سياسة عربية

المغرب يكشف موقفه من إيران وحرب اليمن وفتح سفارة بسوريا

قال وزير  الخارجية المغربي إن المغرب قطع علاقته بإيران "عن قناعة" - فيسبوك
قال وزير الخارجية المغربي إن المغرب قطع علاقته بإيران "عن قناعة" - فيسبوك

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، أمس الأربعاء، عن موقف بلاده من حصار قطر، والعلاقات الدبلوماسية مع إيران، والحرب في اليمن، وفتح سفارة المملكة بسوريا.

جاء ذلك خلال استضافة وزير الخارجية المغربية في برنامج "بلا حدود" الذي بثته قناة الجزيرة، مساء أمس الأربعاء. 

العلاقة مع إيران
أكد بوريطة أن العلاقة بين المغرب وإيران هي علاقة متذبذية، لافتا إلى أنه "بعد توافقات وتفاهمات حول كيفية تقوية علاقتنا والحفاظ على الاحترام المتبادل، تظهر أمور تمس بتلك التفاهمات ومصالح المغرب". 

وقال الوزير إن المغرب قطع علاقته بإيران "عن قناعة"، مشددا على أن سياسة العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مبنية على الاستقلال، والدليل اختياره سياسة الحياد في الأزمة الخليجية، مشيرا إلى أن مشاكل الرباط مع طهران "ثنائية بسبب أمور تمس قضية المغرب الأولى وهي الصحراء، وغير مرتبطة بأزمات إيران مع دول أخرى". 

وأوضح وزير الخارجية المغربي أن الأزمة مع إيران بدأت عام 2009 "انطلاقا من تهديداتها ضد البحرين التي اعتبرها المغرب في إطار علاقته الخاصة مع دول الخليج، خطا أحمرا، وبناء على ذلك قطع علاقته مع طهران"، مشيرا إلى أن العلاقات عادت في 2014 بناء على تفاهمات ونقاش وقراءة للماضي، وفق تعبيره.

 

اقرأ أيضاالمغرب يقطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بسبب "البوليساريو"

وسجل "للأسف بعد ذلك لاحظنا أن هناك أمورا تمس بمصالحنا وقضايا حساسة للمغاربة، وخاصة قضية الصحراء". 

وأكد بوريطة أن التوتر الأخير بين البلدين انطلق بـ"الدعم الإعلامي من خلال حزب الله ودعوته أفرادا من البوليساريو إلى اجتماعاته بلبنان، وبعد إلقاء المغرب القبض على شخص مهم في تنظيم حزب الله وتسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم المرور إلى مرحلة أخرى عبر تقديم دعم لوجيستيكي، قبل أن يصلوا إلى تدريبات عسكرية وزيارات أطر أمنية لحزب الله بتنسيق مع سفارة إيران بالجزائر، وذلك بمواعيد وأسماء وتواريخ وأماكن".

بوريطة لفت إلى أن زيارته إلى طهران قبل إعلان المغرب قطع علاقاته معها،كان “بمنطلق الاحترام وثقة المغرب فيما لديه من معطيات، وحتى لا يُساء فهم قرارنا"، مشيرا إلى أنه قدم للمسؤولين الإيرانيين أسماء وأماكن وتواريخ جرت فيها هذه التحركات، كاشفا عن أن أجوبة إيران "لم تكن واضحة"، مضيفا: "وإلى حد الآن لم نسمع منهم أي نفي لوجود علاقة لهم مع جبهة البوليساريو أو إعلانهم عدم الاعترف بها، ولم نسمع منهم أن الجبهة جماعة مسلحة، وأنهم مع سيادة المغرب على صحرائه".

ويرى الوزير أن إيجابات المسؤولين الإيرانيين عن تساؤلات المغرب حينها، "لم تكن في الصميم"، موضحا أن إيران اعتبرت أن حزب الله لا علاقة له بالبوليساريو، وما يقوم به أفراد بسفارتها في الجزائر "ليسو دبلوماسيين ولكن تابعين لتنظيمات معينة، وكل ما كانوا يقولون لنا هو: أعطونا أدلة حول ما تقولون". 

وبخصوص شروط إعادة العلاقة بين البلدين، كشف بوريطة أن المغرب ينطلق من منطلق المصداقية في علاقته بالدول، و"إذا تم الأخذ بتفاهمات فيجب أن تطبق، وإذا تم طي صفحة فيجب طيها فعلا، وإلى حد الآن لم نسمع موقفا واضحا عن علاقة إيران بجبهة البوليساريو". 

 

اقرأ أيضا: المغرب: إيران تدعم "البوليساريو" لتوسيع هيمنتها بأفريقيا

وأبرز المسؤول الدبلوماسي المغربي، أن الموقف الرسمي للجمهورية اللبنانية حول قضية الصحراء كان موقفا إيجابيا، مشيرا إلى أن وزير الخارجية اللبناني عبَّر عن موقف لبنان الثابت من دعم سيادة المغرب على صحرائه، وأنهم ضد أي شيء يمس المغرب، حسب قوله.

المغرب يغير مشاركته باليمن
وعن مشاركة المغرب في التحالف العربي باليمن، قال بوريطة إن المملكة شاركت في أنشطة التحالف، غير أنها انسحبت من هذه المشاركة إثر تطورات حدثت على أرض الواقع، "وانطلاقا من تدبير التحالف وتقييم المغرب نفسه لهذه التطورات".

