سياسة دولية

انقسام عالمي حول أحداث فنزويلا ودعوة أممية للحوار

مادورو أعلن قطع علاقاته مع واشنطن فور دعمها لرئيس البرلمان خوان غوايدو- جيتي
مادورو أعلن قطع علاقاته مع واشنطن فور دعمها لرئيس البرلمان خوان غوايدو- جيتي

تباينت ردود الفعل الدولية حيال ما يجري في فنزويلا، عقب إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو تنصيب نفسه رئيسا للبلاد بالوكالة الأربعاء، فيما دعت الأمم المتحدة لتغليب الحوار.


فبينما عبرت دول عديدة بينها واشنطن عن تأييدها لغوايدو، اعتبرت أخرى على رأسها روسيا أن ما يجري غير قانوني، معلنة تمسكها بنيكولاس مادورو رئيسا شرعيا للبلاد.

واشنطن كانت أول الداعمين لغوايدو فور تنصيب نفسه رئيسا بالوكالة، وأعلن الرئيس الأمريكي دعمه الفوري لرئيس البرلمان (الجمعية الوطنية)، فيما تبنت منظمة الدول الأميركية نفس الموقف الأمريكي مؤكدة اعترافها برئيس البرلمان رئيسا بالوكالة، فيما اتخذت نفس الموقف أيضا كل من كندا والبرازيل وكولومبيا والأرجنتين والبيرو والباراغواي.

من جانب آخر حذرت الولايات المتحدة من أن "كل الخيارات" ستكون مطروحة إذا استخدم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوة في المواجهة مع قادة المعارضة.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الإدارة للصحافيين "إذا اختار مادورو وزمرته الرد بعنف، وإذا اختاروا إيذاء أي عضو من أعضاء الجمعية الوطنية (البرلمان) فكل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة بالنسبة للولايات المتحدة في ما يتعلق بالإجراءات التي يتعين اتخاذها".


وفي أول رد فعل له، أبدى الاتحاد الأوروبي دعمه لرئيس البرلمان "كمؤسسة منتخبة ديمقراطيا"، داعيا إلى البدء الفوري في عملية سياسية ديمقراطية .

وأعلنت الممثلة العليا للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، اليوم الخميس، أن الاتحاد الأوروبي يدعم ويقف على استعادة الديمقراطية في البلاد على أساس عملية سياسية سلمية ونظام دستوري.

وقالت موغيريني في بيان لها: "لقد وجه شعب فنزويلا دعوة هائلة من أجل الديمقراطية والقدرة على تقرير مصيره بحرية. ولا يمكن تجاهل هذه الأصوات. الاتحاد الأوروبي يحث بشدة على الشروع الفوري في عملية سياسية تؤدي إلى انتخابات حرة وذات مصداقية، وفقا للنظام الدستوري".

وأكدت موغيريني أن العنف من قبل الأمن في فنزويلا غير مقبول حيث إن للمواطنين الحق في اختيار القادة وتحديد مستقبلهم بحرية.

 

اقرأ أيضا: 13 قتيلا بفنزويلا والجيش يعلن موقفه من "رئاسة غوايدو"

الرئيس الفرنسي بدوره أشاد بـ"شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم" في مواجهة "الانتخاب غير الشرعي لنيكولاس مادورو"، مؤكدا أن أوروبا "تدعم إعادة الديمقراطية لفنزويلا.


وكتب ماكرون في تغريدة على تويتر "بعد انتخاب نيكولاس مادورو غير الشرعي في أيار/مايو 2018، تدعم أوروبا استعادة الديمقراطية. أحيي شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم"، بعد إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه "رئيساً" لفنزويلا في مواجهة مادورو الذي يحظى بدعم الجيش.

 

وفي أول رد فعل لها دعت الأمم المتحدة إلى "الحوار" في فنزويلا لمنع "تصعيد" يمكن أن يؤدي إلى "كارثة".

