صحافة دولية

لافانغوارديا: "ربيع" السودان يبحث عن قائد

الصحيفة قالت إن القمع أدى إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يخرجون إلى الشارع- جيتي
الصحيفة قالت إن القمع أدى إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يخرجون إلى الشارع- جيتي

نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن رئيس الوزراء السوداني الأسبق، الصادق المهدي، الذي سرعان ما عمل على دعم الاحتجاجات فور عودته من المنفى.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حركة الاحتجاجات في السودان قد استمرت لأكثر من شهر دون توقف، الأمر الذي جعل الرئيس عمر البشير يأخذ المسألة على محمل الجد.

 

وبينت الصحيفة أنه يوم الأحد الماضي، احتج مئات الأشخاص في العاصمة السودانية، الخرطوم، التي امتدت إلى مدينتين أخريين بالقرب من العاصمة. واتخذت التحركات هذه المرة منعرجا جديدا، وذلك من خلال الإعتصامات والتجمعات في الساحات بدلا من المسيرات.

وبحسب منظمات حقوق الإنسان، يعود هذا التغيير إلى مقتل حوالي 45 شخصا خلال المظاهرات، حيث اعترفت الحكومة بمسؤوليتها عن مقتل حوالي 30 شخصا منهم. كما أدى هذا القمع الدموي إلى انخفاض عدد الأشخاص الذين يخرجون إلى الشارع.

وبينت الصحيفة أنه يوم الأحد، فرقت وحدات الشرطة المحتجين باستخدام القنابل المسيلة للدموع في أحد الأحياء شرق العاصمة السودانية، حيث رُددت شعارات من قبيل "الثورة حتى النصر". وفي مدينة أم درمان، التي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل قبالة مدينة الخرطوم، طوقت قوات الأمن ميدان حي العشرة قبل أن يصل إليه المتظاهرون ويضطرون إلى استخدام الهراوات والغازات ضدهم.

 

اقرأ أيضا: احتجاج بجامعة الخرطوم.. والأمن يطلق سراح مريم المهدي (شاهد)

وأضافت الصحيفة أن تجمع المهنيين السودانيين، وهي نقابة غير رسمية، دعا من جديد إلى المظاهرات خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي ظل هذا الوضع، ظهر زعيم آخر في الأفق. ففي يوم الجمعة الماضي، طالب رئيس الحكومة السودانية الأسبق الصادق المهدي، باستقالة عمر البشير حيث صرح قائلا: "يجب إسقاط هذا النظام على الفور، ونحن نؤيد حركة الاحتجاجات هذه، في القريب العاجل ستدخل البلاد في مرحلة انتقالية".

وأكد المهدي أن حزبه، المعروف باسم "حزب الأمة" قد وقع وثيقة مع تجمع المهنيين السودانيين تهدف إلى التغيير وضمان الحريات، داعيا أيضا إلى تنظيم مظاهرات سلمية في السودان وخارجها.

وأبرزت الصحيفة أن اندلاع المظاهرات الأولى لم تكن من قبيل الصدفة، وإنما اندلعت بعد قرار زيادة سعر الخبز وغلاء المعيشة فضلا عن نقص المنتجات الأساسية. وقد بدأت شرارتها الأولى منذ 19 ديسمبر 2018، أي في اليوم الذي عاد فيه الصادق المهدي إلى السودان بعد قضاء سنة في المنفى. وقد واجه المهدي سابقا تهمة التحريض ضد الدولة ونشر الفتنة والأخبار الكاذبة والتجسس، والتي قام المدعي العام بسحبها؛ الأمر الذي مكنه من العودة إلى البلاد.

والجدير بالذكر أن الصادق المهدي، الذي تقلد منصب رئيس الوزراء مرتين في الفترة المتراوحة بين سنتي 1966 و1967 وبين سنتي 1986 و1989، قد أُزيح من منصبه في 30 حزيران/ يونيو من سنة 1989 على خلفية الاطاحة بالتحالف الحكومي من قبل عمر البشير.

وأفادت الصحيفة بأنه منذ ذلك الحين، حاول المهدي التعبير عن معارضته للنظام. وفي كل مرة يعود فيها إلى البلاد، يضطر إلى العودة إلى المنفى، مرورا بأديس أبابا والقاهرة وباريس ولندن، وفي المرة الأخيرة، في مصر، منعته حكومة عبد الفتاح السيسي من الدخول للبلاد وذلك على خلفية حضوره في مؤتمر مجموعات المعارضة في برلين، مما جعله ينتقل إلى لندن.

ونقلت الصحيفة أن عمر البشير سافر الأسبوع الماضي إلى مصر وقطر بحثا عن الدعم، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث قال إن" هناك مشكلة بالفعل في السودان، لكنها ليست بالحجم الذي تدعيه وسائل الإعلام. وهي محاولة للنسج على منوال "الربيع العربي" بنفس الشعارات وباستخدام شبكات التواصل الإجتماعي". في المقابل، تمكن البشير من ضمان دعم الرئيس المصري، الذي يذكره هذا السيناريو بثورة ميدان التحرير.

وأوضحت الصحيفة أن الصادق المهدي يجسد نموذج الإسلام المعتدل لجماعة الإخوان المسلمين. فخلال فترة ولايته الثانية، حكم البلاد بالائتلاف مع عدة أحزاب، كانت إحداها بقيادة صهره حسن الترابي، وهو عضو في جماعة الإخوان المسلمين وواحد من أكثر المفكرين الإسلاميين تأثيرا في السودان.

وأفادت الصحيفة بأن البشير لا يحظى فقط بدعم مصر وإنما أيضا بمساندة قطر، إذ لا ترغب في أن تفقد نفوذها في البلاد، خاصة في ظل الاستثمارات الضخمة التي قامت بها في ميناء سواكن، في البحر الأحمر، بالقرب من مدينة بورتسودان.

 

اقرأ أيضا: "المهنيين السودانيين" يدعو لمسيرات ليلية بالخرطوم وأم درمان

في هذا الصدد، أكد وزير النفط والغاز والمعادن، أزهري عبدالقادر، خلال الأسبوع الماضي أن السودان "تلقى مساعدات من قبل الإمارات العربية المتحدة، كما عرضت عليه روسيا وتركيا المساعدة التي شملت الوقود والقمح وأشياء أخرى".

وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن انفصال جنوب السودان قد حرم السودان تقريبا من ثلثي موارده النفطية، كما أدى سوء إدارة اقتصاد البلاد والفساد إلى كارثة حقيقية.

التعليقات (0)