وأوضح بوريطة أن ما جعل المغرب يغير من شكل ومضمون مشاركته في التحالف العربي باليمن، هو التطورات على مستوى الإنساني والسياسي التي وقعت باليمن، وأيضا، انطلاقا من كيفية التهيؤ للاجتماعات. 

 

اقرأ أيضاالمخلوع صالح: المغرب انسحب من التحالف ودول أخرى متوقعة

وسجل أن المغرب لم يشارك في المناورات وبعض الاجتماعات الوزارية للتحالف العربي في اليمن، لافتا إلى أن ذلك لم يغير من موقف بلاده الداعم للشرعية في اليمن والداعم أيضا للخطة الخليجية، ولكل ما يهدد تراب السعودية أو الإمارات انطلاقا من الأراضي اليمنية، وفق تعبيره. 

وأكد بوريطة، أن المغرب قلق جدا من الجوانب الإنسانية في اليمن، مضيفا: "يحز في النفس أن الأمم المتحدة تعتبر ما يجري في اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وهذا يسائلنا جميعا"، مشددا على أن الجوانب الإنسانية باليمن يجب أن تأخذ اهتماما كبيرا، لأن الشعب اليمني لا يستحق كل هذه المعاناة، وأن وحدة اليمن يجب المحافظة عليها.

سفارة المغرب بسوريا
وحول العلاقات المغربية السورية، قال بوريطة إن "المغرب لم يقطع العلاقات مع سوريا ولم يغلق السفارة في 2012"، مضيفا أن ما حدث هو أن الطاقم الدبلوماسي السوري ترك الرباط، والطاقم الدبلوماسي المغربي ترك دمشق وهو الآن في بيروت.

وأوضح بوريطة، أن المغرب ليس في حكم إعادة العلاقات مع سوريا ليعيدها، أو في منطق إعادة فتح السفارة في دمشق، لافتا إلى أن هناك تغييرات على أرض الواقع يجب أخذها بعين الاعتبار، والحاجة إلى دور عربي يجب أخذه بعين الاعتبار كذلك، مشددا على ضرورة وجود تنسيق عربي قبل اتخاذ أي قرار وربط ذلك بكيف سيساعد على حلحلة المسار السياسي بسوريا، على حد قوله.

حصار قطر
وفيما يخص موقع المغرب من حصار قطر، قال بوريطة إن الرباط تتأسف لما جرى "وتدخلها كان من منطلقات واضحة، منها العلاقة الشخصية للملك محمد السادس مع قادة الخليج والتي تعتبر علاقات إستراتيجية، وأيضا قناعته بأن مجلس التعاون الخليجي هو نقطة الضوء في هذا الظلام العربي". 

وأكد بوريطة أن "المغرب يعتبر نفسه معنيا بما يجري في الخليج ويعتبر نفسه له مسؤولية كذلك في رأب الصدع وتقريب وجهات النظر"، مشيرا إلى أن البيان الذي أصدره المغرب بعد 6 أيام من الأزمة الخليجية، "كانت فيه عناصر أخرى منها البحث في مسببات الأزمة ومعالجتها داخل البيت الخليجي، وفيه أن الحياد لا يعني أننا لسنا مهتمين بما يجري، ومن تم كانت اتصالات مكثفة"، لافتا إلى أن العاهل المغربي انتقل إلى المنطقة وأرسل مبعوثين لرأب الصدع.

 

اقرأ أيضاالمغرب يعلن "الحياد البنّاء" اتجاه أزمة الخليج

وسجل المسؤول المغربي أن "العالم العربي محتاج إلى بيت خليجي متكامل"، مشددا على ضرورة البحث في مسببات الأزمة "حتى ترضى كل الأطراف، ويعود مجلس التعاون الخليجي كما كان"، لافتا إلى أن "السياسة الخارجية للعاهل المغربي مبدؤها الأساسي هو الاستقلالية انطلاقا من القناعات والتقييم والتحليل". 

وأكد الوزير بوريطة أن دور المغرب في هذه الأزمة "ليس أن يصطف مع هذا أو ذاك، بل دوره تقريب وجهات النظر، وأن يساعد الأشقاء على تجاوز هذه الأزمة"، مضيفا أن "المغرب يستمع إلى الجميع، ونتمنى أن يكون هناك توجه لحل المشاكل التي كانت وراء هذه الأزمة".

 

 

التعليقات (1)
ابو العبد الحلبي
الخميس، 24-01-2019 07:45 م
نظام الولي السفيه الذي أوصلته أمريكا للحكم عام 1979 ، يبدو أن دوره في تخريب العالم العربي أكبر مما كنا نتصور ، و هذا الحزب البائس "حزبالة" ليس له صفة مقاومة إلا في تحطيم العرب أينما كانوا مقابل تلقي الأجرة من الحكام الفرس العملاء لأمريكا. لست أنا من يقول و لكنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده" ، و دلالة الحديث أنه لن تقوم إمبراطورية فارسية مهما حاولوا . كل مرورهم في العراق و سوريا و لبنان و اليمن و البحرين و شرق الجزيرة العربية مؤقت و سيعودون مهزومين صاغرين أذلاء إلى أوكارهم في قم و أصفهان ...الخ بعون الله.