ملفات وتقارير

هكذا قرأ مختصون قرار الاحتلال بإغلاق مدارس "أونروا" بالقدس

قالت "أونروا" إن "القرار الإسرائيلي ليس الأول ولا الأخير، الذي يستهدف عملها في القدس"- جيتي
قالت "أونروا" إن "القرار الإسرائيلي ليس الأول ولا الأخير، الذي يستهدف عملها في القدس"- جيتي

حذر مختصون مقدسيون، من خطورة وتداعيات قرار الاحتلال الإسرائيلي إنهاء عمل المدارس الفلسطينية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" التي تعمل في مدينة القدس المحتلة.


وقرر "مجلس الأمن القومي الإسرائيلي"، "إغلاق المدارس التابعة لوكالة الأونروا في الشطر الشرقي للقدس، وافتتاح مدارس تخضع لإشراف إسرائيلي"، وفق ما أوردته قناة "مكان" العبرية التي أوضحت أن "إسرائيل لن تصدر ابتداء من العام الدراسي المقبل تراخيص لهذه المدارس".


ورحب رئيس بلدية القدس التابعة للاحتلال السابق نير بركات بهذه الخطوة التي طالب بها سابقا، وقال: "حان الوقت لوضع حد لكذبة اللاجئين (حسب تعبيره)"، زاعما أن "الأونروا تروج عبر مدارسها للكراهية والتحريض على إسرائيل واليهود".


وسبق أن صرح بركات، قبل إنهاء مهام منصبه في إدارة بلدية القدس المحتلة، بأنه سيعمل على "وقف عمل "الأونروا" في القدس، والاستعاضة عنها بمؤسسات إسرائيلية، وذلك من أجل راحة السكان الذين يعانون من شح الخدمات التي تقدمها منظمات الأونروا"، وفق القناة الإسرائيلي.

 

بدروه، أوضح المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" سامي مشعشع، أن "هذا القرار الإسرائيلي، ليس القرار الأول ولا الأخير، الذي يستهدف عمل الأونروا بالقدس".


ولفت في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "سبق أن كانت هناك محاولات إسرائيلية محمومة العام الماضي، لإنهاء وجود الوكالة بالكامل في مدينة القدس، ومحاولة إغلاق مقر صحي كبير داخل البلدة القديمة؛ المعروف بعيادة الزاوية".


وأضاف: "حاولت السلطات الإسرائيلية، إدخال خدمات البلدية لمخيم شعفاط لإنهاء خدمات الوكالة والتضييق على عملنا هناك"، مؤكدا أن "هذه المحاولات في الماضي لم تنجح، ويبدو أن هناك محاولة إسرائيلية جديدة لإغلاق مدارسنا بالقدس البالغ عددها 6 مدارس في مخيم شعفاط وصور باهر وسلوان".


الوكالة لن تذهب للبيت


ونوه مشعشع إلى أن "الوكالة موجودة في مدينة القدس بقرار أممي، وهي أرض محتلة وامتداد للأراضي الفلسطينية المحتلة"، مشددا على أن "وجود الأونروا بالقدس ليس منة إسرائيلية وليست معروفا، وإنما بقرار أممي".


ونبه أن "هناك اتفاقية ملزمة ما بيننا وبين السلطات الإسرائيلية، تنص على احترام وجودنا وحماية منشآتنا لأنها تتمتع بحصانة دولية ودبلوماسية".


وحول قراءة "أونروا" لهذه القرارات الإسرائيلية في ظل تلك الاتفاقيات، قال المتحدث باسم الوكالة: "نحن بالقدس منذ عام 1950. ومنذ عام 1967 هناك اتفاقية ملزمة بين الطرفين، ومؤخرا ظهرت بعض المحاولات الإسرائيلية للقفز عن تلك الاتفاقية".

 

اقرأ أيضا: قرار إسرائيلي يقضي بإنهاء عمل "أونروا" في القدس المحتلة


وذكر أن "محاولة إسرائيل زعزعة هذه الاتفاقية لا تعني أن الأمور ستسير في هذا المسار"، مؤكدا أن "الوكالة وقفت أمام المحاولات الإسرائيلية، وهي مستمرة ولن تذهب إلى البيت".


وفي تعليقه على القرار الإسرائيلي، أكد المحامي المختص في شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، خالد زبارقة، أن القرار هو "تصفية لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وتهويد للمناهج التعليمية الفلسطينية، وسيطرة لسلطات الاحتلال على المباني التي تستعمل كمدارس من أجل تهويدها، في إطار عملية التهويد الكبرى لمدينة القدس المحتلة".


وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الاحتلال الإسرائيلي على ما يبدو انتقل إلى مرحلة جديدة في تهويد القدس؛ من تهويد المكان والجغرافيا إلى تهويد العقول والإدراك لدى الجيل الفلسطيني الجديد".


ضربة جديدة وخطيرة


من جانبه، أوضح ناجح بكيرات، مدير أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث بالأقصى، أنه "يمكن قراءة خطورة وتداعيات القرار الإسرائيلي في ثلاثة مسارات، الأول؛ هو عملية تهويد العملية التعليمية بشكل كامل في مدينة القدس؛ وهي أخطر عمليات التهويد التي تجرى في القدس، عبر إخضاع المناهج وجميع المدارس".


وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "إذا نفذ الاحتلال هذا القرار، فهذا يعني اليوم مدارس الوكالة وغدا بقية مدارس القدس التي ما زالت تدرس المنهاج الفلسطيني".


ونبه بكيرات، أن "المسار الثاني، هو أن هذا القرار هو ضربة جديدة للقضية الفلسطينية، لأن إلغاء اللاجئين و الأونروا بالقدس، هو إلغاء لحق العودة، وبالتالي عدم السماح بعودة أي مواطن فلسطيني إلى فلسطين".


وأكد أن "هذه ضربة سياسية خطيرة للغاية، فقضية اللاجئين؛ هي القضية التي انتفض من أجلها الشعب الفلسطيني على مدار قرن من الزمان، وقدم التضحيات والشهداء والجرحى"، مضيفا أن "إسرائيل بهذا القرار تريد أن تكسر الشعب الفلسطيني، وتريد أن تمحو حق العودة".


وأما المسار الثالث، فهو أن "دولة الاحتلال تريد أن تعاقب المجتمع المقدسي وأن تفرض عليه نوعا جديدا من العقوبات، حينما تغلق مدارس الوكالة؛ لأن التدريس في هذه المدارس مجاني، وبالتالي فإن أهالي القدس سيجبرون على إرسال أولادهم إما إلى مدارس خاصة أو مدارس يهودية؛ وفي كلتا الحالتين فإن الخسارة عظيمة جدا".


وقال مدير أكاديمية الأقصى: "نحن أمام هجمة إسرائيلية ليست بالسهلة، عبر مسار التهويد وضرب البنية الاجتماعية في القدس والتشديد عليها، كما أنه يمكننا أن نقرأ خطورة هذا القرار العنصري بامتياز، من خلال الحصار الإسرائيلي ومحاولات الاحتلال المتواصلة ضرب القضية الفلسطينية".

التعليقات (0)