أخ الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز، وشغل مواقع حساسة في الدولة السعودية، حيث ترأس جهاز الاستخبارات، وسفير المملكة في بريطانيا.

 

وأكد الفيصل أنه "محظور على الإسرائيليين أن يتم تضليلهم، والتفكير بأنه لا يوجد حل للقضية الفلسطينية، نتنياهو يتحدث بهذا الكلام لأنه يجري في سباق انتخابي".

 

اقرأ أيضا: هجوم على الفيصل لنصحه صحفيا إسرائيليا بالزواج من عربية (شاهد)

وأضاف أنني "لم ألتق بأي إسرائيلي خلال تقلدي للمواقع الرسمية المذكورة؛ لأن إسرائيل لم تبذل الجهد الكافي لتحقيق السلام، لكنه بعد تقاعده من العمل الرسمي التقى الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريس في دافوس على وجبة عشاء، جلسنا على الطاولة ذاتها، ثم عرض علي بيريس الاجتماع سراً، فقلت له إنه لا يوجد في إسرائيل شيء سري".

 

وأشار رابيد إلى أنه "قبل أيام من إجراء مقابلته بالفيصل في لندن، اجتمع الأخير بالملك سلمان في الرياض، وقد أبلغ مسؤولون سعوديون الملك بمسألة لقائي مع القناة التلفزيونية الإسرائيلية، أنا لا أغادر السعودية دون الإبلاغ عن برامجي، أدرك أن ما أقوم به الآن هو العمل الصحيح، يجب علينا إيصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي، وأعرف تماما أن قناتكم التلفزيونية هي إحدى القنوات الأكثر مشاهدة".

 

وأكد رابيد أن "الفيصل أجرى المقابلة كإنسان عادي مستقل، لا يتقلد أي مسؤولية رسمية، لكن من الواضح أنه أتى إليها، وقد أحضر معه رسالة الملك السعودي التي يريد للجمهور الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية أن يسمعاها".

 

وأكد أن "الموقف الرسمي السعودي من السلام مع إسرائيل يستند للمبادرة العربية للسلام التي أعلنها الأمير عبد الله في حينه عام 2002، وتنص على انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة مقابل الاعتراف بها، والتطبيع معها، لكن منذ اليوم الأول لم ترد إسرائيل على مبادرتنا للسلام، مع أنه من خلال شراكة بين العقل الإسرائيلي والمال السعودي يمكننا الوصول بعيدا لو تحقق السلام".

 

وأضاف أن "إسرائيل تتجاهل كل الجهود التي تبذلها السعودية لصنع السلام، وتتوقع أن تمد السعودية لها اليد، وتشرعا في برامج ومشاريع المياه والتكنولوجيا، هذا لن يحصل. بين السعودية إسرائيل علاقات تعود لسنوات طويلة، لكن الأمير يلتزم بالرواية الرسمية للمملكة، ويرفض التسليم برواية أن ولي العهد محمد ابن سلمان مستعد لتدفئة العلاقات بن الرياض وتل أبيب أكثر مما كانت عليه القيادة السعودية السابقة".

 

وأوضح أن "ولي العهد ابن سلمان ملتزم بالسياسة السعودية أكثر من التزامه بأمنيات الزعماء الإسرائيليين، فهو يدعم القضية الفلسطينية، وليس هناك فرق بين الملك سلمان وابنه في أي موضوع، لأنه ينفذ ما يطلبه الملك".

 

سأل رابيد عن التقييم السعودي تجاه نتنياهو، فأجاب الفيصل: "إنه سلبي جدا؛ بسبب سياساته الميدانية على الأرض، المواطن السعودي لا يشعر كثيرا بالارتياح تجاهه، ورغم وجود قواسم مشتركة واسعة إسرائيلية سعودية تجاه الملف الإيراني، لكن الأمير تركي يقدم موقفا قاسيا حادا، قائلا إننا لسنا بحاجة لنتنياهو ليعطينا دروسا عن التهديد الإيراني".

 

وأضاف أننا "نرى أفعال الإيرانيين في سوريا والعراق ولبنان والبحرين، وحتى داخل السعودية، إذن لن ننضم إلى نتنياهو ليسجل علينا المزيد من النقاط، لا نحتاج لذلك، ولذلك فإنني أقدم نصيحة لطاقم السلام الخاص بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل عرض صفقة القرن، قائلا: هناك مبادرة السلام العربية، تبنوها، واجعلوها مبادرتكم أنتم".

 

وختم بالقول إنني "أبدو متشائما إزاء تحسن العلاقات السعودية الإسرائيلية خلال أيام حياتي المتبقية، وأنا ابن 73 عاما لا أظن أنني سأرى لقاء يجمع نتنياهو مع الملك السعودي، أو ابنه ولي العهد، لن يحصل هذا قبل حل القضية الفلسطينية، وأنا سأبقى أنتظر مبادرة السلام الإسرائيلية".

 

وختم رابيد مقابلته بالقول إن "الفيصل يدير مركز الدراسات الإسلامية في الرياض، وحلمه أن يصلي في المسجد الأقصى، وهو ينتظر تحقق السلام حتى يأتي إلى المكان الذي لم ير مكانا آخر في قداسته، وبجانب القدسية فهو مكان تاريخي وتراثي".

 

وأشار إلى أن "النبي إبراهيم ليس أبا اليهود فقط، بل أبو العرب، والقدس أريد رؤيتها قبل أن أموت، لكني للأسف لست متفائلا بأن ذلك سيحصل، في القدس يوجد شارع الملك فيصل، هذا المكان الأول الذي سأزوره إن قدر لي أن آتي إلى القدس في يوم ما".

التعليقات (2)
علي الحيفاوي
الخميس، 14-02-2019 11:34 ص
يقول الأمير تركي الفيصل "منذ اليوم الأول لم ترد إسرائيل على مبادرتنا للسلام العربية" وهذا ليس صحيح. فهل نسي الأمير الرد المباشر الذي جاء من قبل رئيس الوزراء شارون في إعطائه الأوامر لإجتياح المدن في الضفة الغربية التي إنسحبت منها إسرائيل، ومحاصرة الشهيد ياسر عرفات في مبنى الرئاسة ودكه بالقنابل؟ إن من أن إسرائيل تريد السلام لا يخدع سوى نفسه، إسرائيل تريد إستسلام العرب فهي لا تفهم سوى لغة القوة وما لم يعيد العرب سياستهم ويواجهوا بصدق وجدية هذا العدو اللدود للعرب والمسلمين وخصوصاً حاميته وداعمته، الولايات المتحدة، التي لولا دعمها له لما استطاعت إسرائيل البقاء عام واحد، لن ينعموا بالأمن والسلام والإستقرار. حان الوقت لمجابهة أمريكا ومطابتها بإتخاذ موقف واضح؛ هل هي مع حق تقرير المصير للشعوب، هل هي مع العدوان والإحتلال والعنصرية أم هي مع القانون الدولي والقرارات الدولية ؟
محمد علي
الخميس، 14-02-2019 10:19 ص
ممثل بارع