قضايا وآراء

فلتسقط المُصالحة ولتعلو مصالح الشعب

حسن العالول
1300x600
1300x600

بما أن المصالحة وصلت لطريق مسدود، وأصبحت صعبة المنال، ومن المُستحيل تحقيقها في ظل التعنت الواضح من طرفي الانقسام، وتمسك كل طرف منهما بشروطه ومصالحه الخاصة التي يسعى لتحقيقها بشتى الوسائل والطُرق، حتى وإن كانت على حساب الشعب المغلوب على أمره، فالأجدر أن نصرخ وبصوتٍ عالٍ: تسقط المُصالحة، ولتذهب للجحيم، فنحن لسنا بحاجة لها، ولا لمُخرجاتها واستحقاقاتها .

قد يكون العنوان صادماً للبعض، لكنها حقيقة واقعة ومُؤلمة، علينا أن نعترف بها، وأن نضغط بكل قوانا ونقول بأننا لا نريد من حماس وفتح المصالحة؛ لأنها وحسب المُعطيات الملموسة لا تُفيدنا بشيء بِقدر ما تخدم أصحابها، فقط نرجو منهم ونتمنى عليهم الجلوس معاً والتوافق على تهدئة أو هُدنة لجولات الردح الإعلامي والتخوين والتشكيك، حتى وإن كانت مُؤقتة فيما بينهم والحوار والنقاش الجاد والبناء؛ من أجل تقديم حلول جذرية لمشاكل وهموم الناس البُسطاء المُحاصرين في غزة، وليس من أجل المُصالحة.

 

السلطة ومن ورائها فتح تسعى للتمكين وبسط نفوذها وسيطرتها على غزة وتستخدم كل أوراق القوة لديها لتحقيق ذلك وهذا من حقها، وحماس تسعى للحفاظ على قوتها الميدانية على الأرض وبنيتها العسكرية التي حققتها وأنجزتها طوال سنوات الانقسام وهذا أيضاً من حقها، لكن ومع تحفظنا على هذه الحقوق نتساءل أين حق الناس ومن منهما يبحث عن حلول عملية تداوي جراحاتهم وترحم عذاباتهم ومعاناتهم جراء الحصار الظالم الذي يستهدفهم دون غيرهم، إن فرض العقوبات من قبل السلطة يؤذي الشعب أكثر من حماس، وتمسك حماس بموقفها وسيطرتها على غزة يُدمر مُقومات الحياة ويُعطل مصالح العِباد.

 إذن المُعضلة ليست في المُصالحة إنما في حقوق الناس المهدورة وحاجاتهم اليومية التي يتلاعب بها الجميع حسب المصالح والأهواء، إن طرفي الانقسام يبحثان عن المكاسب وتسجيل النقاط فقط لا غير، وحتى الفصائل الأخرى تدور في الفلك ذاته بطريقة أو أُخرى، بالتالي الأجدر بهم أن يتناقشوا ويتباحثوا في هموم البشر ولا ضير أن يبقوا متخاصمين، فالسواد الأعظم من الشعب ليسوا من حماس أو فتح .

أكثر من مليوني إنسان يعيشوا في ظروف إنسانية صعبة محرومين من أبسط حقوقهم، الفقر وصل لمُستويات مُخيفة والبطالة حدث ولا حرج والعقول والكفاءات تهرب وتبحث لها عن ملجأ . 
أوَ بعد هذه السنوات هل أدركت الفصائل وفي مقدمتهم فتح وحماس أنهم يعبثون بشعبهم ويتسببوا لهم بالمآسي والويلات؟ أما آن الأوان أن يُفكروا ولو قليلاً بالشعب ! الذي هو الوقود الحقيقي لأي ثورة أو حركة تحرر.

المطلوب من الطرفين اتخاذ إجراءات وقرارات عاجلة دون تأخير أو تسويف والتي من شأنها رفع وطأة الحصار عن كاهل المواطن ودعم صموده، حتى لا نُمسي شعبٌ يبحث عن رغيفِ خبزٍ يقتات منه أو يلهث وراء كُوبونة مُغلفة بالذُل أو يترقب وينتظر حقيبة الدولارات التي تنتقص من هَيبته وكرامته وكِبريائه التي طالما اعتز بهم . 

لا تجعلوا الشعب في مواجهة المجهول وانسداد الأُفق يبحث عن أرضٍ يفترشها وسماءٍ يلتحفها ولكن وللأسف خارج حدود الوطن، قُوتكم الحقيقية ليست في أحزابكم وأُطُركم التنظيمية وتشكيلاتُكم إنما هي في شعبكم، فإن استكان وهان هُنتُم وأصبحتم بلا قيمة أو ثمن.

4
التعليقات (4)
مصري جدا
الأربعاء، 13-02-2019 07:47 م
هل لنا أن نفكر بطريقة مختلفة ،، بعد ان تحول النضال والجهاد من تحرير فلسطين وطرد الاحتلال إلى المصالحة بين الاخوة الأعداء في فتح وحماس ،،، هل مازلنا تراهن على قيادات الفريقين ،،، الرهان على نهج المقاومة هو الأصل ،، لكن ربما بطول المدة وتشابك المصالح أصبحت قيادات فتح وحماس مشكلة ،، فهل يمكن اعادة النظر في هذه المسآلة ،،، انا لست فتحاويا ولا حمساويا ولن أكون فهذا شأن سكان فلسطين ،، لكني في صف المقاومة ضد الاحتلال ،، لذا أرى أن تحرير الفريقين من سلطة قيادات لا تجيد الوفاق والاتفاق وغالبا ما تسيئ تقدير المواقف مسألة تحتاج اعادة نظر ،،، مجرد وجهة نظر ،،
خالد
الأربعاء، 13-02-2019 03:43 م
معاناة الشعب الفلسطيني لها كل الاعتبار من كل إنسان حر في هذا العالم ولكن ليس ابدا لفتح حقوق كما يقول الكاتب في بسط نفوذها علي غزة .... اجزم واؤكد ان لا مصالحة ستحدث بين فتح حماس الي ابد الابدين كيف لحر مقاوم مجاهد في سبيل الله والوطن والأمة ان يتصالح مع أشخاص علي حجور اليهود .....
Adem
الأربعاء، 13-02-2019 02:22 م
مع احترامي لك اعتبر أن وضع المقاومة و السلطة في نفس السلة ظلم كبير لا مجال للمقارنة ما يعانيه الشعب الفلسطيني سببه الاحتلال و من اراد ان يكون وكيله يكفي أن ننظر إلى سياسات السلطة اتجاه القطاع حتى تدرك الكارثة المقاومة رد فعلي على الاحتلال المقاومة رمز فخر و عزة و اعتزاز للأمة ما لم افهمه من السلطة لماذا الإصرار على سلاح المقاومة ماذا تفعل السلطة بسلاحها في الضفة هل الاجهزة الامنية في الضفة أجهزة دولة أم أجهزة فتح ان لم نقل عصابة او وكلاء بالنسبة للشعب الفلسطيني و معاناته اليومية فالقاومة تشارك أبناء شعبها في تلك المعانات بينما يتنعم رجالات السلطة و أبناءهم بأموال الشعب
Anwar Abuharb
الأربعاء، 13-02-2019 01:50 م
احسنت اخي ابو خالد ولكن كنت اتمنى عليك ان تشير الى السبب الرئيسي الذي اوصل شعبنا الى هذا الوضع الكارثي الا وهي اتفاقيات الذل والعار التي تتمثل في اتفاقية اوسلو- النكبة الجديدة