ملفات وتقارير

"تحرير الشام" تنفذ اعتقالات لعناصرها الأجانب.. ما الدلالات؟

هيئة تحرير الشام- جيتي
هيئة تحرير الشام- جيتي

أكدت مصادر إعلامية ومحلية خاصة لـ"عربي21" قيام "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) بحملة اعتقالات استهدفت عددا من العناصر الأجانب في صفوفها في أكثر من قطاع بمحيط محافظة إدلب شمالي سوريا.


وذكرت شبكة "شام الإخبارية" المعارضة، نقلا عن مصادر عسكرية خاصة قولها إن "أوامر وصلت لقطاع الحدود التابع للهيئة لاعتقال جميع المهاجرين من جنسيات أجنبية في المنطقة الحدودية مع الجانب التركي".


وبحسب الشبكة، فإن "منطقة حارم بريف إدلب الغربي شهدت خلال الساعات القليلة الماضية حراكا عسكريا كبيرا، تبعته عمليات مداهمة لمقرات ملاصقة للشريط الحدودي مع تركيا واعتقال عدد من العناصر من الأوزبك".

 

"انشقاقات"

 

 من جانبه، أكد مصدر خاص لـ"عربي21" -طالبا عدم الكشف عن اسمه- هذه الأنباء، موضحا أن "الهيئة بدأت بالحملة هذه قبل نحو شهر من الآن".

 

وأضاف أن "الهيئة تسعى لتنظيف بيتها الداخلي وترتيبه من جديد في محاولة منها لفرض نفسها على تركيا وعلى الدول المؤثرة بالشأن السوري، كفصيل سوري بأجندات محلية غير عابرة للحدود".


وتابع المصدر أن "الهيئة ستقوم بحملة اعتقالات واسعة لشخصيات تتبنى الفكر "السفلي الجهادي في مسعى منها لتصدير حكومة الإنقاذ" كواجهة مدنية تمثل الشمال السوري".


ولم يستبعد المصدر "حدوث انشقاقات داخل جسد الهيئة بسبب معارضة قسم كبير من عناصرها للسياسة الجديدة التي تتبناها القيادة"، لافتا إلى أن "أعدادا كبيرة بالهيئة متبنية فكر القاعدة منهم من تم اعتقالهم وزجهم بالسجن، لأنهم حاولوا الانشقاق عن الهيئة والالتحاق بتنظيم حراس الدين".


مفاوضات سابقة

 

 إلى ذلك، أشار الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد، إلى "مفاوضات سابقة أجرتها الهيئة مع أطراف إقليمية لتحديد مصير العناصر من جنسيات أجنبية وسط حالة من السرية الشديدة".


وقال في حديث لـ"عربي21": "إن سيطرة الهيئة على معظم مناطق إدلب، أعاد هذا الفصيل المرفوض دوليا إلى الواجهة من جديد، الأمر الذي يحتم على قياداته اتخاذ قرارات جريئة تفاديا لحرب قد تشن عليه من أطراف دولية وإقليمية".


وأضاف السعيد، أن "أكثر ما يعيق اتخاذ مثل هذه القرارات هم العناصر الذين يتبنون الفكر المتشدد ومن هنا نستطيع أن نحكم على هذه الأخبار بأنها صحيحة".


وأشار الباحث إلى "التناقض في مواقف قيادات الهيئة من العملية العسكرية التركية المرتقبة شرق الفرات، ففي حين أفتى القيادي والشرعي في الهيئة أبو اليقظان المصري بحرمة المشاركة في تلك العملية العسكرية، أعلن زعيم الهيئة أبو محمد الجولاني في ظهوره الأخير تأييده لها".


وقال السعيد: "هذا غيض من فيض خلافات بين الأجنحة داخل الهيئة وقد تكون الهيئة مقبلة على مرحلة صعبة، وقد تتعرض للانشقاق، لكن يبدو أن قرار إعادة إنتاجها من جديد هو الغالب، وهو الخيار الذي تدعمه الأجنحة القوية بداخلها".


وفي وقت سابق رجح مراقبون لـ"عربي21"، أن "تقدم الهيئة على خطوات براغماتية أكثر مرونة، تنتقل بها إلى مرحلة جديدة، عنوانها التركيز على الجانب السياسي والمدني عبر تمكين حكومة الإنقاذ التابعة لها، والذوبان عسكريا مع الفصائل المتبقية، على أمل أن تحظى بقبول إقليمي ودولي".

التعليقات (3)
متفائل
الأربعاء، 16-01-2019 02:32 م
ثورة من داخل الثورة ، هذا هو المطلوب ، إذ يمكن أن تغسل الثورة كيانها بنفسها ، و تتخلص من كل جسم طفيلي لا يتناغم مع تطلعاتها ، و لا سبيل سوى رفع وعي الثوار من داخل الجسم الواحد الذي تعافى من خطر الأورام ، السبيل هو انضواء كل الفصائل من دون انتظار تحت راية الأحرار في جبهتهم الوطنية ، التي يجب أن تسع كل فصائلها على أرض سوريا الحبيبة ، و ليس من حق أي من قادة هيئة الشام أن يتحجج باي حجة أمام هذا المطلب الشرعي ، وهذه الضرورة التي تتوقف عليها حياة و أمن السوريين جميعا ، ولا عذر لأي كان أن يساوم بهذا الخصوص ، و مثل هذا كفيل بكشف كل العناصر العميلة المتسترة تحت أي عنوان ، ومثل هذا كفيل بإفشال مكر الماكرين و أدوات الخيانة و الفساد ، و ذلك قبل أن تتحول ورقة إدلب بيد هيئة الشام إلى أكبر مبرر في يد الروس والأمريكان الذين يأملون و يتحينون الفرصة للزج بثوار سوريا و شعبها من ألفه إلى يائه ، داخل أتون معركة العار ، ومن بعدها يمكن أن يتقدم السوريون الأحرار بمشروعهم من دون عوائق أو أضرار ، المشروع الذي يجب أن يملكوه للشعب السوري الذي لن يغيض سوى العبيد الأشرار .
العقيد ابو شهاب
الأربعاء، 16-01-2019 10:19 ص
كان الاسم القديم للعناصر الأجنبية قليلة العدد في الهيئة "المهاجرين" و الاسم الجديد هو "المعتقلين" و سيصير قريبأ "المندسين" بما يرضي الشيخ أبو حافظ القرداحي الساكن في قصر المهاجرين في دمشق . يرجى من الشيخ أبو محمد الجولاني تسليم محافظة إدلب لأخيه الشيخ أبي حافظ من دون مسرحيات معارك و من دون مجازر بحق المدنيين في إدلب الحبيبة فمهمة هذا الصبي "الجولاني" انتهت لكن هل انتهى تجهيز شقته في طهران ؟ أم أن الفرس قد استعملوه و سيرموه ؟
متفائل
الثلاثاء، 15-01-2019 07:06 م
لعل ما أقدمت عليه الهيئة تجاه فصيل نور الدين زنكي في وقت انشغال فصائل فاعلة بالتحضير رفقة القوات التركية لعملية شرق الفرات ، هو العامل الرئيسي في عدم اطمئنان أكثر من جبهة على مثل هذا السلوك المريب ، و في نفس الوقت إحساس العناصر العميلة بإمكانية انكشاف أوراقها ، و هي القريبة من مفاصل القيادة ، وذلك لخلط الأوراق والبحث عن نشر الفوضى وسط الثوار ، ليس إلا ، و بخصوص العناصر الأجنبية فهي بمثابة الطعم الذي تمتلك ناصيته كثير من دوائر الاستخبارات في أكثر من موقع و مكان .