وقال الأمين العام أنطونيو غوتيريش على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي: "نأمل أن يكون الحوار ممكناً لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثياً لسكان البلاد والمنطقة".

أسبانيا اعتبرت إن تنظيم الانتخابات هو الحل الوحيد الممكن في فنزويلا بعد الأزمة الناشبة هناك.

وقال وزير الخارجية الاسباني جوزيب بوريل "يجب أن نحول دون تدهور الوضع. هذا يتطلب بلا شك عملية تدخل لضمان أن السبيل الوحيد للخروج منه هو الانتخابات".


روسيا ودول أخرى كان لها موقف مختلف، حيث اعتبر رئيس مجلس النواب الروسي فيتشسلاف فولودين، أن موسكو تعتبر التحركات الساعية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو غير قانونية، فيما حذرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة من مغبة التدخل العسكري في فنزويلا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن نائب وزير الخارجية قوله الخميس إن روسيا تحذر الولايات المتحدة من التدخل العسكري في فنزويلا قائلا إن مثل هذه الخطوة بمثابة سيناريو كارثي.


ونسبت الوكالة إلى سيرغي ريابكوف قوله، إن موسكو ستقف بجانب فنزويلا لحماية سيادتها ومبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

من جهتها قالت المكسيك إنها ما زالت تعترف بنيكولاس مادورو رئيسا للبلاد، مؤكدة على لسان ممثل وزارة الخارجية المكسيكية روبرتو فيلاسكو أن المكسيك لم تغير موقفها في ما يتعلق بفنزويلا وتستمر في الاعتراف بنيكولاس مادورو كرئيس للبلاد.

الرئاسة التركية قالت الخميس إن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالا مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو على خلفية التطورات في بلاده، ونشر المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالن تغريدة في حسابه على تويتر قال فيها: "اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك".

وأضاف كالن أن "تركيا بزعامة رئيسنا أردوغان ستحافظ على موقفها القائم على المبادئ المناهضة لكافة المحاولات الانقلابية".

من جهته، انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الموقف الأمريكي من قضية فنزويلا، وقال  إن "الولايات المتحدة تتدخل بشكل مستمر بشؤون فنزويلا وما يجري هناك مقلق للغاية".

وفي تصريحات صحفية الخميس، قال تشاووش أوغلو إن "إعلان خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا واعتراف بعض الدول به  قد يثير الفوضى في البلاد "، مضيفا: "يتم إعلان رئيس البرلمان رئيسًا للبلاد عبر فرض الأمر الواقع بينما هناك رئيس مُنتخب.. هذا أمر غريب جدًا".

 

اقرأ أيضا: روسيا: نحذر واشنطن من التدخل بفنزويلا ومادورو رئيس شرعي

وكان زعيم المعارضة في فنزويلا خوان جوايدو عين نفسه الأربعاء رئيسا مؤقتا للبلاد، وحصل على دعم واشنطن وكثير من دول أمريكا اللاتينية ما دفع الرئيس الاشتراكي مادورو، الذي يحكم البلد الغني بالنفط منذ عام 2013، إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

وكانت منظمة أهلية محلية قالت إن 13 شخصا قتلوا خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في فنزويلا.

وشهدت العاصمة الفنزويلية كراكاس الأربعاء مظاهرات حاشدة لمؤيدي ومعارضي الرئيس نيكولاس مادورو. ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومؤيدي المعارضة، أسفرت عن سقوط قتلى وإصابات.

وقال المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية المعارض للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن هؤلاء القتلى، الذين قضوا بغالبيتهم بسلاح ناري، سقطوا في العاصمة كاراكاس ومناطق أخرى من البلاد.

التعليقات (1)
عين الحقيقة
الخميس، 24-01-2019 09:02 م
لماذا لا تدعم دول العهر الغربي وعلى رأسها اميركا وفرنسا الديموقراطية وحرية الانتخاب في اي دولة عربية بل العكس تدعم الفاسدين المفسدين الظالمين